الصين تدشن مشروع قناة في نيكاراغوا.. لمنافسة بنما

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - تبدأ شركة صينية اليوم، العمل على شق قناة بقيمة 50 مليار دولار عبر نيكاراغوا، لمنافسة قناة بنما، في مشروع يصفه منتقدوه بـ"الحلم"، فيما يشير محتجون "أضراره الجسيمة على البيئة".
وسيدشن رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا وقطب الاتصالات الصيني وانغ جينغ المشروع في مراسم تجري مساء اليوم بتوقيت البلاد، في العاصمة ماناغوا، غير أن البناء الفعلي للقناة سيبدأ على بعد نحو 130 كيلومتر، من خلال فتح أول الطرق عند ثغر نهر بريتو على ساحل المحيط الهادئ، في الدولة الواقعة في أميركا الوسطى.
وقالت شركة "هونغ كونغ - نيكاراغوا للتطوير والاستثمار"، التي يملكها وانغ، إن 300 عامل سيبدأون ببناء الطرق، إضافة إلى ميناء، وهم أول دفعة من 50 ألف شخص سيشاركون في بناء القناة الهائلة البالغ طولها 280 كيلومتر، والتي تربط المحيط الهادئ بالبحر الكاريبي.
وتقدر الشركة بأن المشروع سيستغرق خمس سنوات، وهي نصف المدة التي أنهت فيها الولايات المتحدة قبل مئة عام بناء قناة بنما، التي تعتبر واحدة من اعظم الانجازات الهندسية في القرن العشرين، والتي تمتد على مسافة 80 كيلومتر.
وكانت نيكاراغوا سعت إلى بناء القناة الأولى عبر أميركا الوسطى على أراضيها بدلا من بنما، لتعود اليوم إلى الظهور كمنافس معاصر.
وفيما تجني بنما عائدات من القناة تبلغ مليار دولار سنوياً، أي ستة في المئة من اقتصاد البلاد، يأمل رئيس نيكاراغوا الذي حكم البلاد 18 عاماً خلال السنوات الـ35 الماضية، في أن يجعل المشروع بلاده أغنى بلد في أميركا الوسطى.
وقال المتحدث باسم مفوضية القناة في نيكاراغوا وشركة "هونغ كونغ نيكاراغوا للتطوير والاستثمار"، تيليماكو تالافيرا، أنه "في 22 كانون الأول (اليوم) يبدأ الحلم الذي طالما راود البلاد على مدى العديد من الأجيال يصبح حقيقة".
وتعبر القناة بحيرة نيكاراغوا، أكبر خزان للمياه العذبة في أميركا الوسطى، وبعد ذلك تمر عبر الغابات الاستوائية و40 قرية على الأقل، قبل أن تنتهي عند ثغر نهر بونتا غوردا في جنوب البحر الكاريبي، حيث سيتم بناء ميناء آخر، على أن يتم تصميم الميناءين والقناة بحيث تستوعب السفن الحديثة الكبيرة التي تفضلها شركات الشحن العالمية، والتي تستطيع حمل ما يصل إلى 25 ألف حاوية، وهو ما يزيد كثيراً عن القدرات الحالية لقناة بنما، والتي لا تستطيع استيعاب سوى السفن التي تحمل خمسة آلاف حاوية.
وفي هذا الإطار، يذكر أيضاً، أنه حتى بعد إكمال مشروع يجري حاليا بكلفة 5,25 مليار دولار لتحديث قناة بنما، والذي من المقرر أن ينتهي العمل به مطلع العام 2016 بعد سلسلة من التأخيرات والخلافات حول تجاوزات الكلفة، فان قناة بنما لن تتمكن سوى من استيعاب السفن التي تحمل ما يصل إلى 12 ألف حاوية.
وسيشمل مشروع القناة الجديدة المثير للجدل أيضاً بناء مطار دولي وإقامة منطقة تجارة حرة بمرافق سكنية وسياحية، علماً أن نيكاراغوا أبقت على الدراسات الفنية والبيئية والمالية للقناة سراً.
ويحذر خبراء البيئة من أن القناة يمكن أن تقضي على البيئات الطبيعية الحساسة وتعكر مياه بحيرة نيكاراغوا، إذ يتعين حفر ثلاثة مليارات متر مكعب من التربة، لشق القناة التي سيبلغ عرضها ما بين 230 و520 متراً، وعمقها 30 متراً، بما يسمح بمرور السفن البالغ وزنها 400 ألف طن، وهو ما يدفع البيئيين إلى التحذير من الخطر الذي يتركه ذلك على الحياة البرية، بما في ذلك السلاحف البحرية، فيما يؤكد علماء أن المنطقة معرضة للزلازل.
إلى ذلك، من المتوقع أن يتسبب المشروع في نزوح 30 ألفاً من المزارعين وسكان البلاد الأصليين من مجموعتي "راما" و"ناهوا" العرقيتين، الذين يعيشون في المناطق المحاذية للقناة.
وتظاهر الآلاف من السكان الأصليين ضد مشروع القناة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، رافضين "العشر دجاجات وديك" التي قال زعيم تلك المنطقة، اكتافيو اورتيغا، إن الحكومة وعدت بها السكان مقابل وقف احتجاجاتهم.
والأسبوع الماضي، احتج مئات المزارعين على وجود جنود أرسلوا إلى جنوب نيكاراغوا لمرافقة العمال الصينيين، في وقت أثارت شروط العقد التي تمنح شركة "هونغ كونغ - نيكاراغوا للتطوير والاستثمار" حق تشغيل القناة مدة مئة عام، انتقادات من أوساط السياسة والأعمال في البلاد.
وأقر البرلمان في نيكاراغوا قانوناً العام الماضي، يمنح وانغ سلطات التعيين ومصادرة الأراضي، ويعفي شركته من الضرائب المحلية والأنظمة التجارية.
ويرأس وانغ (42 عاماً) أكثر من 20 شركة، من بينها مجموعة "شينوي" للاتصالات، التي تسيطر على مجموعة "داتانغ تليكوم" للتكنولوجيا والصناعة الصينية الحكومية، وهو  دخل نيكاراغوا في العام 2012 بعقد لبناء شبكة هواتف محمولة  قدرت قيمته بنحو ملياري دولار.
وفي ذلك العام أيضاً، أنشأ وانغ شركة "هونغ كونغ - نيكاراغوا للتطوير والاستثمار" في تشرين الثاني، والتي فازت برخصة بناء القناة في حزيران 2013 دون أي منافسة.

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology