افراسيانت - كشف مصدر أمني مطلع أحد طرق وصول المهاجرين غير الشرعيين لليبيا عن طريق شركات ومكاتب استجلاب العمالة الأجنبية.
وثار جدل قوي حول "العبودية" التي يتعرض لها المهاجرون المحتجزون في ليبيا، بعد تقرير لشبكة "سي إن إن".
وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إن "صنفاً من المهاجرين يصلون إلى ليبيا عبر طرق رسمية , وذلك عبر شركات ومكاتب لاستجلاب العمالة للبلاد، لكن وجهتهم الحقيقية إلى أوروبا عبر قوارب الهجرة غير الشرعية"، موضحاً أن الجهاز الأمني الذي يشغل المصدر فيه منصباً منذ أكثر من عشرين سنة رصد أكثر من 13 مكتباً في العاصمة طرابلس تعمل في استجلاب المهاجرين برسم العمالة لليبيا قبل أن تبعيهم لشبكات الهجرة غبر القانونية.
وأضاف "تستغل هذه الشركات وضعها القانوني مع الدولة وتقوم بالاتفاق مع المهاجرين في بلدانهم للوصول إلى ليبيا عبر الطيران عبر إجراءات رسمية لكنهم فور وصولهم يتجه أكثرهم إلى مراكز ومواقع لمهربي البشر في صبراتة والزاوية غرب طرابلس وزليتن والقربولي شرقها".
وتابع "في الشكل القانوني هناك ملحق عمالي في كل سفارة ليبية لكن هذه الشركات لا تمر على السفارات وإن مرت فهناك من ينسق لها لكنه في الأصل مرتبطة بقادة التهريب في كل تلك الدول التي اتفقت مسبقاً مع هذه العمالة" لافتاً إلى أن هذه الشركات استجلبت مهاجرين برسم العمالة من دول الصومال والنيجر وبنغلادش وربما دول أخرى.
وقال "كشف تلاعب هذه الشركات بسيط جداً، فهي لا تمتلك تعاقداً مع شركات محلية أو جهات عامة لاستجلاب العمالة كما ينص على ذلك قانون هذا النشاط وبالتالي فهي مرتبطة بمهربي البشر"، مشيراً إلى أن بعضاً من المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا عبر شواطئ ليبيا يفضلون هذه الوسيلة.
وأكد المصدر أن التحقيقات مع الناجين من قوارب_الموت في عرض البحر أثبت وصول جنسيات إفريقية وعربية أيضاً إلى ليبيا بصفتها عمالة وافدة وبشكل قانوني عبر هذه الشركات، كما أكد أن من بين غرقى القوارب من وجد معه جواز سفر بداخله أختام الدخول عبر المنافذ الجوية.
وعن إمكانية ضبط أعداد هذه العمالة التي تحولت إلى مهاجرين قال "يمكننا القول إنها تمثل نسبة 20% من مجمل المهاجرين الذين وصلوا إلى ليبيا كما يمكننا القول إنها وسيلة جديدة نشطت منذ مطلع العام الماضي".