القدس - افراسيانت - قوبل استئناف المستوطنين، فجر أمس، لاقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، لليوم الثاني على التوالي، عبر مسيرات استفزازية في القدس القديمة، بموجة استنكار فلسطينية وعربية واسعة، تضمنت تحذيرات من تحويل إسرائيل الصراع الدائر إلى حرب دينية.
فقد شدد وزير شؤون القدس ومحافظها المهندس عدنان الحسيني من استمرار السلطات الإسرائيلية في تماديها بممارساتها اللاإنسانية واجراءاتها التعسفية بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته ومقدساته، وبالذات المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف الحسيني، "تؤجج الحكومة الاسرائيلية من حدة التطرف في المنطقة، وتهيئ الأمور نحو إشعال حرب دينية، من خلال الاستفزازات المتكررة واقتحامات المستوطنين للبلدة القديمة في القدس والأماكن المقدسة، وتحديدًا المسجد الأقصى، والاعتداء على المواطنين ورموزهم الدينية".
كما استهجنت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير ما يجري في مدينة القدس والمسجد الأقصى من عدوان وتوتر شديدين، بفعل المسيرات الاستفزازية والاقتحامات واسعة.
ولفتت إلى مخاطر إغلاق القوات الإسرائيلية عددًا من أبواب الأقصى أمام المصلين، في سابقة خطيرة ومنافية للأعراف والقيم الانسانية والدينية، وخرقًا للقانون الدولي الذي كفل حرية العبادة وحرمة المساس بها.
وقالت إن هذه التطورات الخطيرة التي تجري في الأقصى تستدعي التحرك الفعلي للمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات.
ودعت دائرة شؤون القدس أبناء الشعب الفلسطيني لشد الرحال إلى المسجد الأقصى، ونوهت إلى ضرورة التواجد والصلاة فيه وحمايته من بطش وعبث المستوطنين، وأهابت بالأمتين العربية والإسلامية الى حماية المسجد من خطر التهويد، وما يحاك ضده من قبل الحكومة والمستوطنين.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود طلب الحكومة من الدول العربية والاسلامية بتحرك فاعل يرتقي إلى مستوى المسؤولية، وسرعة تدخل المجتمع الدولي وتحمل المسؤوليات القانونية اتجاه مدينة القدس المحتلة، محذرا من تحويل إسرائيل الصراع الى ديني وتأجيج العنف في المنطقة.
وقال المحمود في حديث لإذاعة "موطني" أمس:" طالبت الحكومة بتحرك عربي وإسلامي فاعل يرتقي لمستوى المسؤولية التاريخية لايقاف الحملة الاسرائيلية الاحتلالية الاستيطانية على القدس".
وأضاف المحمود: "على المجتمع الدولي التدخل فورا وتحمل مسؤولياته تجاه مدينة القدس المحتلة"، محذرا من نوايا إسرائيل ومساعيها لتحويل الصراع الى ديني، ما يعني تأجيج العنف وإبقاء المنطقة في توتر شديد.
ولفت المحمود الى أحداث الأمس في المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه كإحدى "علامات التوجه الاسرائيلي والتصعيد".
وأكد المحمود تصدي المقدسيين، للمحاولات الإسرائيلية بطمس معالم المدينة ومقدساتها واسرلتها وتهويدها، مشددا على صمودهم للحفاظ على القدس بهويتها العربية الفلسطينية، رغم منهج الاحتلال الاسرائيلي في اغراقها بالاستيطان منذ احتلالها عام 1967.
بدورها، حذرت القوى الوطنية والاسلامية من الممارسات التي يقوم بها المتطرفون اليهود، لاستباحة حرمة مدينة القدس والمسجد الأقصى.
جاء ذلك في بيان اصدرته القوى أمس.
وجاء في البيان: ترفض القوى وتدين استهداف مدينة القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية والمسجد الاقصى المبارك الذي يتعرض للاستباحة، من خلال اقتحامات المستوطنين الاستعماريين بحماية جيش الاحتلال، وما جرى في مناسبة ما يسمى خراب الهيكل باقتحام المئات للمسجد ينذر بمحاولة جر المنطقة الى حرب دينية ومحاولات الاحتلال لفرض الوقائع على الارض تمهيدا لمحاولة تقسيم المسجد الاقصى المبارك، الامر الذي يتطلب سرعة التحرك على المستوى العربي والاسلامي والدولي بما يؤمن حماية لشعبنا الفلسطيني وتحديدا في القدس والاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية، وتحديدا المسجد الاقصى المبارك، وتحميل حكومة الاحتلال مسؤولية ما تقوم به.
وعلى الصعيد العربي، أدانت منظمة التعاون الإسلامي الاعتداءات الخطيرة والمتكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومجموعات المستوطنين المتطرفين على المسجد الأقصى المبارك.
وأكد الأمين العام للمنظمة، إياد بن أمين مدني، في بيان له، أمس، أن هذه الاعتداءات تتعارض مع الوضع التاريخي القائم بالمسجد الأقصى المبارك، وتمثل استفزازا، مباشرا لمشاعر الأمة الإسلامية وتجسد اعتداءً متواصلاً على حقوقها الدينية في المسجد الأقصى المبارك، وانتهاكا صارخا لكافة المواثيق الدولية، واتفاقيات جنيف، ومبادئ القانون الدولي.
وحمل مدني قوة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن تداعيات مثل هذه الإجراءات المرفوضة والمدانة، محذراً، في الوقت نفسه، من أن تصاعد وتيرة مثل هذه الممارسات العنصرية من شأنه تفجير الأوضاع في المنطقة.
وطالب الأمين العام للمنظمة مجلس الأمن الدولي بالتحرك فورا لردع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد المقدسات في القدس المحتلة، ووقف انتهاكات إسرائيل العنصرية وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، مؤكداً أن المنظمة ستعمل على متابعة الخطوات، التي ستقوم بها بالتنسيق مع دولة فلسطين.
بدوره دان الاردن "الاعتداءات الاسرائيلية الغاشمة" الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، محذرا من ان استمرار ذلك "سيؤدي الى نشوب حرب دينية".
وندد وائل عربيات، وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في الأردن، في بيان بـ "اعتداءات اسرائيلية غاشمة قامت بها سلطات الاحتلال عند سماحها لمتطرفين متصهينين باقتحام المسجد الاقصى".
وحذر من أن "الاستمرار بمثل هذه الاعتداءات سيؤدي الى نشوب حرب دينية في المنطقة".
واكد ان "ما قام به المستوطنون من اداء للصلوات التلمودية، واعتقال الشرطة للمصلين والشباب وضربهم بشكل مبرح (...) يعتبر تحديا سافرا لمشاعر المسلمين".
وكان الملك عبد الله الثاني ذكر في مقابلة مع صحيفة "الدستور"، شبه الحكومية، أمس "سنستمر بالقيام بمسؤولياتنا الدينية والتاريخية تجاه كامل المسجد الأقصى، الحرم الشريف، الذي يتعرض لمحاولات اقتحام متكررة من قبل المتطرفين".
واضاف "سنواصل من موقعنا كصاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس حماية المقدسات، والتصدي لأي محاولة انتهاك لقدسيتها أو المساس بها، والوقوف بوجه أية اعتداءات أو محاولات للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى".
وشدد "نستخدم كل امكانياتنا في الدفاع عن المسجد الأقصى، كامل الحرم القدسي الشريف لا يقبل الشراكة ولا التقسيم".
من ناحيتها، أدانت جمهورية مصر العربية، الاقتحام، وحذرت على لسان وزارة الخارجية في بيان اصدرته أمس، من خطورة الاستمرار في سياسة انتهاك المقدسات الدينية، لما يمثله ذلك من تأجيج لمشاعر الغضب والحمية الدينية، كما يقوّض الجهود التي تستهدف استئناف عملية السلام والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
كما حذر وكيل وزارة الخارجية د.تيسير جرادات، من خطورة الأوضاع في المدينة المقدسة، ودعا لحشد جميع الامكانيات الوطنية والعربية لمواجهة حرب والاحتلال الشامل للقدس والأقصى.
ووصف جرادات في حديث لإذاعة "موطني" أمس هجمات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال غير المسبوقة بعملية احتلال جديد للمدينة وللمسجد الأقصى.
وأضاف جردات: "الأوضاع في المدينة المقدسة والمسجد القصى خطيرة جدًا، جراء الهجمات الاسرائيلية المتصاعدة ونراه احتلالا جديدا، تتطلب حشد جميع الامكانيات الوطنية والعربية والدولية، وتحركا سريعا وجديا من جامعة الدول العربية، والمجتمع الدولي لايقاف عملية تهويد المسجد الأقصى ، والاعتقالات والتنكيل بالمصلين".
ولفت إلى التواصل المستمر مع الأشقاء العرب ومنظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس،على المستوى الوزاري ووضعهم بآخر المستجدات في الساحة الفلسطينية.