بغداد - افراسيانت - أصدرت وزارة النفط العراقية توجيهات للعمل على إعادة تأهيل أنبوب رئيسي لتصدير النفط من حقول محافظة كركوك الغنية بالنفط، شمال البلاد، الى ميناء جيهان التركي.
وتصل طاقة التصدير لهذا الخط الذي بني في ثمانينات القرن الماضي بموجب اتفاق بين العراق وتركيا الى 400 الف برميل يوميا. لكنه لم يعمل اطلاقا بكامل طاقته التصديرية التي انخفضت تدريجيا بسبب عمليات التفجير التي تعرض لها خلال الاعوام التي اعقبت اجتياح العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.
وجاء في بيان صادر عن وزارة النفط العراقية ان "وزير النفط جبار علي اللعيبي أوعز الى شركات (...) بوضع خطة عاجلة للمباشرة بتنفيذ مشروع عملية اصلاح وتأهيل شاملة وعاجلة لشبكة الانابيب الناقلة للنفط الخام من حقول كركوك الى ميناء جيهان التركي".
والشركات الثلاث التي ستتولى تنفيذ العمل، نفط الشمال والمشاريع النفطية وخطوط الانابيب، تابعة لوزارة النفط، وفقا لمصدر رسمي.
وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد ان الخطة وضعت بعد تمكن القوات الامنية العراقية من استعادة مناطق واسعة من تنظيم الدولة الاسلامية، الذي كان تمكن من السيطرة على ثلث مساحة البلاد بعد هجمات شرسة عام 2014.
وكان العراق يصدر بين 250 الى 400 الف برميل يوميا الى تركيا عبر هذا الانبوب قبل سيطرة الجهاديين على مناطق مروره في شمال البلاد.
ويمتد هذا الانبوب على مسافة 970 كيلومترا، من حقول نفط في محافظة كركوك المتنازع عليها، باتجاه بيجي جنوبا ثم الى محافظة نينوى شمالا حيث السيطرة للقوات العراقية الحكومية، ثم الى ميناء جيهان التركي عبر منفذ فيشخابور في شمال العراق الواقع في اقليم كردستان.
وكان اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي قام ببناء خط مواز ناقل للنفط انطلاقا من شمال محافظة كركوك باتجاه ميناء جيهان عبر منفذ فيشخابور بطاقة تصل الى 600 الف برميل يوميا في تشرين الثاني/نوفمبر 2013. واستخدم هذا الخط لدى خروجه من اراضي كردستان الى تركيا نفس الخط الذي يجري حاليا العمل على تأهيله.
وتبلغ صادرات النفط التي تخضع لسيطرة اقليم كردستان 550 الف برميل يوميا، يتم استخراج نصفها من حقول محافظة كركوك المتنازع عليها بين اربيل وبغداد.
وسيطر الاكراد منذ عام 2008 على حقل خورمالا وعلى حقلي هافانا وباي حسن بعد هجمات الجهاديين عام 2014.
فيما تسيطر الحكومة المركزية على حقول خباز و جمبور و بابا، لكنها لا تستطيع تصدير ما ينتج لعدم وجود خط نفط صالح للتصدير.
وترى ربى حصري الخبيرة في الشؤون النفطية لفرانس برس ان قرار اعادة تأهيل خط نقل النفط من كركوك الى ميناء جيهان واعادة ربطع بتركيا، يدل على "عزم" الحكومة العراقية على "عكس الامر الواقع الذي اقامه الاكراد في السنوات الاخيرة".
واضافت ان بغداد "تعتبر هذا الامر موضوعا يتعلق بالسيادة".
واكد المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد لفرانس برس ان الانبوب الذي سيتم اعادة تأهيله هو "الخط الرئيسي لتصدير النفط ومن مصلحة العراق اعداة تأهيل شبكة الخطوط الرئيسية".