حكومة الوفاق لم تعقد منذ الإعلان عن بدء عملها في 12 مارس الجاري أي اجتماع لها في ظل تواجد وزرائها في مناطق ليبية مختلفة وإقامة بعضهم في الخارج.
افراسيانت - أصدر خليفة الغويل رئيس حكومة المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، الأحد، أوامر إلى مصلحة الطيران المدني بغلق المجال الجوي بالعاصمة طرابلس، ومدينة مصراتة.
وتشهد العاصمة طرابلس استنفارا كبيرا بالقرب من مطار معيتيقة، الذي أغلق بدوره أمام الملاحة الجوية خلال 24 ساعة الماضية عدة مرات، ليعاد فتحه من جديد.
ومن المرجح أن تعود أسباب تعليق حركة الطيران في طرابلس إلى محاولة حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة دخول العاصمة.
ويثير إعلان حكومة الوفاق الوطني الليبية تساؤلات حول كيفية ممارسة هذه الحكومة لعملها في ظل وجود حكومتين منافستين، وحول مدى تمتعها بالشرعية الداخلية والخارجية بعد ولادتها المثيرة للجدل.
ومعلوم أن الاتفاق السياسي الموقع في ديسمبر الماضي برعاية الأمم المتحدة ينص على أن عمل حكومة الوفاق يبدأ مع نيلها ثقة مجلس النواب المعترف به دوليا.
لكن حكومة الوفاق أعلنت بدء عملها استنادا إلى بيان تأييد موقع من قبل مئة نائب بين 198 بعد فشلها في الحصول على الثقة تحت قبة مجلس النواب إثر محاولات متكررة انتهت بالعجز عن الوصول إلى النصاب القانوني لعقد الجلسات.
وكانت حكومة الوفاق قد حظيت بدعم دولي كبير قبل ولادتها، مع استعجال المجتمع الدولي التعامل مع حكومة توحد السلطتين المتنازعتين على الحكم في مواجهة خطر تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا.
ولم تعقد حكومة الوفاق منذ الإعلان عن بدء عملها في 12 مارس الجاري أي اجتماع لها في ظل تواجد وزرائها في مناطق ليبية مختلفة وإقامة بعضهم في الخارج، وعدم توفر مقر فعلي لها داخل ليبيا.
وتواجه هذه الحكومة عقبة رئيسية تتمثل في تمسك الحكومتين المنافستين بسلطتيهما، ما يعني أنها تفتقد القدرة الفعلية للعمل على الأرض في ظل استحالة دخول وزرائها إلى مقرات الوزارات في طرابلس وفي مدينة البيضاء في الشرق.
لكن تقارير صحافية محلية في ليبيا أفادت مؤخرا أن رئاسة حكومة الوفاق تسعى إلى الإقامة في منتجع سياحي في منطقة جنزور عند الأطراف الغربية لطرابلس، على أن تمارس الحكومة أعمالها من هناك من دون أن تتواجد في مقرات رسمية.