الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتعهد بمواصلة مكافحة المنظمات الارهابية، مشيرا إلى أنها 'باتت تلجأ إلى طرق غير أخلاقية في استهداف الأبرياء'.
انقرة - افراسيانت - قصف الطيران التركي الاثنين قواعد لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق ردا على اعتداء انتحاري جديد الاحد في انقرة اوقع 37 قتيلا، على ما اعلن الجيش.
واوضحت هيئة اركان القوات التركية في بيان ان الغارات التي نفذتها 11 طائرة قتالية استهدفت بصورة خاصة منطقة قنديل في جبال اقصى شمال العراق حيث يتحصن قادة متمردي حزب العمال الكردستاني.
وصرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده "غدت هدفًا للهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة جراء عدم الاستقرار الذي تعاني منه المنطقة".
جاء ذلك في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة، أدان فيه أردوغان بشدة، التفجير الإرهابي الذي وقع في أنقرة، مساء الأحد، وأودى بحياة 37 شخصاً، وإصابة 125 آخرين، وفق حصيلة أولية.
وأضاف الرئيس التركي "إن المنظمات الإرهابية ومن يستخدمها كأدوات لصالحه، باتوا يلجؤون إلى طرق غير أخلاقية في استهداف الأبرياء، عقب كل مرة تلحق قواتنا الأمنية الهزيمة بهم". وتابع أردوغان "إن مثل هذه الهجمات التي تستهدف وحدة بلادنا وشعبنا، لن تنال من عزيمتنا وستزيد من إصرارنا في الحرب على الإرهاب".
وشدد على حق بلاده المشروع في الدفاع عن نفسها أمام كافة التهديدات الإرهابية، مضيفا "سنهزم الإرهاب بالتعاون بين مؤسسات دولتنا وشعبنا، وستكلل حربنا ضده بالنجاح". وقدم الرئيس التركي تعازيه إلى أسر الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى.
وأعلن وزير الصحة التركي، محمد مؤذن أوغلو، مقتل 37 شخصاً وإصابة 125 آخرين، في التفجير الإرهابي، الذي وقع في ساحة "قزلاي" بأنقرة، مساء الأحد بعيد ثلاثة اسابيع من هجوم انتحاري سابق أوقع 29 قتيلا في العاصمة التركية.
وقالت الحكومة التركية ان سيارة مفخخة انفجرت عند الساعة 18,45 (16,45 ت غ) عند موقف حافلات في ساحة كيزيلاي التي تعتبر شريانا اقتصاديا رئيسيا ومركزا للمواصلات وتقع على مقربة من منطقة السفارات في العاصمة التركية، حيث ادى التفجير الى احتراق العديد من السيارات والحافلات.
وبحسب وزير الصحة ووزير الداخلية افكان علاء فان الهجوم نفذ بسيارة كان يستقلها "شخص او اثنان" استهدفا محطة الحافلات بساحة كيزيلاي.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو، إن المعطيات والدلائل الأولية، من مكان التفجير الذي شهدته العاصمة أنقرة، الأحد، وتحليل المعلومات الاستخباراتية، تؤكد ضلوع المنظمة الإرهابية (في إشارة إلى بي كا كا)، في التفجير الذي أودى بحياة 34 شخصًا.
وأكد رئيس الوزراء، أنهم "سيطلعون الرأي العام، بنتائج التحقيقات المستمرة حول التفجير ومنفذيه في أقرب وقت"، مشددًا أن التفجير استهدف تركيا وأمنها ووحدتها وديمقراطيتها.وأفاد داود أوغلو أن "منفذي التفجير سينالون أشد العقاب"، موضحًا أن بلاده ستواصل بكل عزم مكافحة الإرهاب.
ولم يصدر حتى الآن اي تبني للهجوم لكن أسلوب تنفيذه شبيه بهجوم انتحاري آخر بسيارة مفخخة استهدف عربات نقل عسكريين في منطقة غير بعيدة من ساحة كيزيلاي في 17 فبراير، وخلف 29 قتيلا. وتبنت ذلك الهجوم مجموعة "صقور حرية كردستان" المنشقة عن حزب العمال الكردستاني بعد ثلاثة ايام من ذلك وهددت باستهداف المواقع السياحية التركية بالخصوص.
معلومات ملموسة
وكان الرئيس التركي رجب اردوغان ورئيس وزرائه داود اوغلو نسبا الهجوم حينها لوحدات حماية الشعب الكردية السورية بدعم من حزب العمال الكردستاني التركي. لكن التنظيمين نفيا قطعيا هذه الاتهامات.
ولم يحدد اردوغان ولا اوغلو مساء الاحد اي جهة باعتبارها مسؤولة عن الهجوم الاخير. وقال رئيس الوزراء في بيان "لدينا معلومات ملموسة عن مجموعة ارهابية دبرت الهجوم" و "سنحصل سريعا على النتائج الكاملة للتحقيق وسننشرها".
وعبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن "عميق تضامنه" مع الشعب التركي مؤكدا دعم تركيا في "كفاحها ضد الارهاب".
وكشفت وزيرة خارجية استراليا جولي بيشوب ان السفير الاسترالي في انقرة نجا من الهجوم. وقالت "كان في سيارته حين انفجرت القنبلة، ولم يكن بعيدا سوى 20 مترا" من الانفجار.
وكانت السفارة الاميركية في تركيا حذرت الجمعة مواطنيها من "هجوم ارهابي محتمل" في انقرة يستهدف "مباني حكومية تركية وعمارات" في الحي الذي شهد هجوم 17 شبا"فبراير الماضي.
حظر مؤقت للنشر
وأمر قاض في انقرة مساء الاحد بمنع نشر اية معلومات عن الهجوم على الانترنت وخصوصا على المواقع الاجتماعية فيسبوك وتويتر حيث تروج العديد من الصور واشرطة الفيديو.
وتعيش تركيا منذ صيف 2015 حالة انذار قصوى بعد سلسلة اعتداءات دامية نسبت السلطات اربعة منها لـ "تنظيم الدولة الاسلامية". وكان أشدها دموية اعتداء انتحاري مزدوج في انقرة في 10 اكتوبر 2015 ادى الى مقتل 103 اشخاص. وفي 12 يناير قتل 12 سائحا المانيا في هجوم انتحاري آخر في حي السلطان احمد السياحي في اسطنبول.
وبعد ان اتهمت لفترة طويلة بالتهاون مع التنظيمات المتطرفة التي تحارب النظام السوري ، انضمت تركيا صيف 2015 الى التحالف ضد الجهاديين واوقفت العديد من عناصر خلايا لتنظيم الدولة الاسلامية على اراضيها.
كما تواجه تركيا ايضا منذ يوليو 2015 عودة النزاع الكردي. وتدور اشتباكات عنيفة بين قوات الامن ومسلحي حزب العمال الكردستاني في العديد من مدن جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية.
وأنهت هذه المعارك مباحثات سلام بداتها الحكومة التركية مع حزب العمال في خريف 2012 في مسعى لانهاء هذا التمرد الذي اوقع اكثر من 40 الف قتيل منذ اندلاعه في 1984.