انتشال 40 جثة من تحت أنقاض الموصل والمئات ما زالت مطمورة

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - أفاد المرصد العراقي لحقوق الإنسان بانتشال 40 جثة من تحت الأنقاض في الموصل، موضحا أنه رغم انتشال العشرات منها حتى الآن، لكن المئات ما زالت مطمورة تحت المنازل المهدمة وفي الطرقات.


وقال المرصد إن "الجثث الـ 40 كانت تحت الأنقاض في منطقتي القليعات والطوالب، وتوجد هناك جثث لم تنتشل في أحياء أخرى من مناطق الساحل الأيمن"، موضحا أن جثث القتلى، الذين سقطوا خلال العمليات العسكرية في الساحل الأيمن من مدينة الموصل، ما زالت منتشرة رغم انتهاء المعارك في المدينة منذ سبعة أشهر.


وأضاف المرصد أن الضرر الذي يمكن أن تلحقه تلك الجثث بالسكان كبير جدا، فهي ستكون مصدر تلوث للهواء وانتشار الأمراض وربما الأوبئة.


وقال حسن الغلامي وهو ناشط مدني شارك في حملة انتشال الجثث: "التقطت صور الجثث وملابس القتلى حتى يتم التعرف عليها من قبل ذوي أصحاب الجثث، وهناك جثث ليست لمدنيين بل لقتلى تنظيم داعش".


وكشف المرصد أن "من بين الـ40 جثة توجد 10 جثث لعناصر التنظيم، ورغم صعوبة التفريق بين المدنيين وعناصر التنظيم إلا أنه تم التعرف على بعض العناصر من خلال ملابسهم".


وتوقعت مصادر  طبية في مدينة الموصل أن "هناك بين 500 إلى 600 جثة في المنطقة القديمة ما زالت لم تنتشل"، مبينة أن "الجثث التي انتشلت ستدفن في مكان مخصص لها ومن ثم تبدأ عملية التعرف عليها، ورغم صعوبة ذلك بسبب فقدان الملامح، إلا أن الأهالي يمكنهم التعرف على ذويهم".


وأعرب المرصد عن أسفه لأن الإجراءات الحكومية في عملية انتشال الجثث ضعيفة، ولا ترتقي لحجم الكارثة التي يعاني منها سكان الموصل.


الأمراض ورائحة الموت تحيطان بسكان الموصل


الجثث تهدد سكان الموصل أمراض وأوبئة لا تقل خطورتها عن ممارسات تنظيم "داعش" أثناء سيطرته على المدينة، مع شح المساعدة الحكومية لسكانها.


وأكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان، نقلا عن 4 مواطنين التقاهم داخل مستشفى "ابن الأثير" في المدينة، أن السكان يعانون من النقص المستمر في الأدوية، وعدم القدرة على مراجعة العيادات الخاصة لعدم توفر المال الكافي لذلك.


وقال ممرض يعمل في المستشفى: "نحاول قدر الإمكان مساعدة الناس وتوفير العلاج لهم، لكننا في ذات الوقت نعاني من قلة الكوادر وعدم استلام البعض لرواتبهم، فضلا عن ذلك فإن المستشفى بحاجة إلى التطوير".


هذا وعدّد الدكتور، هاشم شلاوي الأخصائي بطب الأسرة، الأمراض التي يعاني منها عدد كبير من سكان الموصل ومنها: التهاب الكبد الوبائي، والتهاب الرئة والجهاز التنفسي، ونقص المناعة العام نتيجة فشل التطعيم، والتهاب الأوتار الصوتية بسبب شرب الماء غير الصالح للشرب.


وقالت الناشطة في مجال الإغاثة الإنسانية، نغم طلال إن "المستشفيات والمراكز الصحية في المدينة دُمرت ولم تعد قادرة على استيعاب المراجعين، كما أن المواقع البديلة التي فتحت خالية من المستلزمات والبيئة الصحية".


وبحسب المرصد بقي "سُكان مدينة الموصل أشهرا طويلة في حصار دون طعام أو شراب، مما اضطرهم إلى شرب ماء النهر غير الصالح للشرب، وطعامهم كان عبارة عن حنطة مسلوقة، إلى جانب الحرب التي خلفت الكثير من الأمراض النفسية والصحية لحوالي 4000 عائلة".


من جهة أخرى تطرق المرصد الحقوقي إلى مشكلة أخرى تعاني منها المدينة وهي انتشار جثث القتلى حتى الآن في الشوارع، موضحا أن الموصل القديمة كانت لها الحصة الأكبر في الدمار الذي لحق بالمدينة، ورغم مرور ستة أشهر على تحريرها، إلا أن جثث القتلى بقيت ولم تنتشل مما تسبب بأمراض كثيرة للسكان.


وتحدث سكان عن معاناتهم وسط تصاعد رائحة الموت من شوارع غطاها بالركام في الساحل الأيمن من الموصل ومن سيارات يأكلها الصدأ لا تزال مفخخة بالمتفجرات ومن بيوت هجرها أهلها خلال سنوات الحكم المتشدد الذي فرضه التنظيم على المدينة.


وتعود معظم الجثث الملقاة في الشوارع لمسلحي التنظيم ممن لقوا حتفهم وسط  المباني المتلاصقة في الحي القديم، الذي لم يعد إليه، سوى نحو 5000 فقط  من أصل 200 ألف نسمة كانوا يعيشون هناك قبل الحرب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

©2025 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology