افراسيانت - بعد مرور 41 عاما على مواجهات يوم الارض في الجليل، ما زالت الاجيال الفلسطينية في الداخل تحافظ على المشاركة الواسعة بهذا اليوم المجيد، للتاكيد على فلسطينية الارض، وعلى رفضهم للقوانين العنصرية وسياسة هدم المنازل.
في الـ30 من اذار من كل عام يحيي الفلسطينيون في مختلف انحاء العالم بيوم الارض، بعد اقدام السلطات الإسرائيلية على مصادرة نحو 21 ألف دونما من أراضي قرى عربية في الجليل ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد وغيرها في العام 1976 لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما ادى الى استشهاد 6 فلسطينيين في المواجهات التي اندلعت مع سلطات الاحتلال في حينها.
يقول عضو الكنسيت، الدكتور احمد الطيبي،:" ان الجماهير العربية تحيي المناسبة بالمسيرة التقليدية التي تخرج من سخنين الى عرابة دير حنا في الجليل، وثم سيقام احتفال مركزي في دير حنا، وغدا ستقام فعاليات في ام الحيران بالنقب، "لنجدد التصاقنا الدائم بالهوية الوطنية الفلسطينية، ونعلن رفضنا للقوانين العنصرية، وسياسة هدم المنازل".
واوضح :"ان الرسالة التي نقف اليوم موحدين من اجلها هي ضد هدم المنازل، وضد سن القوانين العنصرية، وضد التطرف اليميني والعداء تجاه كل ما هو عربي، وضد الهجمة على المسجد الاقصى والقدس".
واشار الى ان الذكرى تحل وسط تصعيد سياسة هدم المنازل، حيث اوعز رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، الى وزير الامن الداخلي قبل اسبوعين بتصعيد هدم المنازل في مناطق الجليل وادي عار والقدس، وراينا ترجمة مباشرة لهذه التعليمات بهدم 11 منزلا في منطقة قلنسوة، والقدس، وهدم ام الحيران في النقب.
واشار الطيبي الى ان سياسة التخطيط الاسرائيلية مبنية على تخطيط ايدلوجي يميني معاد للعرب، حيث تسمح لليهود بالتوسع والتطور بينما تمنع القرى والمناطق العربية بالتوسع والتطور على اراضيهم الخاصة، حيث ترفض توسيع المخططات الهيكلية لهذه المناطق، مضيفا :"منذ 20 عاما ونحن نطالب باقامة قرية عربية وهم يرفضون ذلك، مقابل ذلك يقيمون منازل على ممتلكات فلسطينية خاصة مثل مستوطنة "عمونا"، ويقدمون لهم كل الامتيازات والاعذار، وهي جريمة مخالفة للقوانين الدولية".
وقال الطيبي "على العالم ان يسمع هذا الصوت الذي يريد ان يكشف هذه الهجمة العنصرية في دولة تدعي الديمقراطية وهي ديمقراطية عرقية لليهود فقط".
وفي الضفة الغربية، اقيمت عشرات الفعاليات والمسيرات في مختلف المناطق، للتعبير عن رفض الجماهير لاستمرار الاستيطان ومصادرة الاراضي.
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الدكتور وليد عساف، في حديث مع "القدس" دوت كوم:" نحي اليوم مناسبة يوم الارض وسط تصاعد عمليات مصادرة الارضي، وبناء المستوطنات، وسن القوانين العنصرية".
واوضح ان اسرائيل مع بداية عام 2017 انفلت عقلها في ظل عدم وضوح الرؤية الامريكية والتفكك العربي، حيث تضاعفت عمليات بناء المستوطنات وهدم المنازل، مشيرا الى ان عام 2016 شهد زيادة في اعداد المنازل المهدومة عن عام 2015، حيث سجل هدم 1114 مسكنا، ومنذ بداية عام 2017 سجل رقم غير مسبوق بهدم 220 مسكنا.
وحول بناء المستوطنات اشار عساف الى ان اسرائيل سمحت ببناء عام 2016 (4) الاف وحدة، لكن منذ ثلاثة أشهر رخصة 6 الاف وحدة، وهذا مؤشر خطير على التوسع الاستيطاني. واضافة الى ذلك "سنت قانون تسوية الاراضي الذي ادى الى تشريع 110 بؤرة استيطانية اقيمت على اراضي فلسطينية خاصة، ويمهد القانون للاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية الخاصة.
"وتمارس اسرائيل ضغطا كبيرا لتهجير التجمعات البدوية من مناطق (E1) وشرق القدس، بالتزامن مع نشاط لضم مستوطنة "معالية ادوميم" الى القدس. وفق ما يقوله عساف. ولفت الى أن اسرائيل تمنع الفلسطينيين من البناء على اراضيهم خاصة في مناطق "سي"، مقابل ذلك تمنح المستوطنين كل الامتيازات لتوسع بالبناء.