نيويورك - افراسيانت - طالب مجلس الامن الدولي، مساء امس الجمعة، اسرائيل بوقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة في قرار تبناه بعدما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عليه في تحول عن سياستها القائمة على حماية إسرائيل من أي إجراءات بالأمم المتحدة.
وفي خطوة نادرة، أدى امتناع واشنطن الى تبني القرار الذي أيده 14 عضوا في المجلس من اصل 15.
وعلا التصفيق في قاعة المجلس بعد تبني القرار، وهو الاول الذي يصدره المجلس حيال النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين في ثمانية اعوام.
وجاء التصويت بمبادرة من اربع دول هي : نيوزيلندا وماليزيا والسنغال وفنزويلا، وتناول مشروع قرار كانت اقترحته مصر الخميس قبل ان تتراجع بضغط من الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب.
وقال السفير الاسرائيلي لدى المنظمة الدولية، داني دانون، ان بلاده توقعت ان تلجا واشنطن الى الفيتو "ضد هذا القرار المشين".
واضاف "انا واثق بأن الادارة الاميركية الجديدة والامين العام الجديد (للامم المتحدة) سيبدآن مرحلة جديدة على صعيد العلاقة بين الامم المتحدة واسرائيل".
ويطلب القرار ان "توقف اسرائيل فورا وفي شكل تام كل الانشطة الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية".
ويعتبر ان المستوطنات الاسرائيلية "ليس لها اي اساس قانوني" و"تعوق في شكل خطير فرصة حل الدولتين" الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل.
وفي اول رد فعل اسرائيلي ، قال وزير إسرائيلي مقرب من نتنياهو بعد تصويت مجلس الأمن بشأن المستوطنات، ان الولايات المتحدة "تخلت عن إسرائيل"
بدورها، قالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة ان : "استمرار البناء الاستيطاني يقوض بشكل خطير أمن إسرائيل".
واضافت:" لم نستخدم (الفيتو) ضد القرار لأنه يعكس الحقائق على الأرض وينسجم مع السياسة الأميركية".
من جانبه، اكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، ان قرار مجلس الامن الدولي بادانة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية والمطالبة بوقفه هو "صفعة كبيرة للسياسة الاسرائيلية".
وقال ابو ردينة لوكالة (فرانس برس) تعقيبا على القرار الذي تبناه مجلس الامن بغالبية 14 صوتا وامتناع واشنطن عن التصويت، ان "قرار مجلس الأمن صفعة كبيرة للسياسة الإسرائيلية وإدانة بإجماع دولي كامل للاستيطان ودعم قوي لحل الدولتين".
وفي رصد لردود الافعال على الساحة الاميركية، قال السناتور الأميركي جون مكين عقب التصويت على هذا القرار، ان امتناع أميركا عن التصويت بمجلس الأمن يجعلها "متورطة في هذا الهجوم الفظيع" على إسرائيل.
من جهته، وصف رئيس مجلس النواب الأميركي بول ريان امتناع أميركا عن التصويت بمجلس الأمن بأنه "مشين بالقطع" و"ضربة للسلام".
وكانت دول السينغال وماليزيا وفنزويلا ونيوزلندا تقدمت بمشروع قرار ضد الاستيطان لمجلس الأمن الدولي للتصويت عليه الليلة.
وقال مندوب ماليزيا، قبل بدء التصويت، إننا ننظر إلى تحرك من كل أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن قضية المستوطنات واتخاذ الإجراءات من أجل وقف الاستيطان، وأن يكون هناك إجراءات مباشرة لوقف أشكال العنف ضد المدنيين وأعمال الإرهاب والعمل من كل الأطراف ليتحقق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن هذا المشروع يطالب بالعمل على وقف الاستيطان، مشيرا إلى أن هناك قلق تجاه ما يحصل على الأرض فيما يتعلق بالمستوطنات، وقال إننا نريد معالجة هذه القضية الحساسة جدا وهذا يتطلب إجراءات عملية وموافقة أعضاء مجلس الأمن بهذا الشأن.
بدوره، قال مندوب نيوزلندا "إننا نأمل أن يصوت مجلس الأمن لصالح قرار وقف الاستيطان"، مشددا على ضرورة التركيز على قضية المستوطنات التي تهدد إمكانية قيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، في حين أكد مندوب فنزويلا على ضرورة العمل من أجل السلام واتخاذ الإجراءات اللازمة للمساهمة في الوصول إلى حل سلمي للصراع.