افراسيانت - إيهاب نافع - أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره المصرى، الاتفاق مع القاهرة على استئناف عمل الخطوط الجوية الروسية لمصر، شرط ضمان أمن المواطنين الروس.
زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لموسكو تعد الزيارة الأرفع لمسؤول مصري إلى موسكو منذ وقوع حادث الطائرة الروسية المنكوبة فوق سيناء 31 أكتوبر الماضى ، وذلك بعد تأكيدات الرئيسان بوتن والسيسي ، خلال مكالمة هاتفية الاثنين 7 مارس/آذار، على أهمية تهيئة الظروف الضرورية لاستئناف تحليق الطائرات الروسية إلى مصر والسفرات السياحية ، كما بحثا المسائل الملحة للعلاقات الروسية-المصرية الثنائية، إذ أعرب الطرفان عن الاهتمام المتبادل بتعزيز العلاقات في شتى المجالات، بما في ذلك في مجال الطاقة والتعاون العسكري التقني.
مباحثات بوتن والسيسي أعقبها اتصال هاتفي جمع وزيري خارجية البلدين وهي المحادثة التي جرى خلالها الاتفاق على الزيارة الحالية ، والتي أكد خلالها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أكد ، لدى استقباله نظيره المصري، أن روسيا ومصر مصممتان على دفع الشراكة الاستراتيجية بينهما إلى الأمام دون اي انقطاع ، وأن تكثيف الاتصالات الثنائية يعكس حالة العلاقات الروسية-المصرية التي تشهد نهوضا ، وأنه تباحثت مع الوزير شكرى حول الأوضاع فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة فيما يتعلق بخطر الإرهاب والتطرف الذى يتصاعد فى تلك المنطقة، مما يؤثر على المزيد من الدول" ، موضحا أن روسيا ومصر أكدتا موقفهما المبدئي حول حل جميع المشاكل فى هذه المنطقة على أساس القانون الدولى، من خلال حوار يشمل جميع القوى السياسية فى تلك البلدان للوصول إلى المصالحة الوطنية.
وبحسب تأكيدات كلا الطرفين فإن التعاون في مجال السياحة يعد من أهم المسائل المطروحة على جدول أعمال اللقاء لكن تبادلا التقييمات للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وبالدرجة الأولى في سوريا وليبيا محل الاهتمام في هذه المباحثات الهامة حيث ذكر بيان للخارجية المصرية عن الزيارة كونها تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول عدد من القضايا الإقليمية حيث سيلتقي شكري في موسكو، بالإضافة إلى نظيره الروسي، كلا من رئيس مجلس الدوما (النواب) سيرغي ناريشكين، ووزير الصناعة والتجارة دينيس مانتوروف الذي يترأس الجانب الروسي في اللجنة المصرية الروسية المشتركة للتعاون التجاري، بالإضافة إلى نائب رئيس الوزراء الروسي اركادي دفوركوفيتش.
ولن تبتعد مستجدات الموقف الروسي في سوريا والتي تؤيدها مصر بقوة عن المحادثات ، وإلى ذلك أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن العمليات الروسية في سوريا تهدف إلى القضاء على الإرهاب، مؤكدا دعم مصر لكل جهد دولي يرمي إلى مواجهة الإرهاب.. مشيرا ،في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، نشرت الاثنين 14 مارس/آذار، إلى دعم مصر للتحالف الدولي الذي يستهدف الإرهاب في العراق وسوريا، والجهود الروسية الإضافية هي من شأنها أن تزيد الضغوط على المنظمات الإرهابية وتؤدي إلى القضاء عليها كاملة، وأن هذا العمل يجب أن يستمر في استهداف الإرهاب، وأننا يجب أن نخرج من الأزمة السورية بالتفاوض القائم برعاية الأمم المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن خسائر مصر جراء رحيل السياح الروس والبريطانيين بعد كارثة تحطم الطائرة الروسية، قدرت بنحو 4 ملايين دولار يوميا، حيث تشكل عائدات قطاع السياحة 11.5% من إجمالي الدخل القومي للبلاد، بحسب وزارة السياحة المصرية ، التي أكدت أن روسيا تحتل المركز الأول في قائمة الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، حيث بلغ عدد المواطنين الروس الذين قصدوا مصر بهدف السياحة عام 2014 نحو 3.16 ملايين سائح، تليها بريطانيا، وتأتي ألمانيا في المرتبة الثالثة ، حيث يوجد في مصر أكثر من 15 منتجعا، ويعد منتجع شرم الشيخ الأكثر شعبية، ويعمل نحو 50% من القطاع السياحي في هذا المنتجع بفضل السائح الروسي حيث شكل السياح الروس في عام 2014 نحو 31% من إجمالي عدد السياح الذين زاروا مصر، وقاموا بتوفير عائدات لمصر تقدر بـ 1.9 مليار دولار، ما يعادل ريع إيرادات مصر من العملة الأجنبية خلال عام 2014 .
من جهته توقع الخبير في الشؤون الروسية، محمد فراج أبوالنور، عودة وزير الخارجية سامح شكري، بقرار رجوع السياحة الروسية إلى مصر، وذلك أثناء زيارته حاليًا إلى موسكو، قائلًا: "مصر خسرت الموسم الشتوي من السياحة.. ونتوقع عودتها في الموسم الصيفي ، وأن مصر اتخذت حاليًا كافة الإجراءات الأمنية المطلوبة لعودة السياحة الروسية، من ناحية اتخاذ مراجعة صارمة للإجراءات الأمنية ، وأن المصريين نلمس حسن نوايا من الجانب الروسي نحو عودة السياحة إلى مصر في أقرت وقت ممكن، لأن مصر في حاجة ماسة الآن لعودة السياحة الروسية"، موضحًا أن خسائر مصر من السياحة خلال الفترة الماضية، وتحديدًا في مدينة شرم الشيخ والغردقة، يُقارب الـ6 مليارات جنيه.
من جانبه يري الخبير في الشؤون السياحية السيد الدمرداش أن عودة السياحة الروسية لمصر ستعيد الروح الى منتجعات شرم الشيخ التي عانت ويلات خسائر ضخمة جراء غياب السياحة الروسية لموسم كامل فضلا عن تؤثر العائدات التي كانت تمثل ما يزيد على الـ 30% من عاوائد السياحة الشاطئية في منتجعات شرم الشيخ والغردقة ، وأن الحجوزات ستعود بكامل طاقتها بعد ثلاثة أشهر على الأقل وليس بمجرد صدور القرار.
استئناف الطيران الروسي والسياحة الروسية إلى مصر يبعث الأمل في استنهاض قطاع عانى شللا تاما على مدى الخمسة أشهر الماضية ، وهو القطاع الذي يعمل فيه آلاف المصريين ويمثل مصدرا رئيسيا لمصر من العملة الصعبة وسط أزمات اقتصادية متلاحقة تمثل عبئا على الدولة والمواطنين.