افراسيانت - أشعل العدوان الواسع الذي نفذته الشرطة الاسرائيلية امس الاربعاء على اهالي قرية ام الحيران البدوية ضمن مخططها الهادف هدم القرية غضب الفلسطينيين، حيث خرج الالاف في مسيرات احتجاجية في مختلف المدن والبلدات الفلسطينية في الداخل كما وخرجت مسيرة في مدينة رام الله احتجاجا على الهجمة التي تتعرض لها قرية ام الحيران وعموم الفلسطينيين من اعتداءات.
وجاءت عمليات الهدم والاعتداءات التي استهدفت قرية ام الحيران بعد ايام من هدم عدد من المنازل في مدينة قلنسوة داخل الخط الاخضر.
و"لم يبدأ العدوان على أم الحيران اليوم، وإنما منذ أكثر من ستين عاما" كما قال موقع عرب 48 في تقرير مطول له حول ما تعرضت له قرية ام الحيران اليوم من عمليات تدمير واعتداءات واسعة استشهد خلالها يعقوب ابو القيعان (47 عاما) وأصيب عدد اخر برصاص شرطة الاحتلال الاسرائيلي.
واضاف "لقد هجّرت إسرائيل، قبل ستين عاما، أهالي أم حيران من موقع إقامتهم في وادي زبالة بالنقب، في أعقاب النكبة عام 1948، ونقلتهم إلى موقع أم الحيران الحالي. وصادقت المحكمة العليا على قرار حكومة إسرائيل بإخلاء أهالي أم الحيران وهدم بيوتهم وحظائرهم من أجل تقام على أنقاضها بلدة يهودية باسم /حيران/".
وقال مواطنون من سكان ام الحيران، ان الشهيد ابو القيعان (47 عاما) كان لديه نحو عشرة اطفال ويملك احد المنازل والمباني التي هدمتها شرطة الاحتلال اليوم الاربعاء.
ونفى رئيس اللجنة المحلية في القرية رائد ابو القيعان لوكالة فرانس برس ان يكون الشهيد هاجم الشرطة، كما كانت ذكرت المصادر الاسرائيلية.
وقال المسؤول الذي أكد أنه كان شاهدا مباشرا على الوقائع "الرواية الاسرائيلية كاذبة. كان معلم مدرسة محترما. دخلوا الى البلدة وبدأوا باطلاق النار عشوائيا على الناس باستخدام الرصاص المطاطي، حتى ان عضو البرلمان ايمن عودة اصيب بينما كان يحاول الحديث معهم".
وأضاف "كان يعقوب ابو القيعان في سيارته وبدأوا باطلاق النار في جميع الاتجاهات".
وقال موقع "عرب 48 " ان "العدوان على أم قرية الحيران، اليوم، هو جزء صغير من مخطط أوسع بكثير يستهدف أكثر من سبعين ألفا من عرب النقب، الذين يسكنون في القرى غير المعترف بها والتي تفتقر لكافة احتياجات الحياة، من ماء وكهرباء وشوارع وصحة وتعليم وغيرها.
وشهدت البلدات والمدن العربية داخل الخط الأخضر مساء امس الاربعاء مسيرات احتجاجية ضد هدم المنازل والعدوان الذي تعرضت له قرية ام الحيران وما كان سبقها من عمليات هدم تستهدف الفلسطينيين العرب.
ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات منددة ورافضة للهجمة الوحشية للشرطة الإسرائيلية وحكومة اليمين المتطرف.
من جانبه، اكد مركز "عدالة" الذي يعنى بحقوق عرب اسرائيل ويمثل سكان قرية ام الحيران في الاجراءات القضائية ضد هدم القرية في بيان ان "الشرطة الإسرائيلية تثبت مرة ثانية أنها ترى في الجمهور العربي كله عدوا، ومن السهل على الشرطة الإسرائيلية الضغط على الزناد عندما يتعلق الامر بمواطنين عرب".
وبحسب المركز، فان بيان الشرطة يعكس "ثقافة الكذب والتحريض التي تتبعها السلطات الاسرائيلية" محملا الحكومة الاسرائيلية والجهاز القضائي الاسرائيلي مسؤولية ما حدث.
واضاف البيان "قرار المحكمة العليا الذي سمح بهدم قرية كانت قائمة قبل أكثر من 60 عاما من أجل إقامة مستوطنة يهودية على خرائبها، هو أحد القرارات الأكثر عنصرية التي أصدرتها المحكمة العليا. والحكومة الإسرائيلية ورئيسها استغلوا هذا القرار من أجل مواصلة سياسة الهدم" ضد المواطنين العرب في اسرائيل.