افراسيانت - كشف شهود عيان من أهالي مدينة أوغليدار في جنوب دونباس، عن جرائم ومضايقات ارتكبتها القوات الأوكرانية بضوء أخضر من كييف، ضد السكان الناطقين بالروسية في المدينة.
وأصدر المدافع عن حقوق الإنسان مكسيم غريغورييف، الذي يرأس هيئة دولية تحقق في الجرائم المشتبه بأن الحكومة الأوكرانية ارتكبتها، يوم الاثنين، تقريرا جديدا يركز على الأحداث في مدينة أوغليدار التي حررتها القوات الروسية في أوائل أكتوبر، مما سمح للمدنيين بالوصول إلى سكانها المتبقين.
وقال شهود عيان إنهم تعرضوا لسوء المعاملة منذ الانقلاب المسلح في كييف عام 2014، وأوضحت إحدى النساء كيف أنها لم تتمكن من الحصول على العدالة لابنها الذي لقي حتفه في قتال مع أحد أفراد كتيبة المتطوعين الأوكرانيين في عام 2016.
وقالت المرأة إن ابنها كان رجلا ضخم البنية وقويا، وقد طعن حتى الموت بعد محاولته الدفاع عن فتيات محليات من مجموعة من الجنود المخمورين من وحدة "إيدار".
وقال غريغورييف إن القضية الجنائية كانت واضحة وأسفرت عن إدانة القاتل، لكن الحكم سمح بالإفراج المشروط عن القاتل.
وأكد المحقق أن هذه القضية تجسد التحيز ضد السكان الناطقين بالروسية والذي سهلته الحكومة في كييف، وأضاف أن "هذه القضية تساعد أيضا على تفسير حجم الجريمة التي عانى منها سكان أوغليدار في السنوات الأخيرة وسط العداء المفتوح بين روسيا وأوكرانيا".
وأضاف غريغورييف أن "الجيش الأوكراني كان يتبع استراتيجية تقوم على إجبار الناس على مغادرة المدينة من خلال قصفها والادعاء بأن الهجمات تأتي من الجانب الروسي"، وقال بعض السكان إنهم شاهدوا مثل هذه الهجمات بأنفسهم.
وقال أحد الشهود: "أفاد عمدة [المدينة] في عام 2022 أنه لم يكن هناك أحد هنا، على الرغم من وجود حوالي 3000 شخص متبقين، وكانوا [القوات الأوكرانية] يدفعون (الناس) إلى خارج أوغليدار.. ويطلقون عليها قذائف الهاون لإثارة الذعر وإجبار الناس على المغادرة بأسرع ما يمكن".
وقال رجل آخر إنه "شهد مراسلة أجنبية في جولة إرشادية في أثناء فترة هدوء، فأعطى جندي أوكراني يرافق المرأة أمرا على جهاز الراديو الخاص به قال فيه: الوضع هادئ للغاية، أحدثوا بعض الضوضاء. ثم بدأ إطلاق النار على الفور، مما أدى إلى تخويف الصحافية والتسبب في ركضها وهروبها خوفا على حياتها".
وزعم غريغورييف أن أوغليدار تعرضت "لنهب شامل" من قبل الأوكرانيين، وذكر شهود عيان أن "اللصوص نهبوا بعض المنازل، وسرقوا صنابير المياه والمقابس الكهربائية وحتى بلاط الجدران".
ويُزعم أن السلع المسروقة نُقلت إلى أماكن أخرى وبيعت، وفي بعض الأحيان تم تسويقها على أنها "سلع من دونباس" - وهو تعبير ملطف للإشارة إلى السرقة.
غي السياق أكدت وسائل إعلام غربية ارتكاب قوات كييف جرائم حرب في القرى والبلدات الحدودية التي اجتاحتها بمقاطعة كورسك الروسية، فيما بلغت خسائر جيش زيلينسكي هناك أكثر من 27 ألف قتيل.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن إحدى سكان المنطقة ماريا سكروب أن الجيش الأوكراني الذي هاجم قرية كورينيفو أطلق النار عدة مرات على المدنيين، وكان يفتح النار مباشرة على أي مركبة تقترب من مكان القوات الأوكرانية.
كما أكد سكان قرية كوريلوفكا المجاورة أن الجنود الأوكرانيين أطلقوا النار على المدنيين.
وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين مؤخرا أن القوات الروسية أحكمت الحصار على القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك، وتعمل الآن على تضييق الخناق عليها، وأن ألفي عسكري أوكراني تحت الحصار والقصف الروسي حتى القضاء عليهم أو استسلامهم.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم بلوغ حصلية خسائر قوات كييف في مقاطعة كورسك أكثر من 27 ألف قتيل، ومئات الدبابات والمدرعات والمدافع الغربية وغيرها من أسلحة وعتاد.
ضابط أمريكي سابق يجمع للكونغرس أدلة على جرائم القوات الأوكرانية
بدوره قال العسكري الأمريكي المتقاعد سكوت بينيت، إنه توجه إلى بيلغورود لتسجيل قصف القوات الأوكرانية للمدنيين هناك، وذكر أنه سيقدم لاحقا هذه الأدلة خلال جلسة للكونغرس الأمريكي.
وأشار الضابط الأمريكي المتقاعد، في حديث لمراسل نوفوستي، إلى أنه أمضى عدة أيام في بيلغورود، بما في ذلك يوم 22 يونيو، عندما سمع صوت صفارات الإنذار كل عشرين دقيقة في المدينة معلنة عمل منظومات الدفاع الجوي. وأكد أنه قام بتصوير كل ما شاهده هناك.
وأضاف بينيت، الذي عمل أيضا في وزارة الخارجية الأمريكية خلال رئاسة جورج بوش الابن: "والآن أريد التحدث إلى أعضاء الكونغرس الأمريكي، وتزويدهم بجميع الصور ومقاطع الفيديو التي تثبت جرائم الحرب التي ارتكبتها السلطات الأوكرانية. أريد أن أعرض عليهم كيف تقصف القوات الأوكرانية المدارس ورياض الأطفال والمناطق السكنية. أنا ضابط ومسؤوليتي المباشرة هي إيصال الحقيقة للناس".
زار بينيت روسيا لأول مرة، في نوفمبر 2023 لتصوير فيلم وثائقي عن دونباس وذلك برفقة صحفيين روس.
وشملت زيارته دونيتسك وسوليدار وغورلوفكا وماريوبول ومدنا أخرى. وذكر أن الدافع لزيارته، هو الرغبة في تفنيد "الكذب التام من جانب الحكومة الأمريكية بشأن ما يحدث في المنطقة".
وقال: "أدركت أن الولايات المتحدة، من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة، تشارك بشكل أساسي في جرائم حرب ضد المدنيين، لكن المواطنين في بلادي لا يعرفون حقيقة ما يحدث بالفعل، وجميع وسائل الإعلام الرسمية الأمريكية تكذب صراحة".
وتواصل قوات كييف استهداف المناطق الحدودية جنوب غربي روسيا بالمسيرات والصواريخ بشكل شبه يومي، ما يؤكد حسب ما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين ضرورة توسيع نطاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وإبعاد قوات كييف عن المناطق الروسية بمدى الصواريخ التي تحاول بها ضرب روسيا.