افراسيانت - رفض وزير الخارجية الأميركي جون كيري ما أشار إليه نظيره السوري وليد المعلم بأن الحكومة السورية مستعدة للمشاركة في حكومة وحدة، وذلك بالنظر إلى استمرار قصفها لمدينة حلب.
وقال كيري للصحفيين في قرطاجنة (كولومبيا)، خلال زيارته لحضور مراسم توقيع اتفاق سلام بين الحكومة الكولومبية ومتمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) "تصريحات نظام الأسد لا معنى لها تقريبا في هذا التوقيت، "لذلك سيتعين علينا أن نرى إن كان سيظهر في الأيام المقبلة أي شيء ينم عن نهج مختلف من الروس أو من النظام."
واضاف "لا أعتقد أن المعارضة ستكون متحمسة تجاه التفاوض في وقت يتعرضون فيه للقصف والتجويع."
ودافع وزير الخارجية الأميركي عن جهوده في التفاوض مع موسكو بشأن الحرب في سوريا رغم انهيار وقف إطلاق النار، وما أعقبه من هجوم كبير بدعم روسي على القطاع الخاضع للمعارضة في حلب. وقال كيري، إن وقف إطلاق النار الفاشل ليس سبب القتال وان السبيل الوحيد لوقف الحرب هو الحوار.
ورد كيري على المنتقدين ومنهم السناتور الجمهوري وزعيم الصقور في المجلس جون مكين الذي وصفه الأسبوع الماضي بأنه "جريء لكنه واهم" في الوثوق بروسيا أكثر من اللازم، وقال كيري للصحفيين خلال زيارته كولومبيا "سبب ما يحدث هو رغبة الأسد وروسيا في تحقيق نصر عسكري. اليوم لا يوجد وقف لإطلاق النار ولا نتحدث إليهم الآن. المكان مدمر بالكامل هذا ليس خيال، هذا واقع."
من جهته قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركي مارك تونر الاثنين (26/9) في معرض رده على سؤال وجهته له "القدس" دوت كوم عما إذا كانت واشنطن قد أفسدت اتفاق 9 أيلول الأميركي - الروسي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، بمطالبتها تنفيذ الجزء "الروسي" من هذا الاتفاق والمماطلة بتنفيذ التزاماتها هي بفصل المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة والتنظيمات المتطرفة "بالتأكيد، ولقد تحدثنا عن ذلك. انها مسألة مهمة وهو ما اتفقنا عليه في جنيف - يتعين علينا بذل هذا النوع من النفوذ، للتأكد من أن المعارضة السورية المعتدلة تفهم هذه الرسالة بوضوح: أنتم (المعارضة المعتدلة) إما مع القوى المعتدلة الذين هم جزء من وقف الأعمال العدائية أو أنتم مع جبهة النصرة، ولكن أعتقد أن ما يحدث عندما يكون لديك وضع مثل وضع حلب مع غارات جوية متجددة، مع تجدد للقتال، وهجوم نظام الحكومة من جديد على أرض الواقع، فان ذلك يدفع المعارضة المعتدلة إلى أحضان النصرة ويذكي التطرف".
يشار إلى أن الولايات المتحدة ترفض نشر محتوى الاتفاق (الروسي الاميركي)، خاصة فيما يتعلق بفصل المقاتلين، على الرغم من أن الوزير كيري كان قد وافق على نشر ذلك خلال لقاءاته نظيره الروسي لافروف بحسب التقارير .
وقال مسؤولون أميركيون ، إن انهيار أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية زاد احتمال قيام دول الخليج العربي بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات السورية والروسية.
وبرغم ذلك لا تزال الحكومة الأمريكية تعتقد أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لإنهاء حمام الدم، بعدما كثفت القوات السورية المدعومة من روسيا قصفها لشرق حلب الذي يسيطر عليه المعارضون.
من جهته أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الثلاثاء 27 أيلول 2016 عزم موسكو على مواصلة دعمها لدمشق في مواجهة الإرهاب والمساعدة على تسوية الأزمة السورية بناء على قرار مجلس الأمن الدولي 2254. وجاء ذلك أثناء لقاء أجراه بوغدانوف، الثلاثاء مع السفير السوري في موسكو رياض حداد، تلبية لطلب من الأخير بحسب وسائل الإعلام الروسية.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، أن الجانبين بحثا الوضع في سوريا وأبعاده الإقليمية والدولية، كما أنهما تطرقا إلى بعض جوانب العلاقات الروسية السورية، بما فيها إجراء اتصالات رفيعة المستوى.