انضمام كتائب مصراتة إلى النزاع بين حكومة الغويل وحكومة السراج يشي بأن الأمور في العاصمة طرابلس تتجه بسرعة نحو التصادم.
طرابلس - افراسيانت - تتجه العلاقة بين الإسلاميين ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج نحو المزيد من التصعيد، خاصة بعد انضمام ميليشيات مسلحة من مصراتة إلى ركب حكومة “الإنقاذ” المنبثقة عن المؤتمر الوطني المنتهية ولايته.
وذكر موقع “بوابة أفريقيا الإخبارية” أن رتلا مسلحا مكونا من العشرات من العربات العسكرية المجهزة بالأسلحة المتوسطة تابع لكتيبة المرسى بمصراتة، وصل الجمعة إلى العاصمة الليبية.
وقال الموقع إن الرتل المسلح تمركز أمام مقر مجلس الدولة بعد إخلائه وتسليمه لحكومة الإنقاذ برئاسة خليفة الغويل.
وبحسب أفراد من الرتل، فإنهم جاؤوا طرابلس لرد ما أسموها بـ”الشرعية” لأصحابها ممثلة في حكومة الغويل والمؤتمر الوطني العام.
ولم يصدر أيّ رد فعل رسمي من المجلس الرئاسي (المعترف به دوليا) أو حرسه أو لجنة الترتيبات الأمنية .
وكانت حكومة الإنقاذ قد أعلنت، السبت الماضي، السيطرة على مجمع قصور الضيافة (مقر مجلس الدولة) في طرابلس، معتبرة أن هذه الخطوة تمت بالتنسيق مع الحرس الرئاسي الذي أعلن انشقاقه عن مجلس الدولة بكامل عدته وأفراده.
واختفت حكومة الغويل عن المشهد في ليبيا منذ أن تمكن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق من الوصول إلى قاعدة “بوستة” البحرية بطرابلس نهاية مارس الماضي، وتولّي مهامه بدعم دولي كبير في إطار اتفاق الصخيرات.
وبعد عودة حكومة الغويل باتت هناك ثلاث حكومات تدير اليوم ليبيا، إذ نجد إلى جانبها كلاّ من الحكومة المؤقتة بقيادة عبدالله الثني والمنبثقة عن مجلس النواب المنتخب، وكذلك حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج.
ويشي انضمام كتائب مصراتة إلى النزاع بين حكومة الغويل وحكومة السراج بأن الأمور في العاصمة طرابلس تتجه بسرعة نحو التصادم.
ومعروف أن كتائب مصراتة مشكلة من الإسلاميين وجزء كبير منهم ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وقد اضطروا للقبول بحكومة السراج، تحت ضغط دولي، على أمل سحبها نحو مربعهم إلا أن تحركات الأخيرة خاصة في الفترة الماضية وفتحها لقنوات تواصل مع قيادات الجيش الليبي، دفعها لإعادة حساباتها مجددا.
وكان رفض حكومة السراج إعطاء الأوامر لمواجهة الجيش الليبي، خاصة بعد سيطرته على الهلال النفطي، بمثابة “القطرة التي أفاضت الكأس”.
وتحاول هذه الكتائب دعم ومساندة حكومة الغويل مجددا لتثبيت أقدامها خاصة وأنها ترى أن البساط بات يسحب من الإسلاميين شيئا فشيئا، وأن عليهم التحرك قبل فوات الأوان.
ويرى مراقبون أن صمت المجتمع الدولي وتجاهله للتطورات الأخيرة، سيقرأ من قبل حكومة الغويل والميليشيات المؤيدة لها بمثابة ضوء أخضر لتجاوزاتها، وهو ما يضع البلاد على حافة حرب أهلية.