إسرائيل تُواصل دفع التعزيزات إلى الشمال وتُلغي إجازات المقاتلين: التأهّب على الحدود الشماليّة وصل إلى ذروته وخطر الحرب مع حزب الله بدعمٍ إيرانيّ بات مرتفعًا جدًا
اافراسيانت - لناصرة - “رأي اليوم” - من زهير أندراوس - قالت مصادر عسكريّة إسرائيليّة إنّ حالة تأهب الجيش على الحدود الشماليّة وصلت إلى ذروتها، وذلك خشية قيام حزب الله وإيران بالردّ على عملية القنيطرة الأحد الماضي. وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة في عنوانها الرئيسيّ إنّ المنطقة الشماليّة تشهد تعزيزات كبيرة من قبل الجيش، الذي قام بدفع قوّات كثيرة إلى الحدود، وحتى أنّ القوّات باتت تُرابط داخل المستوطنات الواقعة على الحدود مع لبنان.
علاوة على ذلك، أضافت الصحيفة، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ القيادة الشماليّة في الجيش ستقوم اليوم الجمعة بإجراء تدريب في المستوطنات الإسرائيليّة الواقعة على الحدود، والتي تم إدخال قوّات كبيرة من الجيش إليها، وشدّدّت المصادر على أنّه تمّ إلغاء الإجازات التي يحصل عليها عادة في نهاية الأسبوع، الجنود من الوحدات المقاتلة. ولفتت الصحيفة إلى أنّه على مدار الأسبوع الجاري، قام الجيش بتعزيز قواته، كما نصب بطاريات القبّة الحديديّة على الحدود الشماليّة، إضافة إلى انتشار واسع لسلاح المدفعية.
وتابعت المصادر قائلةً إنّ الجيش الإسرائيليّ سيُواصل اليوم الجمعة وغدًا السبت تعزيز قواته في الشمال، الأمر الذي سيؤثّر على سير الحياة اليوميّة في شمال إسرائيل. هذا ولليوم السادس على التوالي، يُواصل الإعلام الإسرائيليّ محاولاته الحثيثة لسبر غور الردّ الإيرانيّ على مقتل الجنرال محمد علي الله دادي، في هضبة الجولان، فيما يُواصل أقطاب تل أبيب المحافظة على صمت أهل الكهف، وحتى اللحظة لم تُعلن إسرائيل مسؤوليتها عن العملية المنسوبة إليها.
وفي هذا السياق، رأى مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس)، عاموس هارئيل، أنّ مقتل الجنرال الإيرانيّ، هو بالنسبة لطهران، فتح حساب جديد من قبل إسرائيل مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، لافتًا إلى أنّ تواجد الجنرال الإيرانيّ في القافلة التي استُهدفت جعل الوضع مركبًا ومعقدًا. وتابع قائلاً إنّه خلافًا لمقتل علماء الذرّة الإيرانيين، الذي تنصلّت إسرائيل من قتلهم، فإنّ الحادث في الجولان يختلف كثيرًا، خصوصًا وأنّ القوات التابعة للأمم المتحدّة، والمُرابطة في المنطقة، أصدرت بيانًا رسميًا جاء فيه أنّ طائرتين بدون طيّار وصلتا من إسرائيل إلى المنطقة التي تمّت فيها العملية.
وتابع المُحلل قائلاً إنّ النتائج العملية للهجوم المنسوب لإسرائيل في هضبة الجولان ستظهر جليّة بعد وقت، ولكنّه شدّدّ على أنّه لا مجال للشكّ بأنّ خطر الحرب مع حزب الله، بدعمٍ من إيران، هو الآن مرتفع جدًا، على حدّ وصفه. ولفت المُحلل أيضًا إلى أنّه بحسب التقدير الاستخباراتيّ الإسرائيليّ للعام 2015، أيْ العام الجاري، والذي أعدّه قسم الاستخبارات في القيادة العامّة للجيش الإسرائيليّ تحدّث عن ديناميكيّة في التصعيد، إنْ كان ذلك في الضفّة الغربيّة أوْ على الحدود الشماليّة، وشدّدّ التقدير على أنّ إمكانية نشوب حرب تقليديّة بين إسرائيل وبين أيّ دولة عربيّة باتت أقرب إلى الصفر، بعد أنّ تمّ تدمير الجيش السوريّ نتيجة الحرب الأهلية الدائر هناك منذ أربع سنوات، وبسبب توطد العلاقات بين إسرائيل ومصر، ولكنّ التقدير لفت إلى أنّه بسبب الأحداث التي تعصف بالعالم العربيّ، بالإضافة إلى الأزمة السياسيّة مع الفلسطينيين، يمنحان الفرصة لتردّي الوضع الأمنيّ في الشمال وفي الضفّة، لافتًا إلى أنّ مواجهة موضعيّة قد تقود إلى حرب شاملة، علمًا أنّه من الناحية النظرية، فإنّ الطرفين لا يملكان أيّ مصلحة إستراتيجيّة في نشوبها.
واستدرك قائلاً إنّه قبيل الحرب الأخيرة ضدّ قطاع غزّة، قدّرت الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة أنّ حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) ليست معنية بالحرب، وهو الأمر الذي قد ينسحب على الجبهة الشماليّة، قال هارئيل. من ناحيته، قال البروفيسور إيال زيسر، من أهّم الاختصاصيين الإسرائيليين في الشأن السوريّ إنّ حرب لبنان الثالثة بين إسرائيل وحزب الله ستكون إلى حدٍ بعيدٍ عبارة عن تكرارٍ لحرب لبنان الثانية أوْ عملية الجرف الصامد، لكنّ الفارق سيكون في حجم الدمار الذي سيتعرض له الطرفان وكذلك في عدد القتلى، على حدّ تعبيره.
ورأى البروفيسور زيسر، في مقال نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) إنّه ليس من مصلحة نصر الله نشوب مثل هذه الحرب التي سيدفع ثمنها مؤيدوه من الطائفة الشيعية في لبنان، لكنّه، أيْ الشيخ نصر الله، طوال سنوات لم يرتدع عن السير حتى النهاية في استفزاز إسرائيل، اعتقادًا منه أنّه قادر على الصمود في مواجهة مثل هذه الحرب إذا فُرضت عليه، قال البروفيسور زيس.