طنطا (مصر) - افراسيانت - أعلنت وزارة الصحة المصرية، مساء امس، ارتفاع عدد ضحايا التفجيرين اللذين استهدفا كنيستين في مصر إلى نحو 45 قتيلا إلى جانب 112 مصابا.
وأفادت وزارة الصحة بأن عدد ضحايا التفجير الذي استهدف الكنيسة المرقسية في الإسكندرية ارتفع إلى 16 حالة وفاة فضلا عن 41 مصابا .
وفي السياق نفسه، قال محمد شرشر وكيل وزارة الصحة إن حالات الوفاة نتيجة انفجار كنيسة مارجرجس في طنطا بمحافظة الغربية ارتفعت لتصل إلى 29 حالة، إلى جانب وقوع 71 مصابا ، بحسب ما نقله الموقع الإلكتروني لأخبار التلفزيون المصري، الموقع الرسمي لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.
وفي تطور متصل، قرر وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار تعيين مدير جديد لأمن محافظة الغربية ، على خلفية التفجير الذي استهدف كنيسة مدينة طنطا بالمحافظة.
ويأتي استهداف كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا في محافظة الغربية في دلتا النيل، والكنيسة المرقسية بمحافظة الاسكندرية الساحلية في شمال البلاد قبل ثلاثة اسابيع على زيارة البابا فرنسيس الى مصر.
ووقع الأنفجار الأول في كنيسة مار جرجس قبيل الساعة العاشرة صباحا (8,00 تغ) أثناء أحد السعف (الشعانين) في بداية "أسبوع الآلام" الذي يسبق عيد الفصح.
ووقع الانفجار الثاني قرابة الساعة 12 ظهرا مستهدفا الكنيسة المرقسية في مدينة الاسكندرية قرابة 200 كم على البحر المتوسط شمال القاهرة.
وقالت الوزارة في بيان على صفحتها على فيسبوك، إن "أحد العناصر الإرهابية حاول اقتحام الكنيسة وتفجيرها بواسطة حزام ناسف وذلك حال تواجد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية داخلها لرئاسة الصلوات والذي لم يصب بسوء".
وذكرت الكنيسة القبطية، ان بابا الأقباط كان يحيي قداس أحد السعف صباحا في الكنيسة المرقسية بالاسكندرية.
وقال القس انجيلوس سكرتير البابا في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس بعد الإنفجار "البابا بخير".
وأعلنت وزارة الداخلية أن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا ارتكب اعتداء الإسكندرية.
وأعلن التلفزيون الرسمي أن وزير الداخلية مجدي عبد الغفار أقال اللواء حسام الدين خليفة مدير أمن محافظة الغربية أثر الحادث.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية التفجيرين.
وهي ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها التنظيم المتطرف الأقباط في مصر.
وقال اللواء طارق عطية مساعد وزير الداخلية لقطاع الاعلام، ان "الانفجار وقع داخل الكنيسة اثناء الصلاة في الصف الاول عند المذبح" ورجح ان يكون التفجير "ناتجا عن عبوة ناسفة وضعت بالداخل".
ونشرت الكنيسة القبطية المصرية على صفحتها الرسمية على فيسبوك صورا مؤثرة للمأساة تظهر فيها اشلاء وجثث تغطيها الدماء.
كما تظهر لقطات بثتها قناة "اكسترا نيوز" الفضائية الخاصة أرض وجدران الكنيسة البيضاء وقد غطتها الدماء، بالإضافة لبعض المقاعد الخشبية المدمرة.
وفرضت الشرطة طوقا أمنيا حول موقع الكنيسة حيث كان العشرات يصرخون غاضبين، بحسب صحافية في وكالة فرانس برس.
ويأتي الاعتداء على كنيسة مارجرجس في طنطا فيما تستعد القاهرة لاستقبال البابا فرنسيس يومي 28 و29 نيسان/ابريل الجاري. ومن المقرر ان يقيم الحبر الاعظم قداسا في العاصمة المصرية ويلتقي شيح الازهر احمد الطيب والبابا تواضروس الثاني.
ودان رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل "الحادث الارهابي الغادر الذى وقع بكنيسة مار جرجس".
وأكد رئيس الوزراء "عزيمة الدولة القضاء على مثل هذه الاعمال الارهابية، واجتثاث الارهاب الاسود من جذوره".
من جهته، اكد شيخ الأزهر احمد الطيب في بيان ادانته "بشدة للتفجير الارهابي الخسيس (الذي) يمثل جريمة بشعة في حق جميع المصريين".
بدوره، أدان الأردن "التفجير الارهابي"، وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني ان "هذا الاعتداء بالاضافة الى بشاعته ودوافعه الارهابية فانه يهدف الى إثارة الفتنة وزعزعة أمن مصر الشقيقة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يجرى فيها استهداف الكنيسة.
فسبق ان اعلنت كنيسة مار جرجس على صفحتها على فيسبوك في 29 اذار/مارس الماضي ان الاهالي "عثروا على جسم غريب أمام الكنيسة ما ادى الى حالة من الذعر بين المواطنين".
واضافت الكنيسة على صفحتها ان اجهزة "الأمن العام والمباحث الجنائية والحماية المدنية وقسم المفرقعات انتقلت الى موقع الكاتدرائية وبعد المعاينة تم التحفظ على الجسم الغريب في مركبة خاصه ونقله".
وشهدت مدينة طنطا في الاول من نيسان/ابريل الجاري اعتداء بدراجة نارية مفخخة استهدف مركز تدريب تابعا للشرطة ما اسفر عن اصابة 13 شرطيا توفي احدهم في اليوم التالي.
ويأتي الاعتداء على كنيسة مار جرجس بعد اربعة اشهر تقريبا من التفجير الذي استهدف كنيسة ملاصقة لكاتدرائية الاقباط الارثوذكس في وسط القاهرة.
وكان انتحاري فجر نفسه في الكنيسة الملاصقة للكاتدرائية في 11 كانون الاول/ديسمبر الماضي ما اسفر عن سقوط 29 قتيلا.
واعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن الاعتداء داعيا الى استهداف الاقباط.
وفي شباط/فبراير الماضي، اضطرت عشرات الاسر المسيحية الى مغادرة العريش اثر تزايد الاعتداءات على الاقباط في شمال سيناء ومقتل 7 منهم.
وواجه الاقباط الذين يشكلون 10% من عدد سكان مصر البالغ 90 مليون نسمة، تمييزا اثناء السنوات الثلاثين لحكم الرئيس الاسبق حسني مبارك الذي اطاحته ثورة كانون الثاني/يناير 2011.
كما تعرضوا لاعتداءات عدة خلال السنوات الاخيرة.
ومنذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في 2013، تمت مهاجمة عشرات الكنائس خصوصا في صعيد مصر، بينها 37 كنيسة أضرمت فيها النيران او أتلفت محتوياتها.
كما تمت مهاجمة عشرات المدارس والمنازل والمحلات التجارية التي يديرها أو يملكها أقباط، بحسب ما اكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي اتهمت قوات الامن بأنها كانت غائبة اثناء هذه الهجمات الطائفية.