واشنطن - افراسيانت - قال المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية - داعش" بريت مكغورك في إيجاز صحفي بوزارة الخارجية الأميركية، ان الظروف أصبحت جاهزة وشبه مكتملة من أجل معركة تحرير الموصل بعد طول انتظار، و"أن هناك اتفاقا حول القوى التي ستقوم بتحرير الموصل، وان العراقيين أنفسهم هم الذين سيقودون عملية التحرير هذه بمشاركة القوى المختلفة التي توافق عليها الحكومة العراقية، خاصة وإن الدور الأساسي سيكون للقوات المسلحة العراقية".
ودعا المبعوث الأميركي للتحالف الدولي، في اللقاء الصحفي المذكور (الجمعة، 7 تشرين الأول 2016) ، الحكومة العراقية إلى السيطرة على الجماعات المسلحة قبل انطلاق معركة الموصل، مؤكّداً توفر جميع العناصر لبدء المعركة، ومشددا على ضرورة تأمين الوسائل اللازمة لاستقبال نحو مليون نازح.
ولفت إلى "أن الاتفاق السياسي بين بغداد وأربيل على استعادة السيطرة على الموصل موجود، وعلينا اتخاذ إجراءات إضافية لحماية المدنيين"، مشيرا الى أن الولايات المتحدة تعمل مع الحكومة العراقية، وحكومة إقليم كردستان، والمنظمات الإنسانية، لتأمين استقبال نحو مليون نازح من المحافظة، وأن القوات العراقية هي التي ستحدد ساعة الصفر لمعركة استعادة السيطرة على الموصل، وطرد "داعش" منها، وأن قوات التحالف الدولي ستدعم العراقيين، في الوقت الذي يكونون فيه جاهزين للتحرك.
وأكّد مكغورك أن الطيران العراقي سيلقي منشورات فوق المحافظة قبل بدء عمليات التحرير، فضلاً عن دور المحطات الإذاعية التي ستوجه ارشادات للناس حول الطرق الآمنة، وكيفية الحفاظ على أنفسهم والخروج من المناطق التي يسيطر عليها "داعش"، وتجنب الأضرار العسكرية، وقال "نريد أن نعلم أين سيتحرك النازحون، لأن داعش يحاول قتلهم".
إلا أن المبعوث لم يوضح عن دور الميليشيات التي يثار حوله الجدل مثل قوات الحشد الشعبي التي تدعمها إيران وقال في معرض رده على سؤال وجهته له "القدس" دوت كوم بهذا الخصوص ان هناك "حوالي 14،000 من قوات التعبئة الشعبية والمتطوعين المحليين من محافظة نينوى مشابه لما فعلنا في الأنبار، كما أن هناك من قوات الحشد الشعبي القادمة من الجنوب، ونحن نعتقد أننا اتفقنا على هذا الأمر سياسيا، ولكن هناك الكثير من القضايا التي يصعب التكهن بشأنها التي قد تبرز في أرض المعركة، ولذلك أنا لا أريد التنبؤ بالمستقبل" مشددا "نحن نحاول ضمان إتمام ذلك بطريقة تؤكد للمواطنين في الموصل أن قوات التحرير هي قوات الأمن العراقية المنضبطة وأن حياتهم ستكون أفضل بكثير بعد هزيمة داعش".
وتفيد المؤشرات أن معركة الموصل ستتم على مراحل، كما حدث لدى استرجاع مدينة الرمادي في شهر كانون الأول 2015 الماضي، من خلال محاصرة القوات العراقية للمدينة أولاً قبل أن تضيق الخناق عليها في عملية قد تمتد عدة أشهر، مع استهداف القوات الأميركية لوسط المدينة مثلما فعلت القوات الأميركية التي احتلت بغداد في اجتياح عام 2003.
وتصر مليشيات عراقية على اشتراكها في معركة استعادة السيطرة على الموصل، على الرغم من الرفض المحلي والدولي لوجودها.
وأكّدت مليشيا "حزب الله في العراق"، الخميس الماضي، أنها ستدخل الموصل قريباً، مبينةً أنها لن تسمح لأية قوة أجنبية بالاشتراك في المعركة المرتقبة بالإشارة إلى القوات التركية.
وتفادى مكغورك الإجابة بشكل مباشر عن دور تركيا في معركة تحرير الموصل مصراً على ان "قرار وقيادة التحرير هو قرار سيادي عراقي".
وحول من وكيف ستحكم الموصل بعد تحريرها قال مكغورك، ان هناك اتفاقا عاما لإدارة المدينة المكونة من 8 مناطق بالتحاصص من قبل المواطنين.
وفيما تستعد القوات العراقية والأميركية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، تصف إدارة باراك أوباما المعركة بأنها العقبة الكبرى الأخيرة قبل إعلان النصر على "داعش" (في العراق على الأقل)، تلوح في الأفق بوادر كارثة إنسانية، قد لا تكون القوات العسكرية غير قادرة على التعامل معها، خاصة في حالة شن حرب برية دون وجود خطة شاملة لما سيحدث بعد المعركة.
ويقول البعض هناك شعوراً في الإدارة الاميركية يدفع باتجاه إنجاز مهمة تحرير الموصل بسرعة، خاصة وأنهم "يعتبرون هزيمة داعش بالغة الأهمية والرمزية، ولكن النصر في الموصل دون اتفاق مفصّل حول كيفية حكم المدينة قد يعيد المتطرفين للظهور مرة أخرى" بحسب قول الباحث في معهد جونز هوبكنز بواشنطن فالي نصر .