افراسيانت - زكريا شاهين - لا تتحدث الاخبار كثيرا عن ما تحويه قاعدة انجرليك التركية ، اذ يتم تسليط الضوء فقط على استخدام القاعدة لاقلاع وهبوط الطائرات وصيانتها ، دون الاشارة الى ان الولايات المتحدة الامريكية تستخدم هذه القاعدة لتخزين ترسانة نووية .
واذ يبدو ان هذه الترسانة قد اصبحت قديمة ، لذلك فان الإدارة الوطنية للأمن النووي في وزارة الطاقة الأميركية تستعد لاستبدال ترسانة الأسلحة النووية الموجودة في قاعدة انجرليك التركية ب قنابل محدثة. وحسبما ذكرت وسائل إعلام تركية، فإن قاعدة انجرليك تحوي حوالي 60-70 قنبلة من هذا النوع. ويدور الحديث عن القنابل من طراز "B61 -12"، التي سوف تحل محل النسخة القديمة "B61".
وتمتاز القنبلة الجديدة بالذيل المعدل، الذي يزيد من القدرة على تتبع الهدف. بينما القنابل"B61" لا تتمتع بهذه الميزة.
وأول اختبار للقنابل المحدثة وصف بأنه ناجح. ومن المقرر أن يكون التطبيق العملي للقنابل الجديدة ممكناً في العام 2017.
وتوجد حالياً ترسانات نووية أميركية في أوروبا، في قواعد في بلجيكا وألمانيا وهولندا وإيطاليا وتركيا. ووفقاً للتقارير، هناك في هذه البلدان ما مجموعه نحو 300 قنبلة نووية من طراز"B61".
قنابل نووية “بي -61 ” الامريكية
وكالة الانباء التركية “خبر تورك” افادت يوم الاثنين 22 اكتوبر/تشرين الاول الماضي نقلا عن مصادر خاصة بها ان نحو 70 قنبلة ذرية امريكية من طراز “بي – 61” موجودة في تركيا بقاعدة “انجرليك” الجوية في محافظة اضنة جنوب البلاد.
وقالت المصادر ان القنابل، او الجزء الأكبر منها على الأقل، تعد ملكا للجيش الامريكي، وان واشنطن تحتفظ بالحق في استخدمها في حال الضرورة. وذكرت انه قبل عام 1995 كان هناك ما بين 10 و20 قنبلة من هذا الطراز في كل من قاعدتي “اكينجي” و”باليكسير”، ولكن تم نقل كلها الى قاعدة “انجرليك”.
واشارت الوكالة الى ان وجود السلاح النووي الامريكي في تركيا يعود في سببه الى مصالح واشنطن، اذ ان ذلك يتيح للعسكريين الامريكان امكانية نقل القنابل الى المكان المطلوب في حال اندلاع نزاع خطير في المنطقة.
ولكن المسألة المتعلقة بوسائل ايصال هذه القنابل لا تزال عالقة لان الجانب التركي يرفض السماح بنشر طائرات قادرة على حمل قنابل نووية في القاعدة المذكورة، على الرغم من الطلبات الواردة من الجانب الامريكي.
ويرى الخبراء ان لدى تركيا نفسها امكانيات لحمل مثل هذه القنابل، باستخدام طائرات “اف – 16” على سبيل المثال، بيد انها ليست مخصصة رسميا لنقل الذخيرة من هذا القبيل، ولا لتنفيذ مثل هذه المهمات بشكل عام. وان نقل قنبلة ذرية على متن مقاتلة تركية مرتبط بالحصول على التراخيص لاجراء “عمليات خاصة”، وهذا الامر متعلق بعدد من الصعوبات الاجرائية والمشاكل السياسية.
والجدير بالذكر ان قنابل “بي – 61” هي السلاح الرئيسي للقوات الاستراتيجية الامريكية. ويبلغ طول القنبلة من هذا الطراز 3.58 متر ووزنها نحو 320 كيلوغراما.
عام 2004 اثيرت بلبلة حول احتواء القاعدة على 150 رأسا نوويا على الرغم من انتهاء الحرب الباردة، الأمر الذي أثار الشارع التركي، حيث كانت القوات الأمريكية قد أدخلت الرؤوس النووية إلى تركيا في إطار الحرب الباردة، ثم كانت قد سحبت كل الرؤوس النووية من دول المنطقة بعد انتهاء الحرب الباردة.
صحيفة وطن التركية كشفت معلومات تؤكد سماح السلطات التركية تخزين قنابل نووية امريكية في قاعدة انجرليك في تركيا رغم النفي الرسمي لذلك مبرزة بهذا الصدد حصول شركة صناعة الالكترونيات العسكرية على مناقصة تحديث نظام الامن وتخزين القنابل النووية في القاعدة حيث تمتلك الولايات المتحدة الامريكية ما بين60 و70 من القنابل النووية التكتيكية نوع ب61 فيها.
وأوضحت الصحيفة التركية ان توقيع العقد بين وزارة الدفاع التركية وشركة صناعة الالكترونيات العسكرية لاصلاح وتجديد نظام الامن وتخزين الاسلحة عزز المعلومات حول امتلاك الولايات المتحدة الامريكية قنابل نووية في تركيا رغم كلام المصادر الرسمية عن عدم وجود قنابل نووية في قاعدة انجرليك حتى الان.
وكان النائب التركي عن حزب الشعب الجمهوري ايتوغ اتيجي اكد في تصريح سابق له ان لجنة القوات الاستراتيجية الفرعية لمجلس النواب الامريكي تبحث موضوع تحديث القنابل النووية في قاعدة انجرليك لافتا إلى ان هذه المعلومة تثبت وجود قنابل نووية تكتيكية نوع ب61 في قاعدة انجرليك.
وانتقد النائب التركي في مؤتمر صحفي عقده في مجلس الامة التركي قيام وزارة الدفاع التركية بتعريض الشعب التركي للخطر جراء تخزين هذه القنابل النووية الامريكية في سبيل تحقيق مصالح الدول الاخرى وقال ان القنابل النووية التي تخفيها وزارة الدفاع عن الشعب التركي باصرار تهدد الشعب التركي في سبيل تحقيق مصالح الدول الاخري منبها إلى الخطر النووي الذي تواجهه تركيا بهذا الصدد.
وطالب النائب التركي وزارة الدفاع بتقديم توضيح حول الموضوع او الاستقالة اذا ما ادعت عدم علمها لان ذلك يعبر عن عجزها .
والسؤال الاهم : لماذا تقوم الولايات المتحدة الامريكية بتخزين قنابل نووية في تركيا ، وهل تنوي استخدامها في الشرق الاوسط اذا لزم الامر . ام ان المسالة تتعلق بمواجهة روسيا ومحاولة حصارها من اكثرمن مكان مجاور ؟
لقد كانت الولايات المتحدة الامريكية ومعها اسرائيل تتذرعان بالبرنامج النووي الايراني ، اما وقد تم الاتفاق مع ايران وبوجود دول غربية اخرى ، فما الحاجة لتلك الترسانة النووية في تركيا ، والتي تستعد لتحديثها.؟
انه الدليل على ان السياسة الامريكية لن تتغير ، فسياسة الهيمنة وسرقة ثروات الشعوب ، عاملان لا يمكن اخراجهما من السياسة الامريكية ، وفي نفس الوقت ، فان العالم قد تغير ولم تعد امريكا هي اللاعب الوحيد في المنطقة لكنها لم تستوعب الدرس بعد .