افراسيانت - شهدت ديالى خلال الأيام الماضية خروقات أمنية كثيرة كان آخرها مقتل نائب رئيس محكمة استئناف ديالى، القاضي عبود الكرخي، متأثراً بجراحه إثر انفجار عبوة ناسفة قرب منزله.
إلا أن هذا الاستهداف الذي أتى بعد أيام من نقل اللواء جاسم السعدي من قيادة شرطة ديالى إلى البصرة يثير شكوكاً حول وجود ملفات قد تدين أشخاصاً بملفات الفساد.
وقال رئيس المجلس المحلي لناحية كنعان حاتم الطائي: إن "نائب رئيس محكمة استئناف ديالى القاضي عبود الكرخي توفي متأثراً بالجروح التي أصيب بها بتفجير العبوة الناسفة قرب منزله بناحية كنعان شرق بعقوبة.
يذكر أن نائب رئيس محكمة استئناف ديالى السابق وهو شقيق النائب الذي توفي الأحد، قد اغتيل العام الماضي أيضاً من قبل مسلحين أمام بوابة منزله في ناحية كنعان.
تغطية على ملفات الفساد الإداري
يذكر أن الأهمية التي تتمتع بها ديالى من الناحية التجارية تكمن في وجود منفذين تجاريين الأول بين العراق وإيران، والآخر منفذ_الصفرة "الذي شيد بين إقليم كردستان ومناطق شمال بغداد لجباية الرسومات الجمركية المفروضة من قبل بغداد، بعد رفض إقليم كردستان زيادة نسبة الضرائب على البضائع المستوردة"، فعدم استقرار الوضع الأمني أتاح للمافيات فرصة ابتزاز التجار والتهريب إلى داخل المدن العراقية.
وفي هذ السياق، قالت النائبة في مجلس محافظة ديالى نجاة الطائي: إن استهداف القاضي عبود الكرخي يأتي ضمن مسلسل استهداف الكفاءات ومسؤولي المحافظة والذي يستهدف إثارة الفتنة والفوضى والتغطية على ملفات الفساد الإداري والمالي، ولطالما حذرنا من هذه الخروقات لكن لم يتم الأخذ بأي من هذه التحذيرات."
وأضافت الطائي: إن الأيام القادمة، لاسيما مع قرب إجراء الانتخابات ستشهد مزيداً من الاغتيالات، وخاصة الشخصيات التي لها التأثير في مجتمع محافظة ديالى.
كما أوضحت أن المجموعات المسلحة والميليشيات تنتشر في ديالى لتنفيذ أجنداتها الإجرامية، وأنها قد استهدفت 6 مرات من قبل مجهولين.
من جانبه، قال النائب في مجلس محافظة ديالى محمد السعدي: إن عملية اغتيال القاضي عبود الكرخي تم تنفيذها لزعزعة استقرار المحافظة، موضحاً أن قلة عدد الحمايات لمثل هذه الشخصيات ساعدت باستهداف نائب رئيس محكمة الاستئناف.
وطالب السعدي القوات الأمنية في المحافظة بلعب دورها في حماية المواطنين ومسؤولي المحافظة.
فيما امتنع عدد من مسؤولي المحافظة من إدلاء رأيهم بخصوص القضية، كونها تحمل جوانب سياسية بحتة قبيل الانتخابات.
ميليشيات تحكم ديالى
وتأتي سيطرة الميليشيات وانتشار المافيات التابعة للأحزاب السياسية الحاكمة التي تجبر التجار وأصحاب رؤوس الأموال على دفع الخوات بحجج مختلفة وبطرق مختلفة، كنصب مراكز على الطرق الخارجية، وابتزاز أصحاب سيارات الشحن المحملة بالبضائع، بحسب ما أوضح المحلل السياسي محمد الهاشمي .
كما حذر من خطورة أكبر وأعنف، تتمثل في أن تلك المافيات لا تكتفي بترويه المواطنين وسرقتهم، بل تغتال كل من يهدد مصالحها.
وأكد الهاشمي أن على الحكومة المركزية أن تلتفت جلياً إلى الوضع الأمني في ديالى قبل فوات الأوان، إذ ديالى أصبحت تحكم من قبل الميليشيات.