افراسيانت - الناصرة - “رأي اليوم”- من زهير أندراوس - على الرغم من الأضرار الفادحة من الناحية الدعائيّة، التي تسبب لإسرائيل بسبب توثيق ونشر فيديو اغتيال الفتي الفلسطينيّ محمد إبراهيم أيّوب، (14 عامًا) الذي قنصه أحد جنود الاحتلال على السياج الحدوديّ مع غزّة، على الرغم من ذلك، صعدّ أقطاب دولة الاحتلال من وعيدهم وترهيبهم، وأعلنوا عن “دعمهم الكامل لجنود وضباط الجيش الذين يعملون بإخلاصٍ وتفانٍ من أجل الدفاع عن أمن دولة إسرائيل”.
وفي هذا السياق، حذّر وزير النقل وسلامة الطرق والاستخبارات الإسرائيليّ، يسرائيل كاتس، من أنّ الدولة العبريّة قد تستأنف الاغتيالات المستهدفة والممركزة لقيادات المقاومة في قطاع غزة ، وكتب كاتس على حسابه الشخصيّ في موقع التواصل الاجتماعيّ (تويتر) إنّ أيّ هجوم على قادة الجيش الإسرائيليّ على حدود غزة سيؤدي إلى تجديد القتل المستهدف لقادة حماس.
وتابع كاتس، وهو من أقطاب حزب (ليكود) بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، إنّ تحذير حركة الجهاد الإسلاميّ في فلسطين بفتح نيران القناصة من غزة على قادة الجيش هو خط أحمر، ويأتي هذا التطوّر بعد نشر شريط فيدو يظهر فيه الجنرال الإسرائيليّ يوآف (بولي) مردخاي، مُنسّق شؤون الحكومة الإسرائيليّة في المناطق الفلسطينيّة المُحتلّة، وقادة عسكريون آخرون في منظار تصويب قناص من حركة الجهاد الإسلاميّ.
ومن الأهمية بمكان في هذه العُجالة، العودة قليلاً إلى الوراء: “لو كنت وزيرًا للأمن لمنحت إسماعيل هنية 48 ساعة فقط، وأقول له إمّا أنْ تُعيد جثث الجنود والمدنيين أوْ تموت، تبجّح افيغدور ليبرمان بهذه العبارة الطنانة خلال كلمة له في فعاليات “السبت الثقافيّ” التي عقدت في بئر السبع قبل ستة أشهر. والآن يقف ليبرمان على أعتاب وزارة الجيش، ولو صدّقنا هذه التبجحات فإنّه أمام إسماعيل هنية يومان فقط من لحظة دخول ليبرمان الطابق الرابع عشر من مقر قيادة الجيش “الكرياه”، حسب تعبير صحيفة (هآرتس) العبريّة التي تندّرت على تصريحات وزير الأمن، وأضافت الصحيفة قائلةً إنّه إذا قرر ليبرمان “الوفاء بوعده” فإنّ النتيجة واضحة بناء على تجارب الماضي وهي جولة جديدة من القتال مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
علاوة على ذلك، قرر الدكتور يوفال درور، مدير مدرسة الإعلام التابعة للمسار الأكاديميّ في كلية الإدارة تذكير ليبرمان بعبارته هذه حتى يتذكر ليبرمان مدى وعمق الفجوة التي تفصل بين الأقوال والأفعال. ودشن درور لأجل هذه المهمة موقعًا الكترونيًا على الشبكة يُجيب على سؤالٍ واحدٍ فقط هو: هل يُمكن اعتبار إسماعيل هنية ميتا الآن؟ يهدف إلى تعقب تنفيذ ليبرمان لوعوده وتعهداته وتذكيره أنّ الكلام وامتهان الكلمات ليسا حكرًا على اليسار.
وتابع: لأنّ الأمر يتعلق بـ 48 ساعة فقط اشتريت “الادمن” هل إسماعيل هنية ميتا الآن؟ حتى أتمكّن من رصد وتعقب تعهدات وزير الأمن لدولة إسرائيل افيغدور ليبرمان، كتب الدكتور درور على مدونته القديمة، وأضاف: أنا مقتنع أننّي سأقوم خلال 48 ساعة بتغيير كلمة NO بكلمة YES لماذا ؟ لأنّ اليمين هو فقط مَنْ يستطيع.
وعودٌ على بدء: ليبرمان قال الأحد إنّ إسرائيل حددت قواعد عامّة للتعامل مع الأحداث على حدود غزة، وحذّر في الوقت نفسه من القيام بأيّ أعمالٍ استفزازيةٍ، مضيفًا في حديث أدلى به للإذاعة الإسرائيليّة العبريّة، شبه الرسميّة (كان) أنّ كلّ فلسطينيّ يقترب من السياج الفاصل يخاطر بحياته، وطالب سكان قطاع غزّة بتوجيه احتجاجاتهم ضدّ قيادتهم، واستبدالها، بدلاً من أنْ تكون ضد إسرائيل.
وفي معرض ردّه على سؤال قال وزير الأمن الإسرائيليّ إنّه في الوقت الذي يتوقف فيه الفلسطينيون عن التفكير بالقضاء على إسرائيل، يجب أنْ يركزوا جهودهم في تنمية اقتصادهم، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ صيغة إعادة إعمار قطاع غزة مقابل نزع سلاحه، هي المقبولة من إسرائيل، والموضوعة على الطاولة، على حدّ تعبيره.
وأوضح ليبرمان أيضًا أنّ الجيش يتوقع أنْ يشهد المزيد من الاضطرابات الأمنيّة على حدود غزة، وهناك استخلاص لعددٍ من الدروس والعبر للتعامل مع تطورات الأحداث، واختتم حديثه قائلاً إنّ الجيش الإسرائيليّ سيُدافع عن اليهود المقيمين في غلاف غزة، وهذا الأمر غير خاضع للمساومة، وحمّل حركة “حماس” مسؤولية التصعيد، مُشدّدًا على أنّ الجيش الإسرائيليّ هو الأكثر أخلاقيّةً في العالم، بحسب تعبيره.