افراسيانت - عرض الرئيس بوتين في مؤتمره الصحفي في ختام قمة بريكس بقازان رؤيته للعلاقة بين دول المجموعة وجدد التأكيد على مواقف روسيا الدولية تجاه القضايا الساخنة .
فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، بأن الغرب يحاول الاستمرار في استخدام أدوات الاستعمار الجديد في إفريقيا، وفرض تقنيات صناعية على دول القارة، ليس بمقدورها شراؤها.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي عقب قمة "بريكس+" السادسة عشر: "تُفرض عليهم في البلدان الإفريقية وبعض البلدان الأخرى النامية أدوات وتقنيات حديثة، ربما تكون فعالة من الناحية البيئية، لكنهم لا يستطيعون الحصول عليها، فلا يوجد مال. حسنا، أعطهم المال ولا أحد يعطيهم المال. غير إنهم يكبلوهم بالأدوات. أعتقد أنها أدوات للاستعمار الجديد، عندما يجبروننا على الاعتماد مرة أخرى على تكنولوجيات وقروض غربية، ويتم في الوقتنفسه منح القروض للحصول عليها بشروط فظيعة".
تجدر الإشارة إلى مشاركة وفود عدة دول من القارة الإفريقية في قمة "بريكس"، وقد عقد الرئيس الروسي لقاءات ثانوية مع عدد من الزعماء الذين شاركوا في القمة، وأكد على أن روسيا تربطها علاقات وثيقة بالاتحاد الإفريقي، كما أعرب عن تقديره العالي لهذه المنظمة في المجالات السياسية والاقتصادية، وكذلك في مجال ضمان الأمن في القارة السمراء.
واختتمت يوم الخميس في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، فعاليات قمة "بريكس" بنسختها الـ 16، بمشاركة نحو 40 دولة. وتعد هذه القمة الأولى بعد انضمام 5 دول جديدة إلى مجموعة "بريكس" منذ بداية العام 2024.
وترأست روسيا قمة "بريكس" هذا العام، تحت شعار "تنمية عادلة في عالم متعدد الأقطاب من أجل تحقيق الأمن الشامل"، وتنظم أكثر من 200 لقاء يتناول المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كما اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماعه مع رئيس جمهورية صربسكا ميلوراد دوديك، أن محاولات إلقاء اللوم على روسيا في زعزعة استقرار الوضع في أي مكان هي محض هراء.
ولفت دوديك الانتباه إلى تصريحات السفارة الأمريكية التي تفيد بأن "من المفترض أن تكون هناك معسكرات في جمهورية صربسكا، والتي ستنظم، جنبا إلى جنب مع القوات الروسية، زعزعة الاستقرار في مولدوفا".
وشدد رئيس جمهورية صربسكا على أن هذا كذب مطلق، وأشار إلى أن هذه هي طريقة الغرب في محاولة ممارسة الضغوط.
واشار بوتين أن هذه "محاولات لتشويه صورة روسيا. سئلت اليوم في مؤتمر صحفي عما إذا كنا وراء الاضطرابات في بعض العواصم الغربية. هذا محض هراء، ولا نملك مثل هذه الأدوات".
وقد أعلنت البوسنة والهرسك انفصالها عن يوغوسلافيا في عام 1992، وبعد ذلك بدأت الحرب في هذه الجمهورية بين مسلمي البوسنة والصرب والكروات واستمرت حتى عام 1995. ولم يتم تحديد العدد الدقيق للضحايا رسميا فيما تشير مصادر مختلفة إلى أن الرقم يزيد عن 100 ألف شخص. وبمشاركة المجتمع الدولي تم التوقيع على "اتفاقيات دايتون للسلام" وتم تشكيل ثلاثة كيانات - اتحاد البوسنة والهرسك، وجمهورية صربسكا ومنطقة برتشكو الخاصة. وترأس الدولة هيئة رئاسة تتألف من ثلاثة أشخاص: ممثل واحد عن كل من الصرب والكروات والبوسنيين.
وفي نهاية شهر مايو الماضي، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا مثيرا للجدل بشأن "الإبادة الجماعية في سربرنيتسا" اقترحته ألمانيا ورواندا. وصوتت 84 دولة لصالح الوثيقة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وسويسرا. فيما عارضتها 19 دولة، من بينها روسيا والصين وصربيا وسوريا وكوبا.
وكما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فإن القرار يهدف إلى "كسر شوكة الصرب" الذين لا يريدون الانضمام إلى العقوبات ضد موسكو، والاعتراف باستقلال كوسوفو المعلن من جانب واحد، ولا يريدون أيضا أن تصبح المنطقة عضوا في المنظمات الدولية. ووصف الوثيقة المقترحة بأنها في الواقع مثابة إنذار نهائي لبلغراد.
وأشار الوزير إلى أنهم حاولوا قبل عشر سنوات تمرير مثل هذا القرار في مجلس الأمن الدولي، لكن موسكو استخدمت حق النقض (الفيتو). ووفقا للدبلوماسي: "من المستحيل تفسير ما الذي يسترشد به الأوروبيون من الناحية العملية عند الترويج لهذه الفكرة، باستثناء رده إلى سبب واحد، ألا وهو أن الصرب - برأيهم- متقلبون للغاية، ومستقلون للغاية في تصرفاتهم".
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا جدوى من تهديد روسيا، فهذا فقط يزيد من عزمها. مشيرا في الوقت ذاته إلى أن روسيا تعتزم بناء علاقات مع الدول التي تحترم سيادتها واستقلالها.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي في ختام أعمال قمة "بريكس": "يمكن تهديد أي شخص، لكن ليس من المنطقي تهديد روسيا، لأن ذلك لا يؤدي إلا إلى الزيادة من عزمنا".
وشدد الرئيس الروسي على أن روسيا تدرك الوضع المحيط بها، ولا تريد نقل جميع المشاكل إلى المؤسسات التي تهتم بتطويرها، مشيرا إلى أنها ستتعامل مع مشاكلها بنفسها.
وقال بوتين: "انطلاقا من حقيقة إدراكنا للوضع المحيط بروسيا، ولا نريد نقل جميع المشاكل المرتبطة به إلى المؤسسات التي نهتم بتطويرها بأنفسنا، فسنتعامل مع مشاكلنا وسنتعامل مع الأمر بأنفسنا".
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مجموعة "بريكس" ليست صيغة مغلقة، مؤكدا أنها "مفتوحة لكل من يشاركها قيمها".
وقال بوتين في مؤتمر صحفي في ختام أعمال قمة "بريكس":"في قازان، أكدنا أن مجموعة "بريكس" ليست مغلقة في حد ذاتها، فهي مفتوحة لجميع الذين يشاركونها قيمها".
وأضاف: "أعضاؤها مستعدون للعمل على إيجاد حلول مشتركة دون إملاءات خارجية أو محاولات لفرض أي نهج ضيق على أي شخص".
ولفت بوتين إلى أنه "على مدى رئاستنا شعرنا بالدعم القوي من شركائنا وهذا مهم. خاصة أن هذا الأمر لا ينتهي بانتهاء القمة".
وشدد الرئيس الروسي على أنه "في القمة، تمت الموافقة على إعلان قازان لبريكس، الذي يلخص المناقشات التي جرت، وكانت النتيجة، في رأينا، وثيقة مفاهيمية شاملة ذات أجندة إيجابية، تتطلع إلى المستقبل".
وأضاف: "ومن المهم أنه يعيد التأكيد على التزام جميع دولنا ببناء نظام عالمي أكثر ديمقراطية وشمولا ومتعدد الأقطاب على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".