افراسيانت - ناشدت تركيا التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بالدعم الجوي لمساعدتها في القتال لطرد مسلحي التنظيم من مدينة الباب الرئيسية في شمال شرق سوريا.
منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا قبل شهور اربعة، تمكنت القوات التركية من تطهير منطقة واسعة عند حدودها الجنوبية من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية والمسلحين الاكراد.
كما يوفر الجيش التركي اسنادا مهما للتحالف المعارض الذي يحارب ضد التنظيم المذكور.
ولكن المعركة لم تكن بلا خسائر، ففي الاسبوع الماضي منيت القوات التركية بخسائر مؤلمة قرب بلدة الباب.
ويدعي تنظيم الدولة الاسلامية انه اسر عددا من العسكريين الاتراك، ونشر بالفعل شريطا يظهر قتله لاثنين من هؤلاء حرقا حسبما يدعي.
ولكن تركيا تقول إنها انزلت خسائر افدح بكثير في صفوف التنظيم، مشيرة الى ان قواتها قتلت 220 من مسلحيه على الاقل حتى الآن.
ولكن ناشطين سوريين يقولون إن الضربات الجوية التركية قتلت اكثر من 80 مدنيا في الباب.
ولم تظهر مؤشرات الى الآن الى ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا قد انضم مباشرة الى العملية التركية.
لذلك، فالمناشدة التركية الاخيرة للتحالف مساعدتها تبين مدى حجم التحدي الذي تشكله معركة الباب.
فبالرغم من الهزائم التي مني بها في العراق وسوريا مؤخرا، من الواضح انه ما زال بامكانه القتال والمقاومة، ليس في الباب فحسب بل وفي معقله في العراق مدينة الموصل.
وقال متحدث باسم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه ليس مقبولا من التحالف أن يمتنع عن تقديم مثل هذا الدعم.
وقال المتحدث ابراهيم كالين "اما فيما يخص عملياتنا في الباب، فعلى التحالف الدولي ان يتحمل مسؤولياته خصوصا فيما يتعلق بتوفير الدعم الجوي."
واعترف الناطق بأن "الظروف الجوية قد تؤدي في بعض الاحيان الى تأخير تنفيذ العمليات، ولكن غياب الدعم الجوي بدون سبب مقنع امر غير مقبول."
ويقول محلل بي بي سي في شؤون المنطقة إن الحملة التي تشنها تركيا للسيطرة على الباب بينت مدى التحدي الصعب الذي يواجهه الجيش التركي.
وتعد الباب هي المعقل الرئيسي الذي لا يزال تنظيم الدولة يسيطر عليه عند منطقة الحدود.
وظلت تركيا خلال الشهور الأربعة الماضية تطهر منطقة واسعة عبر جبهتها من مسلحي التنظيم، والمسلحين الأكراد.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال في عطلة نهاية الأسبوع إن معركة الباب توشك أن تنتهي، مؤكدا أن القوات التركية ستتوجه بعد ذلك إلى منبيج معقل تنظيم الدولة السابق، الذي بات بأيدي قوات تقودها مليشيات كردية وتحظى بدعم الولايات المتحدة الأمريكية.
وتحدث الجيش التركي في بيان أصدره الاثنين عن حصيلة عملية درع الفرات، قائلا إنه قصف 113 هدفا تابعا لمسلحي التنظيم ودمر مخابئ ومواقع دفاعية وأسلحة وعربات تابعة للتنظيم.
وأشار الجيش السبت الماضي إلى مقتل 68 مسلحا من تنظيم الإسلامية في معارك مع المعارضة السورية المسلحة التي تدعمها انقرة في مدينة "الباب" بريف محافظة حلب شمالي سوريا.
مقتل مدنيين
واتهم الجيش التركي الاثنين مسلحي التنظيم بقتل 30 مدنيا على الاقل، كانوا يحاولون الفرار من بلدة الباب.
وقال الجيش إن المدنيين قتلوا بسبب انفجارات ألغام أرضية وعبوات ناسفة، عندما كانوا في طريقهم لمغادرة المدينة، بحسب وكالة الأناضول التركية الرسمية.
وتسعى القوات التركية وحلفاؤها في المعارضة السورية للسيطرة على هذه البلدة الاستراتيجية، كجزء أساسي في سياق حملتها، بدءا من أواخر أغسطس/آب، لكنها واجهت مقاومة شرسة من مسلحي التنظيم وتكبدت في معارك السيطرة على البلدة أكبر خسائر لها في هذه الحملة حتى الآن.
وقد اتهم المرصد السوري المعارض، ومقره بريطانيا، تركيا بقتل 88 مدنيا في ضربات جوية في الباب، بينهم 24 طفلا و13 امرأة، إلا أن الجيش التركي ينفي تماما مثل هذا الزعم.
وقال المرصد إن هؤلاء الضحايا قضوا جراء "مجزرتين متتاليتين نفذتهما الطائرات التركية في مدينة الباب خلال 24 ساعة".
وأفادت تقارير أن تركيا نشرت في عطلة نهاية الأسبوع مزيدا من الدبابات والمدفعية على حدودها مع سوريا وأرسلت 500 من نخبة قواتها الخاصة إلى الباب استعدادا للمعركة النهائية للسيطرة على البلدة.
وقد قتل حتى الآن 36 عسكريا تركيا في العملية التي يطلق عليها اسم درع الفرات، بعد وفاة جندي في المستشفى متأثرا بجراح اصيب بها ليلة أمس، بحسب التقارير ذاتها.
وقد قتل 16 جنديا تركيا في معركة مع مسلحي التنظيم في البلدة الأربعاء، وهي أكبر حصيلة خسائر تتكبدها أنقرة منذ بدء عملياتها.
تساند تركيا عناصر من المعارضة السورية المسلحة التي تسعى إلى طرد تنظيم الدولة الإسلامية من البلدة الواقعة شمالي البلاد.
وكانت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، أطلقت بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي حملة عسكرية في مدينة جرابلس تحت اسم "درع الفرات" في 24 أغسطس/آب الماضي، ثم توسعت لتشمل بلدات أخرى في شمالي سوريا.
ويفرض مقاتلون من المعارضة السورية مدعومون من قوات تركية حصارا على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية منذ أسابيع.
وتبعد هذه المدينة الاستراتيجية نحو 20 كيلومتراً من الحدود التركية، وتحاول القوات التركية دفع عناصر تنظيم الدولة والقوات الكردية إلى خارجها.