افراسيانت - تتجه انظار الفلسطينيين والعالم، الى مؤتمر باريس للسلام، الذي سيعقد اليوم الاحد، في العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة نحو 70 دولة، لتجديد التاكيد على حل الدولتين ودعوة اسرائيل الى ايجاد حل سلمي يكفل اقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967.
ويرى المراقبون ان المؤتمر فرصة لتغيير قواعد التفاوض مع اسرائيل، القائمة منذ ربع قرن على المفاوضات الثنائية والرعاية الامريكية، وهو ما تحاول اسرائيل اجهاض تغيره بعدم الاعتراف بالمؤتمر، للابقاء على الصيغة القائمة، غير ان نتائج المؤتمر واهميتها ستبقى مرهونة بموقف الادارة الامريكية، كما يقول بعض المراقبين.
من جهته، يقول المحلل السياسي، الدكتور عبد المجيد سويلم، إن انعقاد المؤتمر يعيد الاهتمام بالقضية الفلسطينية بعد انشغال العالم بقضايا الارهاب واللاجئين ".."، اضافة الى اكتسابه اهمية خاصة بعد خطاب وزير الخارجية الامريكي جون كيري حول مصير حل الدولتين، وقرار مجلس الامن الاخير- الذي ثبت الحقوق الفلسطينية-حيث سيستند المؤتمر الى قرار مجلس الامن الاخير بالتاكيد على حل الدولتين القائمة على حدود عام 1967، وهي مسالة بغاية الاهمية لنا كفلسطينيين، اضافة الى ذلك وضع اليات مراقبة ومتابعة تختلف عن الصيغة التي كانت تعمل بها اللجنة الرباعية. لذك يعتقد سويلم "ان مؤتمر باريس فرصة ليس لاحلال السلام (لعدم وجود شريك سلام في اسرائيل) ببقدر ما هو تاكيد المجتمع على ارادته لايجاد حل سياسي، حيث كان بالسابق لديه رغبة واليوم باتت لديه ارادة للدفع باتجاه ايجاد حل سياسي في حال رفضت اسرائيل، (وهو الامر المرجح ان ترفضه اسرائيل)، لذك سيزيد المؤتمر من عزلتها وسيعزز وجهة النظر الفلسطينية".
ويرى سويلم "ان هناك فرقا جوهريا بين مؤتمر باريس ومؤتمرات السلام السابقة، حيث تشارك فيه 70 دولة مؤثرة، اضافة الى انه يستند الى قرار مجلس الامن الاخير، بمعنى انه يستند الى زخم سياسي وعملياتي تجعله مختلف عن القرارات السابقة".
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي، الدكتور سمير عوض، لـ"القدس" دوت كوم، ان المؤتمر له اهمية كبيرة في ظل المشاركة الدولية الواسعة، والمؤثرة، المبنية على اساس قرار مجلس الامن الاخير، والذي يشير الى وجود ارادة لدى المجتمع الدولي في تطبيق حل دولتين، لكن اسرائيل لن تلقي بالا واهتماما كما فعلت بقرار مجلس الامن الاخير".
واضاف "ان المؤتمر يعني الانتقال الى مرحلة جديدة من المفاوضات الثنائية با شراف امريكي الى مفاوضات تحت مظلة دولية واطراف عديدة، غير ان اسرائيل سترفضها التجاوب مع هذه الصيغة كذلك".
ويرى المحلل السياسي، الدكتور رائد نيعرات، "ان المؤتمر سيؤكد على اقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وسيعلن رفضه التغيرات التي احداثتها اسرائيل على هذه الاراضي، مضيفا: اذ تم التاكيد على هذه القواعد فالمؤتمر حقق قيمة كبيرة، بعد ان خلا من قيمة جمع الفرقاء والخروج ببيان مشترك، بعد رفض اسرائيل المشاركة بالمؤتمر".
واوضح نعيرات "ان هدف المؤتمر بالبداية كان تفعيل العملية التفاوضية، بحيث يشكل منصة للانخراط بالعملية التفاوضية، لذلك من البداية ركز الفلسطينيون على تثبيت قاعدتين -حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية- وثم الذهاب لاي نوع من المفاوضات، غير ان الطرف الاسرائيلي يرفض اي تغيير بقواعد التفاوض القائمة على المفاوضات الثنائية والرعاية الامريكية، لذلك رفض المشاركة باعتبار انه يغيير من قواعد التفاوض التي تريد اسرائيل المحفاظة عليها.
ولفت الى ان المرحلة المقلبة ستحددها الادارة الامريكية الجديدة، حيث ان نتائج مؤتمر باريس ستكون مرهونة بموقف الادارة الامريكية، والمؤشرات واضحة حول دعم "ترامب" لسياسة اسرائيل، والتي ستزيد من تعنتها اتجاه المفاوضات، لذلك ارى ان مرحلة المفاوضات المقبلة لن تكون جولات مفاوضات بقدر تمسك كل طرق بالثبات على مواقفه التفاوضية".