افراسيانت - واصل سعر صرف اليوان تراجعه الحاد أمام الدولار لليوم الثاني على التوالي، لتسجل العملة الصينية أكبر هبوط لها في عشرين عاماً، وقد حذرت أميركا بكين من مغبة عدم ترك السوق يحدد سعر لليوان، وأدى استمرار تراجع الأخير إلى موجة هبوط في الأسواق العالمية.
وعمد البنك المركزي الصيني لخفض سعر صرف اليوان اليوم بأكثر من 1.5%، للمرة الثانية على التوالي في يومين فقط، وارتفع الدولار بمقدار عُشر اليوان. وجاء هذا التحرك بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة، سواء تعلق الأمر بحجم الصادرات أو الناتج الصناعي أو النمو الاقتصادي.
وتراجع السعر الفوري لليوان في الصين إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ أغسطس/آب 2011 عند 6.45 يوانات، وانخفض سعر اليوان أكثر في المعاملات الدولية إلى 6.59 يوانات مقابل الدولار. وفقد اليوان منذ أمس 3.5% من قيمته في الصين و4.8% في الأسواق العالمية.
وسعى المركزي الصيني إلى طمأنة الأسواق المالية اليوم قائلا إنه ليس على أعتاب تخفيض متكرر لليوان، وأضاف بيان لبنك الشعب الصيني أنه "بالنظر إلى الوضع الاقتصادي في الداخل لا يوجد أساس في الوقت الحالي لتوجه نحو تخفيض مستدام لليوان".
عملات آسيوية
وأدى الهبوط القياسي لسعر اليوان إلى تراجع عملات آسيوية أخرى اليوم، إذ هبطت الروبية الإندونيسية والرنغيت الماليزي لأدنى مستوى لهما في 17 عاما، كما تراجع الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي لأدنى مستوى لهما في ستة أعوام.
كما استمرت موجة الهبوط في سوق الأسهم الأوروبية جراء المخاوف من تداعيات خفض قيمة اليوان على أسواق الأسهم والمصدرين الأوروبيين، وانخفض مؤشر "يوروفرست 300" لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 1.9%، كما تراجع مؤشر "كاك 40" الفرنسي عند بداية التداول 0.9% ومؤشر داكس الألماني 1.3% ومؤشر فايننشال تايمز البريطاني 0.3%.
وتباينت ردود الفعل الدولية إزاء القرار الصيني، إذ حذرت الإدارة الأميركية بكين من النكوص عن تعهداتها الخاصة بأن تمضي الصين قدماً في تحرير سعر صرف اليوان بحيث تحدده عوامل السوق.
نواب أميركيون
كما أدان نواب أميركيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي قرار تخفيض قيمة اليوان أمس، واصفين إياه بأنه انتزاع لميزة تصديرية غير عادلة، وقد يعد الساحة لمباحثات حادة عندما يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ واشنطن الشهر القادم.
في المقابل، قال وزير المالية الكوري تشوي كيونج هوان إن التأثير سيكون إيجابيا على صادرات بلاده على الصين، إذ إن معظمها من السلع الوسيطة التي لا تدخل في منافسة مباشرة مع المنتجات الصينية.
ورحب صندوق النقد الدولي بما وصفه بتحرك الصين نحو تعزيز استجابة اليوان لقوى السوق، ودعا الصندوق بكين للتوصل إلى سعر صرف عائم ومؤثر في عامين أو ثلاثة أعوام.
المصدر : وكالات