افراسيانت - أعلنت "وحدات حماية الشعب" السورية الكردية و"المرصد السوري لحقوق الإنسان"، امس الاثنين، إن الوحدات التي تدافع عن بعض القرى في شمال سوريا ضد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"- "داعش"، تحرز تقدماً سريعاً على قوات التنظيم المتشدد بدعم من ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة في المناطق الريفية حول عين العرب (كوباني)، بعد طردها من المدينة الحدودية السورية الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم "وحدات حماية الشعب" ريدور خليل، لوكالة "رويترز" عبر الهاتف، أن تنظيم "الدولة الإسلامية في حالة انهيار تام في الوقت الراهن ولا يستطيع السيطرة على أراض".
وتابع خليل أن الدولة الإسلامية انسحبت عشرة كيلومترات في اليوم الأخير فقط وأصبحت بعيدة عن عين العرب بأكثر من 25 كيلومترا.
ولفت الانتباه الى أن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة مستمرة وكذلك الدعم من قوات "البشمركة" العراقية التي دخلت المدينة عبر تركيا. لكنه حذر من أن "داعش" قد يفتح جبهات جديدة في شمال شرق سوريا.
وتابع أن اشتباكات تقع بصورة يومية وستزيد وتيرتها خاصة في منطقة الجزيرة، لأن التنظيم المتشدد سيتحول إلى مناطق أخرى لاستعادة ما تبقى من هيبته. والجزيرة هو الاسم الكردي لشمال شرق سوريا.
وتقول "وحدات حماية الشعب" إن لديها 50 ألف مقاتل ينتشرون في ثلاث مناطق في شمال سوريا. وتضيف أنها على استعداد كي تكون شريكا في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على "داعش".
وفي سياق متصل، قالت قوة المهام المشتركة الدولية المعروفة بقوات التحالف، في بيان، إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 27 ضربة جوية على قوات "داعش" في العراق وسوريا في غضون 24 ساعة.
ومن جهته، أفاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، بأن مقاتلي "داعش" الذين كانوا على بعد نحو أربعة إلى خمسة كيلومترات من المدينة يوم أمس، أصبحوا الآن على مسافة 10 كيلومترات على الأقل. وأضاف أنه لا توجد مقاومة على نطاق كبير.
واشار الى أن الأكراد يتقدمون بمساعدة من جماعات مسلحة عربية سورية من الرقة.
لكن عبد الرحمن قال إن "داعش" لم تعد قادرة على فتح جبهات جديدة بعد أن فقدت 2000 مقاتل في معركة عين العرب. وأضاف انه يتوقع استمرار الانسحاب من مناطق ريف المدينة، وانه قد تقع اشتباكات على مشارف الرقة.
وأصبحت المعركة من أجل عين العرب، وهي مدينة غالبية سكانها من الأكراد، نقطة محورية للحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا.
وتمكن الأكراد السوريون الذين تلقوا أيضاً دعماً عسكرياً من قوات "البشمركة" الكردية العراقية من طرد عناصر "داعش" من المدينة الأسبوع الماضي.
وتسيطر الدولة الإسلامية على مناطق واسعة من شمال وشرق سوريا، بما في ذلك حزام من الأراضي عبر ريف حلب الشمالي وممر يمتد إلى الجنوب الشرقي من محافظة الرقة إلى الحدود مع العراق.
ورغم أن المدينة ليست لها أهمية استراتيجية كبرى، فإن المعركة من أجلها مثلت أول نموذج مباشر للدعم الأميركي للقوات البرية التي تقاتل التنظيم الإرهابي في سوريا.