الناصرة -“رأي اليوم”- من زهير أندراوس - افراسيانت - أكّد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا أنّ الإجراء الأمريكيّ بشأن القدس هو إجراء معادٍ للأمة العربية ومرفوض وأنّ الاحتلال الإسرائيلي يجب أنْ يزول، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ ما عبّر عنه الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب يتناقض مع مبادئ الدين المسيحي، وتابع: ما حدث هو موقف مرفوض ومستنكر من قبلنا كشعب فلسطيني، وإننا كمسيحيين فلسطينيين ومسيحيين مشرقيين فقد استفزنا بشكل خاص هذا المشهد أنْ يقف الرئيس الأمريكيّ بالقرب من شجرة الميلاد لكي يقول ما قاله ولكي يعبر عن هذا الموقف العدائي للشعب الفلسطيني، وأعتقد أنّه من خلال هذا الموقف ومواقف أخرى أعلنها سابقاً تجرّد من إنسانيته ومسيحيته التي يدّعي الانتماء إليها.
واضاف المطران قائلاً إنّ ما عبّر هذا الشخص عنه وقاله يتناقض مع الرسالة المسيحية ورسالة عيد ميلاد السيد المسيح الذي أتى إلى هذا العالم ليكون نصيرًا لكل مظلوم، لافتًا إلى أنّ القدس عاصمة الشعب الفلسطيني الروحية والوطنية، ولا يحق لأي جهة سياسية في العالم أوْ غير سياسية شطب حقوق الشعب الفلسطيني. وأضاف حنا، خلال حوار أذاعته فضائية “ten”، أنّ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة إسرائيل استفز كل مسيحيي فلسطين، متابعًا: ترامب تخلّى عن مسيحيته بقراره.
وأضاف حنّا أنّ القدس أمانة في أعناق الشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين، ويجب عليهم جميعًا العمل معًا من أجل الحفاظ على مدينتهم وإفشال كافة المؤامرات الهادفة لابتلاعها وطمس معالمها وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها.
وأوضح خلال استقباله وفدًا من عرب الـ48 أنّ الشعب الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه يرفض القرار الأمريكي الأخير الذي نزع القناع وأظهر الوجه الحقيقي للإدارات الأمريكية المتعاقبة التي كانت دومًا معادية للفلسطينيين ولقضيته العادلة.
وأكد المطران أنّ إعلان ترامب الأخير مرفوض جملةً وتفصيلاً ولا يحق لأيّ رئيس أمريكي أوْ أيّ جهة سياسية أخرى في العالم أنْ تشطب وجود الشعب الفلسطيني وأنْ تتجاهل حقوقه وتزور تاريخ مدينته، القدس عاصمته الروحية والوطنية. وتابع: هكذا كانت وهكذا ستبقى ولن تؤثر علينا أية قرارات أوْ إجراءات أمريكية معادية. وأضاف أنّ إعلان ترامب الأخير لن يزيدنا إلّا ثباتًا وصمودًا وتشبثًا وانتماء لمدينتنا المقدسة. وتساءل حنا بأي حق يريد الرئيس الأمريكي أنْ يجعل الفلسطينيين غرباء في مدينتهم، ومن الذي خوله وكلفه بأنْ يقوم بهذه المهمة التي ليست من صلاحياته؟. منوها أنّ المسلمين يعتبرونها مدينة مقدسة وهي حاضنة المسجد الأقصى، أما المسيحيون فهم يعتبرونها عاصمتهم الروحية، وعلى كافة المسيحيين في عالمنا تقع مسؤولية الدفاع عن مدينة القدس المستهدفة في تاريخها وتراثها وهويتها.
وأضاف: أقول لكافة المسيحيين في بلادنا وفي مشرقنا وفي عالمنا بأنكم عندما تدافعون عن القدس انتم تدافعون عن إيمانكم وعن تاريخكم وتراثكم، إنكم تدافعون عن مدينة السلام التي غُيب سلامها بفعل الاحتلال وقمعه وظلمه، مشدّدًا على أنّ دفاع المسيحيين في العالم عن القدس هو دفاع عن عاصمة فلسطين والعاصمة الروحية والوطنية لشعبنا الفلسطيني وانحيازكم للحقوق الفلسطينية المستهدفة والمستباحة في مدينة القدس إنمّا هو انحياز للحق والعدالة ونصرة المظلومين والمتألمين في عالمنا.
كما أكّد أنّه من واجب كافة مسلمي ومسيحيي وأحرار العالم الدفاع عن القدس بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو الثقافية، ومن واجبهم أيضًا أنْ يدافعوا عن شعبنا الفلسطيني المظلوم. ودعا للوقوف معًا وسويًا في الدفاع عن الأقصى وعن الأوقاف المسيحية وكذلك يجب أنْ نكون معًا وسويًا في رفضنا للإعلان الأمريكيّ الأخير المشؤوم.
وأكّد أنّ وحدة الفلسطينيين الوطنية الإسلامية المسيحية هي قوة لهم جميعًا دفاعًا عن كرامتهم وحقوقهم وقدسهم ومقدساتهم، أمّا من يسعون لإثارة الفتن في صفوفهم ويحرضون على الكراهية والتعصب إنمّا هم الوجه الآخر للاحتلال الذي لا يريد لهم أنْ يكونوا موحدين بل يريدهم منقسمين ضعفاء في الدفاع عن حقوقهم وعن قضيتهم العادلة وقدسهم المهددة والمستباحة.