ماذا يجري في سوريا؟.. حملة أمنية تستهدف مقاتلين فرنسيين وأجانب شمال سوريا

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - أطلقت قوى الأمن الداخلي في سوريا، أمس الأربعاء، حملة أمنية واسعة، استهدفت خلالها مجموعة من المطلوبين داخل مخيم للمقاتلين الفرنسيين في مدينة حارم في ريف إدلب، يقودهم عمر ديابي المعروف بـ«عمر أومسين»، وذلك في إطار عملية أمنية تستهدف «مجموعة الغرباء» التي تضم مقاتلين فرنسيين وأجانب شمال سوريا.


وقالت مصادر عسكرية مطلعة , إن الحملة جاءت بهدف القبض على عدد من المطلوبين وعلى رأسهم ديابي، بعد ورود شكاوى من سكان المخيم تتعلق بارتكاب انتهاكات وعمليات خطف وسجن داخل المخيم، حيث تشير المعلومات إلى أن المخيم يضم سجناً خاصاً يشرف عليه ديابي بنفسه.


تطويق المخيم


وأضاف المصدر: خلال العملية طوقت قوات الأمن الداخلي المخيم واستهدفت أشخاصاً بعينهم، إلا أن المقاتلين الفرنسيين واجهوا الحملة بمقاومة مسلحة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة وتوتر واسع في مناطق وجود المهاجرين، فيما توجّه عدد كبير من السكان نحو مدينة إدلب.


وجاءت الحملة، حسب المعطيات الميدانية، عقب حادثة اختطاف الطفلة الفرنسية ميمونة فرستاي البالغة من العمر 11 عاماً، والتي أكدت حسابات تابعة للمقاتلين الفرنسيين على «تلغرام» أن ديابي يحتجزها داخل المخيم بعيدا عن والدتها المقيمة في بلدة دركوش في ريف إدلب، في حين يعيش والدها في فرنسا.


وبثت حسابات تابعة لكتائب «الفرنسيين» مقاطع مصوّرة للطفلة ميمونة وهي تشرح قصتها، إلى جانب تسجيلات صوتية لوالدتها سارة ورسائل مكتوبة باللغة الفرنسية تتحدث فيها عن ابنتها المختطفة، إضافة إلى صور لشكاوى رفعها والد الطفلة المقيم في فرنسا إلى محكمة سلقين طالب فيها بتعليق حضانة الأم.


دعوات لفك الحصار


كما تداولت معرفات تابعة للمقاتلين الفرنسيين دعوات موجهة إلى المقاتلين الأوزبك والشيشان والتركستانيين وكتائب «الغرباء» للتدخل وفك الحصار عن مخيم الفرنسيين قرب الحدود السورية ـ التركية.


وبينما أكدت مصادر مطلعة أن الهدف من العملية هو استعادة الطفلة واعتقال المتورطين في اختطافها، وعلى رأسهم ديابي، الذي سبق وأن اعتقلته «هيئة تحرير الشام» في مناسبات سابقة، وسط اتهامات له بارتكاب انتهاكات خطيرة ضد المدنيين والمقيمين في المخيم، يقول المهاجرون إن هدف العملية اعتقال ديابي وتسليمه مع آخرين إلى المخابرات الفرنسية.


بعد شكاوى من سكان تتعلق بارتكاب انتهاكات وعمليات خطف


وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة إدلب، العميد غسان باكير، في بيان رسمي، إن الحملة جاءت «استجابةً لشكاوى أهالي مخيم الفردان في ريف إدلب بشأن الانتهاكات الجسيمة التي تعرّضوا لها، وآخرها خطف فتاة من والدتها على يد مجموعة مسلحة خارجة عن القانون بقيادة المدعو عمر ديابي». وأضاف: باشرت قيادة الأمن الداخلي باتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة لحماية المدنيين وضمان سلامتهم، شملت توجيه قوى الأمن الداخلي إلى المخيم، وتطويقه بالكامل، وتثبيت نقاط مراقبة على أطرافه، ونشر فرق لتأمين المداخل والمخارج.


رفض التفاوض


كما سعت قيادة الأمن الداخلي حسب البيان، إلى التفاوض مع المتزعّم لتسليم نفسه طوعًا للجهات المختصة، إلا أنه رفض، وتحصّن داخل المخيم، ومنع المدنيين من الخروج، وشرع بإطلاق النار واستفزاز عناصر الأمن وترويع الأهالي، ما يؤكد أنه يستخدم المدنيين كدروع بشرية، ويقع على عاتقه كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي تهديد لسلامتهم.


وأكد أن «حماية المدنيين وتطبيق القانون هما الأولويتان الأساسيتان لقيادة الأمن الداخلي، وستواصل بحزم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والأمنية اللازمة لضمان إنفاذ القانون».


وحسب تقارير ميدانية، يضم المخيم ما بين 2000 إلى 3000 شخص من أصول فرنسية وبلجيكية، بينهم نساء وأطفال ومقاتلون، وسط مخاوف من استمرار الاشتباكات.


ويعد عمر ديابي المعروف بـ«عمر أومسين» من أبرز قادة المجموعات الأجنبية في شمال سوريا، وهو فرنسي من أصل سنغالي، ولد عام 1981 في مدينة نيس الفرنسية، وبدأ نشاطه الدعوي عبر الإنترنت قبل أن يدخل سوريا عام 2012 برفقة 12 فرنسيا للقتال ضمن تنظيمات متطرفة، وانشق لاحقا عن تنظيم «داعش» لينضم إلى «القاعدة» ويؤسس «فرقة الغرباء» التي ضمت عشرات المقاتلين الأجانب معظمهم من فرنسا وبلجيكا.


واتخذ ديابي من منطقة حارم شمال إدلب مقرا له، حيث أسس ما يشبه «إمارة» داخل مخيم الفردان المعروف بـ «مخيم الفرنسيين»، وفرض سلطته على السكان عبر ممارسات قمعية شملت الجلد العلني والاعتقال القسري وتكفير من يحاول المغادرة، كما وثقت حالات اختطاف لقاصرات أبرزهن الطفلتان ياسمين وميمونة. وعلى الرغم من إعلانه في وقت سابق حلّ «فرقة الغرباء» والانضمام إلى «اللواء 82» في الجيش السوري الجديد بعد سقوط النظام السوري، إلا أنه واصل فرض نفوذه داخل المخيم، مستخدما المدنيين كدروع بشرية، ورافضاً أي رقابة أو مساءلة من قبل الجهات الأمنية.


المقاتلون الأجانب في إدلب يدعون للنفير ضد قوات الأمن السورية


انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي في سوريا مقاطع مصورة لمقاتلين من جنسية أوزبكستانية وصلوا إلى مدينة حارم في ريف إدلب لدعم المقاتلين الفرنسيين ضد قوات الأمن السورية. 


وفي أحد المقاطع المتداولة، قال مقاتل أوزبكي: وصل لمناصرة الفرنسيين: "اجتمعنا في إدلب لنصرة إخواننا الفرنسيين"، داعيا جميع المقاتلين المهاجرين — من مغاربة وتونسيين وطاجيك وتركستانيين وأكراد وعرب — إلى "الاستعجال في نصرة إخوانهم، لأن الدور قادم عليهم".


وأضاف: "نحن لا نقاتل ضد الحكومة السورية، بل ندافع عن إخوتنا المهاجرين، لأن السلطات تسعى لتسليمهم إلى فرنسا، ونحن مستعدون للدفاع عنهم بدمائنا".


 وفي وقت لاحق تراجعت قوات الأمن العام في سوريا عن قرار اقتحام مخيم الغرباء والقبض على مهاجرين فرنسيين إثر تدخل ووساطة من مقاتلين وجهاديين أوزبك ومن جنسيات أخرى من وسط آسيا. 


وشهدت منطقة ريف إدلب الشمالي والغربي في حارم وجسر الشغور وكفريا والفوعة، في وقت سابق استنفارا وتحشيدات واسعة، بعد أن أعلن مقاتلون أوزبك دعمهم ومناصرتهم للمهاجرين الفرنسيين المتحصنين داخل مخيم الغرباء، مما دفع قوات الأمن العام إلى التراجع خشية اندلاع اشتباكات واسعة وصدامات مع المقاتلين الأجانب.


وذكر "المرصد السوري" أن قوات الأمن العام تذرعت بفرض عمر ديابي “أومسين”، قائد كتيبة الغرباء والمسيطر على مخيم المهاجرين الفرنسين (وأغلبهم من أصول جزائرية ومغربية وتونسية وأفارقة) سيطرته وأحكامه على قاطني المخيم بعيدا عن السلطات والمحاكم السورية.


والمشكلة بدأت عندما هربت امرآة تدعى سارة من مخيمه فقام بسجن امرأة أخرى من المخيم لساعدتها بالهروب من المخيم وجلدها أربعين جلدة أمام زوجها وأولادها.


كما ساعد "أبو إبراهيم الفرنسي" على خطف ابنة المدعوة سارة ومحاولة السفر بها إلى فرنسا عبر باب الهوى وبمساعدة "أبو هاجر التونسي"، وفق ما نقله المرصد.


وكان المرصد قد أفاد بسقوط قتلى وجرحى من المقاتلين الأجانب وعناصر الأمن السوري في مواجهات الليلة الماضية خلال اقتحام مخيم المقاتلين واعتقال جهاديين فرنسيين في العملية.


وسبق أن وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بالتزامن مع محاولات اقتحام مخيم الغرباء الذي يضم عشرات المهاجرين الفرنسيين، استنفارا كاملا من قبل المسلحين الأجانب في ريف إدلب الشمالي واستمرار التحشدات لمساندة المهاجرين ورفع الجاهزية القصوى لمواجهة أي تطورات محتملة.


كما سجلت المنطقة اشتباكات متقطعة طوال الليل وصباح الثلاثاء، تراجعت حدتها بعد تدخل المقاتلين الأوزبكستانيين في خط المفاوضات، في حين يسود خوف وترقب شديد بين نساء المهاجرين الفرنسيين بعد ليلة دامية شهدت قصفا واشتباكات عنيفة مع قوات الأمن العام.


وترافقت الاشتباكات مع تحليق طيران مسير في أجواء المخيم، فيما أطلق المهاجرون الفرنسيون فزعة من مقاتلين أجانب مع اشتداد حدة المواجهات.


وكان عدد من المهاجرين الأوزبك قد أعلنوا عبر شريط مصور استعدادهم لدعم ومساندة المهاجرين الفرنسيين، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين "المهاجرين الفرنسيين" وعناصر قوات الأمن العام، عقب اقتحام الأخيرة مخيم المهاجرين بشكل مفاجئ.


ووفقا للمرصد السوري، أصدرت جماعة "المهاجرين الفرنسيين" في حارم "فرقة الغرباء" بيانا ادعت فيه أن الحكومة الانتقالية تنفذ خطة للقضاء على المهاجرين الأجانب بالتعاون مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي، بما فيها فرنسا، وأنها بدأت بالمهاجرين الفرنسيين.


لكن ما يحدث لم يخلو من اتجاهات تقول ان الحكومة المؤقتة بدأت بتنفيذ خططا اجنبية لتصفية المقاتلون الاجانب بعد رفض العديد من الدول التي ينتمي اليها هؤلاء عودتهم الى بلادهم .

 

©2025 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology