افراسيانت - كشفت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة خاركوف أن الجيش الأوكراني نقل 500 مرتزق أجنبي من خاركوف باتجاه كورسك قبيل الهجوم عليها، وأن ضابطا فرنسيا سابقا شارك في التخطيط للهجوم.
وأوضح نائب رئيس الإدارة العسكرية المدنية لمقاطعة خاركوف لشؤون الدفاع والأمن يفغيني ليسنياك في تصريحات صحفية ، أن الضابط هو كورته فرانك ميشيل ميكايل الرائد السابق في فوج المظليين الثامن من القوات البرية الفرنسية، و"هو حاليا عضو في الفيلق الأجنبي ومتورط في ارتكاب جرائم حرب في مقاطعة خاركوف".
وأضاف ليسنياك، أنه قبل الهجوم الذي شنته أوكرانيا على كورسك في 6 أغسطس، تم نقل ما يزيد مجموعه عن 500 مرتزق، معظمهم من الجنسية الفرنسية، من محور خاركوف باتجاه كورسك.
وذكر أنه ضم المرتزقة بمجموعات إلى قوام الفوج الثامن المنفصل لقوات العمليات الخاصة الأوكرانية ووحدة خاصة تابعة لإدارة الاستخبارات العامة بوزارة الدفاع الأوكرانية.
وقال: "في أغسطس 2024، قبل اعتداء القوات الأوكرانية على أراضي مقاطعة كورسك، قررت القيادة العسكرية الأوكرانية توزيع المرتزقة في صفوف وحدات متفرقة من الجيش الأوكراني، وذلك لتفادي وقوع المقاتلين الأجانب بمجموعات كبيرة في الأسر الروسي في حال فشل عملية الهجوم".
وأضاف المسؤول أن الإدارة العسكرية المدنية في خاركوف استطاعت التعرف على أسماء ثلاثة مرتزقة فرنسيين آخرين - إضافة إلى الرائد ميكايل - متورطين في جرائم ضد المدنيين في مقاطعتي خاركوف وكورسك، وهم جان بابتيست بيسون وسيدني باليستر وجوناثان بوديرليك.
لافروف: وحدات عسكرية أجنبية تضم مرتزقة شاركت في الهجوم على كورسك
في السياق أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مشاركة تشكيلات عسكرية تضم مرتزقة أجانب وعسكريين نظاميين في الهجوم على مقاطعة كورسك، مشيرا إلى رصد محادثات بلغات أجنبية في تلك المنطقة.
وقال لافروف في مقابلة مع برنامج "نيوزميكر" لمشروع "جسور إلى الشرق" على شاشة RT: "أما بالنسبة لما كان عليه هدف أولئك الذين نظموا الاستفزاز في مقاطعة كورسك، والتوغل الذي نفذته وحدات نازية تضم عددا كبيرا من المرتزقة، وربما ليس مرتزقة فقط، بل أيضا جنوداً نظاميين أجانب، فقد تم بالفعل رصد حديث بلغة أجنبية هناك".
وأضاف: "من الصعب بالنسبة لي أن أحكم على ما كانته النية في هذه الحالة، لأن زملاءنا الغربيين يحرفون الأمور أحيانا بطريقتهم الخاصة".
وكان قد أعلن قائد وحدة من وحدات قوات "أحمد" الروسية الأسبوع الماضي أن عناصره اشتبكوا عدة مرات في مقاطعة كورسك مع مرتزقة يتحدثون الألمانية والبولندية، مؤكدا أنه تم القضاء عليهم.
وقال القائد العسكري الروسي: "واجهنا هنا مرتزقة أجانب، وكانوا ألماناً وبولنديين. وعندما اشتبكنا بهم في المعركة، فهمنا من حواراتهم أنهم أجانب، ولم يكونوا من بين الذين أسرناهم، مما يعني أنه تمت تصفيتهم".
وأكدت شهادات سكان مقاطعة كورسك حول مشاركة مرتزقة أجانب في هجوم قوات كييف على قرى وبلدات بالمقاطعة والتعرف على جنسيات بعضهم من لغاتهم، وبينها الفرنسية والبولندية.
وظهرت في وقت سابق على حساب شركة Forward Observations Group العسكرية الخاصة الأمريكية على "إنستغرام" صورة ثلاثة رجال يرتدون الزي العسكري ويحملون الأسلحة ويعلقون الشارات الزرقاء على بزاتهم وخلفهم عربة مدرعة.
وكتبت في تعليق على الصورة "الرجال في كورسك (أي في مقاطعة كورسك)"، وبالفعل تشير بيانات نظام تحديد المواقع الجغرافي إلى أن المنشور تم نشره من مقاطعة كورسك.
واشنطن بوست: اقتراب القوات الروسية من بوكروفسك يحطم آمال كييف بشأن هجوم "كورسك"
تحت هذا العنوان كتب ديفيد شتيرن مقالا حول تحطم آمال كييف في تخفيف الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الضغوط على الجبهة الشرقية مع اقتراب القوات الروسية من بوكروفسك.
وجاء في المقال المنشور على موقع "واشنطن بوست":
روسيا تقترب من إحدى المدن الشرقية رغم "نجاحات" أوكرانيا في أماكن أخرى، فيما لم تتحقق الآمال الأوكرانية في أن يؤدي التوغل بمنطقة كورسك إلى تخفيف الضغوط على الجبهة الشرقية، مع اقتراب قوات موسكو من مدينة بوكروفسك.
لم توقف النجاحات التي أعلنت عنها كييف في توغلها الذي استمر أسبوعين في روسيا الدفع المستمر لقوات موسكو إلى الجزء الشرقي من أوكرانيا، ما يهدد مركزا لوجستيا رئيسيا.
يقول المسؤولون في مدينة بوكروفسك بشرق أوكرانيا إنهم يقومون بإجلاء السكان تحسبا لسقوطها أمام التقدم الروسي، الذي أصبح الآن على بعد أقل من 10 كيلومترات من حدود المدينة. وإذا سقطت هذه المدينة، فستكون أكبر مركز سكاني يسيطر عليه الروس منذ أرتيوموفسك (باخموت الأوكرانية) في مايو 2023.
وتقول رئيسة سياسة المعلومات في الإدارة العسكرية لبوكروفسك، يكاتيرينا يانزولا، عبر الهاتف، إن القوات الروسية "تتحرك نحو ضواحي المدينة، ولم يعد سرا أن مصير المدينة أصبح غير واضح". وتابعت: "ربما يتغير الوضع بطريقة ما، ونأمل أن يتوقف العدو في مكان ما على الطرق المؤدية إلى بوكروفسك، وأن تصده قواتنا".
من جانبه قال رئيس إدارة منطقة دونيتسك فاديم فيلاشكين، إن السلطات بدأت عمليات الإجلاء القسري للأسر التي لديها أطفال من بوكروفسك، وأضاف أن نحو 4 آلاف طفل ما زالوا في المدينة.
وكتب فيلاشكين على "فيسبوك": "إن سلامة الأطفال هي مسؤولية الكبار. وعندما تكون مدننا في مرمى أي سلاح للعدو، فإن قرار الإجلاء ضروري ولا مفر منه".
وتابعت يانزولا إنه على الرغم من التهديد المتزايد، فإن نسبة كبيرة من سكان المدينة تقاوم مجهودات الإجلاء. ويضطر المسؤولون إلى "الذهاب إلى منازل الناس، والتحدث مباشرة مع كل أسرة، ومع كل ساكن شخصيا، وجمع السكان الأكبر سنا، وإبلاغهم بالحاجة إلى إخلاء المدينة"، وقالت إن عدد سكان المنطقة الذي بلغ نحو 86 ألف نسمة قبل بدء العملية العسكرية أصبح 53 ألف نسمة، وأضافت: "إنها عملية صعبة لأنه من الصعب إقناع السكان بمغادرة وطنهم الأصلي والذهاب إلى مكان غير معروف، لكننا نبذل قصارى جهدنا".
وقد أكد قائد القوات الأوكرانية ألكسندر سيرسكي، يوم الاثنين، أن "معارك عنيفة" تدور حول بوكروفسك. ونشر الجنرال على "فيسبوك" أن القوات الروسية حاولت اقتحام مواقع أوكرانية 45 مرة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وقال سيرسكي أيضا إن قوات كييف "تفعل كل ما هو ضروري" لحماية مدينة توريتسك، على بعد حوالي 64 كلم شرق بوكروفسك، حيث كان الأوكرانيون يتعرضون أيضا لضغوط شديدة.
وتظهر خرائط متاحة للمستخدمين أن القوات الروسية تقترب من قرى غروديفكا، وكراسني يار، ونوفوغروديفكا، إلى الشرق من بوكروفسك، وهو ما قد يشير إلى أن اختراقا روسيا وشيكا في طريقه للحدوث، كما يقول الخبراء.
وقال المحلل العسكري في مركز الأمن الأمريكي الجديد ومقره فيينا، فرانز ستيفان غادي: "هناك عدد من الأدلة على أن الروس يقاتلون بالفعل على آخر خط دفاعي معتبر خارج مدينة بوكروفسك".
وخسارة بوكروفسك، المركز اللوجستي عند تقاطع طريقين رئيسيين في شرق أوكرانيا، من شأنها أن تفتح الباب أمام المزيد من التقدم من جانب روسيا في هذه المنطقة الصناعية الشرقية التي كانت منذ فترة طويلة محور هجوم القوات الروسية.
لكن حتى مع تقدم القوات الروسية في الشرق، قال الرئيس الأوكراني (المنتهية ولايته – المحرر) فلاديمير زيلينسكي، إن القوات الأوكرانية "حققت أهدافها" في منطقة كورسك الغربية بروسيا، على بعد مئات الكيلومترات إلى الشمال، حيث شنت قوات كييف توغلا جريئا قبل أسبوعين تقريبا.
وبينما هنأ زيلينسكي القوات على جهودها، قال للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إن "هناك حاجة لتسريع الإمدادات من شركائنا. ونحن نطالب بذلك بشدة. فلا توجد إجازات في الحرب".
وقال محللون إن التقدم الروسي المطرد يشير إلى ضعف محتمل في استراتيجية كييف، حيث لم تتحقق آمالها في الحد من المكاسب الروسية في الشرق حتى الآن.
وقال المحلل العسكري غادي، في إشارة إلى حزام الصدأ في شرق أوكرانيا حيث تقع بوكروفسك وتوريتسك: "إن الصورة في دونباس تبدو مثيرة للقلق إلى حد ما بالنسبة لي". فروسيا لا تزال تتفوق كثيرا من حيث القوة البشرية والنارية هناك على القوات الأوكرانية. والسؤال الأكبر، بحسب غادي، لا يزال: "ما هو نوع الاحتياطيات التي لم تعد متاحة الآن" في بوكروفسك، والتي كانت ستكون متاحة لولا العملية في كورسك؟
ويتابع غادي: "إن الحرب تدور دائما حول اتخاذ الخيارات. والسؤال هو: هل كان هذا هو الخيار الصحيح لإرسال قوات إلى روسيا لتوسيع خط المواجهة، أم كان الأفضل الاحتفاظ بالاحتياطيات أو تثبيت خط المواجهة في دونباس؟".
يقول جنود أوكرانيون في منطقة بوكروفسك إن التوغل في كورسك لم يغير الهجوم الروسي، بل على العكس، فإن الضغوط زادت في الأيام الأخيرة.
وقال المتحدث باسم اللواء الآلي رقم 110، إيفان سيكاش، الذي يقع على بعد حوالي 16 كيلومترا من بوكروفسك: "إن العدو لن يتخلى عن هذا الاتجاه في هجومه، فبالنسبة له يظل ذلك أولوية". وآخر شيء سيفعلونه، حتى لو كان الوضع سيئا للغاية بالنسبة لهم، سيكون الذهاب إلى مكان آخر. فقط في اللحظة الأخيرة سيأخذون قوتهم من هنا".
وتستخدم قوات موسكو تكتيكات مختلفة، حيث تستخدم المزيد من المركبات الآلية ومجموعات أصغر حجما لاستكشاف الخط. وقال سيكاش: "لم يتغير الوضع، بل أصبح أكثر صعوبة، لأن العدو بدأ في استخدام المزيد من المعدات".
على الرغم من ذلك، يقول محللون آخرون إن استراتيجية كييف تنطوي على تنازلات، إلا أنه، في الوقت الحاضر، يبدو أولا، أن المكاسب الإقليمية الأوكرانية بالقرب من كورسك أكثر أهمية من الخسائر الإقليمية بالقرب من بوكروفسك، كما يقول مدير شركة "روشان" للاستشارات الدفاعية ومقرها بولندا كونراد موزيكا، حيث يتابع: "وثانيا، حتى لو اقترب الروس من المدينة، فسوف يحتاجون إلى الاستيلاء عليها، وهو ما من المرجح أن يكون مهمة مكلفة، كما هي الحال في الحرب الحضرية، لا سيما إذا تحصن الأوكرانيون بشكل صحيح، حينها ستكون لديهم فرصة لإلحاق خسائر فادحة بالوحدات الروسية".
وأضاف أن "الأمر كله يتلخص في القوة البشرية والمدى الذي تكون فيه كييف مستعدة للدفاع عن المنطقة".
وقال رئيس الإدارة العسكرية لمدينة بوكروفسك، يوري تريتياك، في اتصال هاتفي، إن المسؤولين المحليين يحثون السكان على إخلاء بلدة ميرنوغراد الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات شرق بوكروفسك، حيث تتقدم القوات الروسية "شيئا فشيئا"، مضيفا أن القوات الروسية على بعد أقل من 8 كيلومترات من البلدة.
الدفاع الروسية: تحرير بلدة جديدة في دونيتسك وتحييد أكثر من 2000 جندي أوكراني
من جهتها أفادت وزارة الدفاع الروسية الخميس بتحرير بلدة جديدة في أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية، مشيرة إلى أن إجمالي خسائر الجيش الأوكراني خلال آخر 24 ساعة بلغ نحو 2085 جنديا.
وقالت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إنه "نتيجة للعمليات النشطة التي نفذتها وحدات من مجموعة قوات "الوسط"، تم تحرير قرية زافيتنويه في جمهورية دونيتسك الشعبية"، مضيفة أن خسائر العدو في منطقة مسؤولية قوات "الوسط" بلغت نحو 530 عسكريا.
وفي ما يلي أبرز نقاط تقرير الدفاع الروسية:
• استهدفت وحدات من مجموعة قوات "الشمال" تشكيلات معادية على محور فولتشانسك وليبتسي في مقاطعة خاركوف، حيث وصلت الخسائر الأوكرانية إلى نحو 125 جنديا
• حسنت وحدات من مجموعة قوات "الغرب" وضعها التكتيكي، وضربت قوات ومعدات عسكرية للعدو في خاركوف ولوغانسك ودونيتسك، وفقدت القوات الأوكرانية هناك أكثر من 500 جندي وعددا كبيرا من المعدات و5 مستودعات ذخيرة ميدانية
• واصلت وحدات من مجموعة قوات "الجنوب" تقدمها في عمق دفاعات العدو في دونيتسك، وشملت خسائر الجيش الأوكراني نحو 745 عسكريا و3 مستودعات ذخيرة ميدانية
• سيطرت وحدات من مجموعة قوات "الشرق" على خطوط ومواقع أكثر ملاءمة، فيما خسر العدو نحو 110 جنود
• ضربت وحدات من مجموعة قوات "دنيبر" تشكيلات ومعدات عسكرية معادية في مقاطعتي زابوروجيه وخيرسون ومدينة خيرسون، وبلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 75 جنديا
• إصابة مصنع لإنتاج الذخيرة ومخزن للقوارب المسيرة، ونقطة انتشار مؤقتة للمرتزقة الأجانب، فضلا عن تجمعات للقوات والمعدات العسكرية للجيش الأوكراني في 136 منطقة
• إسقاط 3 صواريخ تكتيكية عملياتية من طراز ATACMS أمريكية الصنع و5 قنابل موجهة Hammer فرنسية الصنع وقذيفة من راجمة الصواريخ "أولخا" و27 طائرة بدون طيار
• دمرت قوات أسطول البحر الأسود 11 زورقا مسيرا تابعا للقوات المسلحة الأوكرانية.