افراسيانت - أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد 9 أكتوبر/تشرين الأول، إلى حدوث تغير جذري في العلاقات بين موسكو وواشنطن، متهما الجانب الأمريكي باتخاذ خطوات عدائية تجاه روسيا.
وقال لافروف في حديث إلى القناة الـ1 الروسية: "سجلنا تغيرا جذريا للظروف فيما يخص الروسوفوبيا العدائية التي تستند إليها حاليا السياسة الأمريكية. والحديث لا يدور عن تصريحات معادية لروسيا فقط، بل وعن خطوات عدائية تمس بمصالحنا وتعرض أمننا القومي للخطر".
وأوضح الوزير أنه يقصد بـ"الخطوات العدائية" اقتراب حلف الناتو وبناه التحتية العسكرية من الحدود الروسية، لا سيما نشر الأسلحة الثقيلة وطيران الحلف ومنظومات الدفاع الصاروخية على طول حدود روسيا وحلفائها في أوروبا وآسيا، فضلا عن العقوبات المفروضة على موسكو.
وشدد لافروف على أن روسيا كانت تظهر على مدى وقت طويل "صبرا استراتيجيا، كما سماه الأمريكيون"، مضيفا أن العلاقات مع واشنطن بدأت تتفاقم بفعل تصرفات الطرف الأمريكي وحده قبل اندلاع الأزمة في أوكرانيا، وهو ما استغلته الولايات المتحدة كذريعة لفرض العقوبات على روسيا.
وذكر الوزير أن واشنطن كانت ولا تزال تعجز عن تطوير العلاقات المسؤولة مع موسكو، قائلا: "بعد تعيين جون كيري وزيرا للخارجية الأمريكية بحثنا هذا الموضوع وحتى توصلنا إلى التوافق على ضرورة تطوير علاقاتنا ككبار (هذا هو المصطلح الذي استخدمناه).. ولكننا لم نتمكن من تحقيق ذلك".
وأشار رئيس الدبلوماسية الروسية إلى أن المسالك التي تنتهجها واشنطن تجاه موسكو لا مكان لها في السياسة، مشددا على أنه لا يجوز لأي شخصية سياسية التعويل حصرا على الخيارات التي تتوافق مع مصالحه وحده.
وقال لافروف: "لم تحدث أمور كهذه، ولن تحدث لاحقا بالضبط".
وذكر الوزير أن عهد هيمنة الولايات المتحدة قد وصل إلى النهاية، مضيفا أن الطرف الروسي يتوقع من زملائه الأمريكيين التعاطي المتحضر مع القضايا المتراكمة في العلاقات الثنائية بين الدولتين.
وتطرق رئيس الدبلوماسية الروسية إلى موضوع الأمن الإلكتروني الذي يشكل في الآونة الأخيرة أحدى أبرز نقاط الخلاف بين واشنطن وموسكو.
ووصف لافروف الاتهامات الموجهة إلى روسيا بالوقوف وراء الهجمات الإلكترونية على حواسيب المؤسسات والمواطنين الأمريكيين بأنها "حملة هستيرية"، مضيفا أن موسكو توجهت قبل قرابة عام إلى واشنطن بمبادرة تطوير التعاون في مجال الأمن الإلكتروني ولم تتلق أي رد من الجانب الأمريكي.
كما أشار لافروف إلى تصريحات غير لائقة بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أدلى بها زعماء عدة دول غربية، مضيفا أنه لا يذكر في المقابل حتى حالة واحدة تحدث فيها الرئيس الروسي عن زملائه دون احترام مناسب.
من ناحية اخرى , قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن التفكير في ضرب المطارات العسكرية السورية "ألعاب خطيرة" في ظل وجود أنظمة دفاع جوي روسية هناك.
وأضاف لافروف ، إن هنالك تسريبات مفادها أنه يمكن استعمال صواريخ مجنحة لضرب المطارات العسكرية السورية لمنع إقلاع الطائرات السورية منها، مشيرا إلى أن رئاسة الأركان الروسية قد تفاعلت مع هذه التسريبات.
واعتبر وزير الخارجية الروسي ذلك "لعبة خطير" بما أن روسيا موجودة في سوريا بطلب من الحكومة الشرعية ولها قاعدتان في هذا البلد، واحدة حربية جوية في حميميم، والأخرى نقطة إمداد بالمواد والتقنيات في طرطوس، حيث توجد منظومة دفاع جوي لحماية منشآتنا".
وقال لافروف نحن ندرك جيدا أن العسكريين الأمريكيين يفهمون ذلك، وأنه يجب التعقل وعدم الاحتكام إلى العواطف وشرارات الغضب الآنية".
وأضاف لافروف أن موسكو ترى أن الإدارة الأمريكية لا تملك استراتيجية شاملة في تعاطيها مع الملف السوري.
وأوضح أنه توجد مواقف مختلفة داخل الإدارة الأمريكية، وهناك مجموعات مختلفة، بينهم من يُغلب الدبلوماسية في التعامل في الملف السوري، وآخرون يرغبون في ترك استخدام القوة خيارا قائما.
وقال لافروف إن الولايات المتحدة لا تقوم بخطوات جدية بخصوص تنظيم "جبهة النصرة". وأوضح أن تنظيم داعش بدأ يتلقى ضربات جدية فقط بعد تدخل سلاح الجو الروسي بدعوة من الحكومة السورية، مضيفا أنه لا يمكن مقارنة كثافة الغارات الروسية ونتائجها بما تقوم به طائرات التحالف، مشيرا إلى أن المقاتلات الأمريكية تعود في أغلب الأحيان إلى قاعدة أنجرليك التركية، أو القواعد الأخرى التي تستخدمها، بالذخيرة التي أقلعت بها.
وقال لافروف: "لقد سألت وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول ما إذا كانوا يريدون إبعاد جبهة النصرة الإرهابية عن القصف ليتم استخدامها كقوة أساسية في مرحلة معينة لتنحية الرئيس السوري بشار الأسد، وقد أقسم كيري ونفى ذلك وقال إنهم يحاربونها".
وبخصوص القصف في حلب قال لافروف إن دعوتهم إلى وقف القصف في حلب مريبة، لأنهم بالرغم من أن القوى المتواجدة في هذه المدينة هي بالأساس "جبهة النصرة" إلا أنهم يقولون إن من بين مقاتلي جبهة النصرة يوجد معتدلون اضطروا للانضمام إليها.
المصدر: وكالات