افراسيانت - إيهاب نافع - أعلن السفير المصري في أديس أبابا أن مصر تولت الإشراف على ملف القوة العسكرية في شمال إفريقيا في إطار الجهود الرامية لتشكيل قوة عسكرية إفريقية مشتركة للحفاظ على السلم والأمن.
وكانت مصادر عسكرية مطلعة قد كشفت عن إسناد ملف القوات الإفريقية المشتركة في شمال إفريقيا إلى مساعد وزير الدفاع المصري اللواء محسن الشاذلي. وذكرت هذه المصادر أن القاهرة ترحب بالمشاركة في أي قوة إقليمية لتعزيز التعاون في مواجهة الإرهاب الذي يتمدد في القارة السمراء.
وفي حين لم تتضح حتى اللحظة تفاصيل أخرى حول طبيعة القوة العسكرية وعدد أفرادها ومقرها وقيادتها، فإن قرار التشكيل يبقى كواجهة تنظيمية فقط؛ إذ إن الأمر يتطلب، وفقا للدستور المصري، موافقة مجلس النواب ومجلس الأمن القومي عليه.
قيادة مصر لقوات عسكرية في شمال أفريقيا يأتي بالتزامن مع انتخابها عضوا في «مجلس السلم والأمن» في الاتحاد الإفريقي عن إقليم شمال إفريقيا، لسنوات ثلاث (2016-2019)؛ كما يتزامن أيضا، وفقا لمصادر إعلامية، مع عمليات الإعداد، التي تجري على قدم وساق بقيادة أمريكية لتوجيه ضربة عسكرية إلى تنظيم "داعش" في ليبيا، حيث أعلنت الخارجية الأميركية أن التحالف، الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم سيعقد اجتماعا الثلاثاء المقبل في روما بمشاركة وزير الخارجية جون كيري. ومن المتوقع أن يركز هذا الاجتماع على وضع اللمسات الأخيرة لعملية عسكرية تستهدف "داعش" في ليبيا؛ علماً أن الدول المشاركة في الاجتماع ستكون أستراليا والبحرين وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمارك ومصر وفرنسا وألمانيا والعراق وإيطاليا والأردن والكويت ونيوزيلندا وهولندا والنروج وقطر والسعودية وأسبانيا والسويد وتركيا والإمارات.
هذه الترتيبات والتحضيرات جاءت متزامنة أيضاً مع زيارة القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفه حفتر برفقة قادة عسكريين ودبلوماسيين إلى القاهرة، لبحث مسألة توجيه ضربة عسكرية إلى "داعش"، ومساندة الجيش الليبي في حربه هناك؛ وذلك بعد أيام من زيارة سرية قام بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان إلى القاهرة، والتقى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس جهاز المخابرات المصرية.
يجب القول إن مصر أنفقت، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، أكثر من 10 مليارات دولار لتحديث ترسانتها العسكرية. وذلك بالتعاون مع دول منها: ألمانيا والصين وروسيا، التي وقعت معها عقدا لشراء طائرات "كا-52"، وفرنسا، التي حصلت القاهرة منها على حاملتي مروحيات من طراز "ميسترال"، وفرقاطة من طراز "فريم"، وطائرات رافال (وصلت دفعتها الثانية قبل أيام)؛ بالإضافة إلى غواصات ألمانية الصنع.. وكلها نوعيات تسليح تزيد من دعم موقف مصر كقوة عسكرية فاعلة في الشرق الأوسط.
قيادة مصر للقوة العسكرية الإفريقية تأتي في إطار توجه مصري ظهر سابقاً، عندما اقترحت القاهرة أمام القمة العربية في آذار/مارس الماضي تشكيل قوة عربية مشتركة، وقد تم التصديق على الاقتراح حينئذ على الرغم من أن التنفيذ لا يزال مجمداً، وأضاف إلى تجميد تحقيقه إعلان السعودية عن تحالف عسكري إسلامي.
وفي هذا الشأن، يرى رئيس المركز المصري للشؤون الخارجية اللواء أحمد عبد الحليم أن الإعلان عن تشكيل القوة العسكرية لشمال إفريقيا لا يعني أن مصر ستشارك في توجيه ضربات في ليبيا، موضحا أن حلف الناتو طلب من القاهرة الاشتراك في توجيه تلك الضربات، لكنها رفضت.
أما رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق في الجيش المصري اللواء نصر سالم، فأشار إلى أن مكافحة الإرهاب في إفريقيا وحل نزاعات القارة السمراء يتطلب وجود قوة عسكرية إقليمية. في حين قال الخبير العسكري اللواء محمد يوسف إن تولّي مصر قيادة هذه القوة أمر منطقي، نظرا لما تتمتع به من خبرة عسكرية وكفاءة قتالية.