افراسيانت - قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المزارعين في روسيا يجب أن يشكروا أوباما على فرضه عقوبات ضد موسكو، لأنها دفعت الحكومة لفرض حظر غذائي على الواردات، ما أحدث طفرة زراعية في البلاد.
وخلال إحدى مقابلات الرئيس بوتين مع المخرج الأمريكي المشهور، أوليفر ستون، الذي أعد فيلما وثائقيا عن الرئيس الروسي، أقر بوتين أن روسيا بفضل القيود استطاعت تنظيم إنتاجها الزراعي، فعلى سبيل المثال بلغ إنتاج الحبوب في البلاد العام الماضي مستويات قياسية على إثرها تصدرت روسيا للمرة الأولى في تاريخها قائمة مصدري القمح في العالم.
إضافة إلى الطفرة الزراعية عززت العقوبات الغربية، بحسب الرئيس الروسي علاقات روسيا مع الصين، في إطارها تم إطلاق مشاريع تعاون جديدة كمشروع سكة الحديد عبر البايكال.
وقالت وزارة الزراعة الروسية إن صادرات القمح الروسي بلغت العام الماضي 25 مليون طن، متجاوزة بذلك الولايات المتحدة وكندا. وتعد مصر وتركيا من أكبر أسواق القمح الروسي.
يذكر أنه في عام 2014 فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا بسبب موقفها من الأزمة الأوكرانية وعودة القرم إلى سيادة روسيا، على إثرها فرضت موسكو حظرا على واردات المواد الغذائية من هذه الدول، والتي كانت تشغل حيزا كبيرا من السوق الروسية، ما أحدث طفرة في القطاع الزراعي نظرا لأن المنتجين في روسيا وجدوا الفرصة لتوفير البدائل المحلية للمستهلكين.
بوتين: لم نعطل الخصخصة في بلادنا
من ناحية اخرى , أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحكومة لم توقف عملية الخصخصة في روسيا، لكنها أضفت عليها صبغة عادلة، في خطوة تهدف لحماية ممتلكات الدولة.
وقال بوتين خلال حديث أدلى به للمخرج الأمريكي أولفر ستون، الذي أعد فيلما عن الرئيس الروسي عرض جزئه الأول "فعلت كل شيء لعدم إهدار ممتلكات الدولة، وإحباط مخططات الأوليغارشية، التي تتيح للمرء أن يصبح مليارديرا بين عشية وضحاها".
وشدد الرئيس بوتين على مبدأ مساواة جميع المواطنين أمام القانون، ولا يجوز لأحد التعدي على ممتلكات الدولة، منوها بأنه أجرى "حديثا صريحا وصادقا" مع ممثلي كبرى الشركات بهذا الشأن، والأغلبية العظمى أكدت إلتزامها بالقوانيين.
وأضاف بوتين "هل تعلمون من لم يعجبه ذلك؟ فقط أولئك الذين يكسبون الملايين والمليارات ليس بفضل مواهبهم، لكن بفضل علاقاتهم مع السلطات. هؤلاء لم يعجبهم الأمر وعددهم محدود".
وردا على سؤال حول موقفه من الأوليغارشية (طبقة الأثرياء الجدد)، قال الرئيس بوتين إن أفراد الأوليغارشية مختلفون وليسو جميعا متشابهين.
ومنذ بداية التسعينيات، عندما انهار الاتحاد السوفيتي بدأت في روسيا عملية خصخصة لممتلكات الدولة وتعرضت هذه العملية للنقد مرارا وذلك لعدم شفافيتها. وبسببها ظهرت في روسيا طبقة فاحشة الثراء باتت تعرف بـ "الأوليغارشية".
وخلال حديثه تطرق الرئيس بوتين لمسألة ديون روسيا والاتحاد السوفيتي السابق، حيث قال إن روسيا سددت ليس دينها فقط أمام صندوق النقد الدولي، بل وديون جميع جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، ما يدل على التزامها الكامل بالإيفاء بتعهداتها.
فمثلا، سددت روسيا ديونا بقيمة 16 مليار دولار استحقت على أوكرانيا، التي تتقاعس حاليا عن إيفاء دين بقيمة 3 مليارات دولار لروسيا نفسها.
وأكد الرئيس بوتين أن روسيا تربطها علاقات جيدة بصندوق النقد الدولي، والذي يقيم بشكل إيحابي سياسة روسيا النقدية والائتمانية، وقال "نحن على تواصل دائم مع كريستين لاغارد (مديرة صندوق النقد الدولي) ومع شركائنا الآخرين في الصندوق حيث نطلعهم بشكل دوري على أعمالنا كما نستمع إلى توصياتهم".
يذكر أن روسيا سددت في عام 2006 كامل الديون التي ورثتها من الاتحاد السوفيتي،والمستحقة لنادي باريس، بمبلغ قدره 23.7 مليار دولار، وفي عام 2013 دفعت دينا بقيمة 3.6 مليار دولار للتشيك، وسددت 18 مليون دولار للجبل الأسود، و30 مليون دولار لفنلندا.
المصدر: "لينتا.رو"