افراسيانت - في إيطاليا، تتعاظم الانتقادات الموجهة ضد العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا مع زيادة عدد المناطق التي تطالب برفعها، نظرا إلى أضرار كبيرة لا تعوض يعاني منها اقتصاد البلاد.
وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن نحو 10 آلاف مزارع احتشدوا الخميس في وسط مدينة فيرونا للاحتجاج على العقوبات ضد روسيا والحظر الروسي المضاد على استيراد المنتجات الغذائية. ورفع المزارعون لافتات كتب عليها "يا بوتين، لنتصالح" و"حرب باردة تقتل مصنوع في إيطاليا"، حسبما نقلت صحيفة "لا ريبوبليكا".
كما أوردت الصحيفة مقتطفات من بيان رابطة المزارعين الإيطاليين "كولديريتي"، وجاء فيه: "العقوبات ضد روسيا خيار انتحاري لا يمكن الاتحاد الأوروبي وإيطاليا تحمله بعد "بريكسيت" (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي).
ويطرح موضوع عواقب تمديد العقوبات على نطاق واسع في البلاد. وفيما كانت الأصوات الداعية علنا إلى رفعها تعلو في مناطق شمالية من إيطاليا، طالت في الآونة الاخيرة مناطق بجنوب البلاد.
وأشارت صحيفة "كوريري سالينتينو" إلى أضرار كبيرة باقتصاد منطقة بوليا جنوب شرق إيطاليا، حيث انخفضت إيرادات التصدير في العام 2015 بنسبة تصل إلى 30.3 بالمئة مقارنة بالعام 2014.
وقدرت صحيفة "كوريري ديل فينيتو" حجم الخسار التي تكبدها اقتصاد البلاد، بـ600 مليون يورو.
ونقل موقع affaritaliani.it قول ماوولو غريمولدي، النائب من حزب "رابطة الشمال": "إن العقوبات الاقتصادية المنافية للعقل التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا وقرار موسكو بفرض الحظر المضاد على استيراد الغذاء كلفت شركاتنا أكثر من 3.5 مليار يورو"، مضيفا أن هذه الأرقام تمثل الخسائر التي عانت منها قسم الزراعة وحده".
ووفقا لمعطيات صحيفة "لا ستامبا"، فقد عانى قسم صناعة السيارات أكبر الخسائر، والذي خسر نحو 650 مليون يورو في العام الماضي. ووضعت الصحيفة قسم الزراعة في المكانة الثانية على لائحتها لمجالات الاقتصاد الإيطالي الأكثر تضررا جراء العقوبات، بينما احتل قسم تجارة الألبسة المرتبة الثالثة.
ولفت رئيس رابطة المزارعين الإيطاليين، في المقالة نفسها، إلى أن محاولات إيجاد أسواق بديلة وتحويل واردات المنتجات، على سبيل المثال، إلى بلدان الشرق الأوسط لا تعالج الحالة.