افراسيانت - بكل بساطة، اتصل مواطن ليبي بوسائل الإعلام ليقول: "أنا أغلقت الخط النفطي الذي يمر من خلال أرضي، الأرض 6 هكتارات وأصبحت مكبا للقمامة" متجاهلاً ربما أن هذا الحقل يصدر يومياً ما تقدر قيمته بنحو 17.5 مليون دولار، وبإنتاج يصل في متوسطه إلى 340 ألف برميل يومياً.
هذه الحادثة الغريبة، التي تثير الشكوك حول طبيعة الأسباب التي تقف وراء تعطل الإنتاج النفطي الليبي وعبر عوامل شديدة التعقيد، دفعت مؤسسة النفط الليبية، من التحذير من خسائر تقدر بنحو 130 مليار دولار، خلال فترة لا تتجاوز 4 سنوات، أي منذ عام 2014 بحسب بيانات للمؤسسة اطلعت عليها "العربية.نت".
امس، قال حسن محمد الهادي المواطن الليبي الذي يملك أرضا في منطقة الزنتان بغرب ليبيا، إنه أغلق صماما بخط أنابيب حقل الشرارة النفطي احتجاجا على التلوث الذي يقول إنه يلحقه بقطعة أرض يملكها.
وبحسب تقديرات سابقة تقدر احتياطيات حقل الشرارة الذي أغلق المواطن الأنبوب الممتد منه بنحو 3 مليارات برميل، وبإنتاج يومي بنحو 340 ألف برميل، بحسب بيانات سابقة.
وقال المواطن الليبي: "أغلقنا الخط لنفس السبب السنة الماضية. وعدد من الوسطاء تدخلوا لإقناعي بإعادة الفتح خلال 20 يوما لتنظيف الأرض، ولكن للأسف نفس الشيء عاد من جديد" بحسب رويترز.
وكانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا حذرت على مدى سنوات من أن الإغلاق المتكرر للحقول والموانئ النفطية في ليبيا يكبّد البلاد خسائر مالية جسيمة.
وكانت تقديرات سابقة للمؤسسة، حددت حجم الخسائر من إغلاق نفس الحقل، للفترة بين منتصف أغسطس إلى شهر سبتمبر الماضيين، بحوالي 308 مليون دولار.
وفي شهر أكتوبر الماضي، كان حقل الشرارة ينتج حوالي 280 ألف برميل يوميا، بعد إنهاء حالة القوة القاهرة في الحقل النفطي بسبب سيطرة مليشيات مسلحة عليه.
وتعتمد مصفاة الزاوية الليبية 45 كلم غرب العاصمة طرابلس على حقل الشرارة، والذي يعد من أكثر الحقول التي تعرضت لهجمات وحالات غلق، بسبب مليشيات تعتبر نفسها حارسة للمنشآت النفطية، وتوقف الإنتاج للمطالبة ببدلات مالية أو لدوافع سياسية. وكانت ليبيا تنتج نحو 1.6 مليون برميل يومياً، قبل سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.