افراسيانت - محمد الأحمد - يتصدر الحديث عن السلام المشهد اليمني مع اقتراب موعد المباحثات التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة الشرعية والمسلحين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح.
لكن لا توجد حتى الآن معلومات واضحة عن أسباب هذا التفاؤل الذي يترافق مع استمرار حشد المزيد من القوات إلى محافظة تعز.
الجناح المعارض للحل السياسي قبل هزيمة الحوثيين والرئيس السابق والذي يتزعمه الرئيس عبد ربه منصور هادي وجناح في الأسرة الحاكمة في السعودية أقل من تصريحاته تحت تأثير الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها من قبل الدول الراعية للمبادرة الخليجية، لكن رياض ياسين القائم بأعمال وزير الخارجية والذي غالبا ما يعبر عن موقف هذا التوجه خرج منذ يومين ليحذر من أي حل سياسي في هذه الفترة يعطي مكانة للحوثيين كميليشيات، واعتبر أن الخطورة القادمة في حال حدثت هي تدويل القضية اليمنية.
الدبلوماسيون الغربيون يقولون إن الرئيس هادي غير متحمس للحل السياسي لأن ذلك سيؤدي في النهاية إلى مغادرته الحكم، في حين أن نائبه خالد بحاح متحمس لهذا الحل لأنه سيفتح الطريق أمامه للوصول إلى سدة الحكم، وأن الرجل لا يخفى ذلك أمام جلسائه حيث يردد دائما أنه الرئيس القادم لليمن.
وفي مسعى لكسب ود الجميع يحرص بحاح على تجنب الحديث عن التمسك بوحدة اليمن حتى لا يغضب الانفصاليين الجنوبيين، كما عمد دائما إلى عدم وضع علم الدولة في مكتبه أو عند استقباله المسؤولين والدبلوماسيين، كما يتهم بتجنب مهاجمة الحوثيين والرئيس السابق، وهو أمر كان محل قدح مبطن من الطرف الآخر الذي اتهمه بمسك العصي من المنتصف.
ولأن الحال كذلك توالت خلال الأيام الماضية تصريحات نائب الرئيس رئيس الوزراء اليمني الداعمة للحل السلمي حيث. أكد من باريس تطلعات الجميع للوصول إلى سلام يوقف نزيف الدم والدمار الذي تتسبب به الحوثيون وقوات الرئيس السابق .
نائب الرئيس اليمني وخلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة. أعاد التأكيد على أن الحكومة وعلى الرغم من كل المكاسب العسكرية التي تحققت والعمليات التي تمت لتحرير عدد من المدن بمساندة دول التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية والامارات إلا أنها ما زالت تسعى لإيقاف الحرب والبدء في مرحلة سلام حقيقي ودائم.
بحاح طالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالسعي بقوة من أجل تنفيذ كل القرارات الأممية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216، وإلزام الحوثيين وصالح بقبولها وتنفيذها بصورة صحيحة بما يضمن حقن دماء اليمنيين وإيقاف الحرب والصراع الحالي".
نائب الرئيس اليمني لم يكتف بإعلان الرغبة في إيجاد حل سياسي على اعتبار أن ذلك القول من متطلبات المسؤلية لكنه زاد على ذلك وقال "إن الحكومة ترحب بأي مشاورات جادة وصادقة مع الطرف الانقلابي، انطلاقا من مسؤلياتها الوطنية تجاه جميع أبناء الشعب، وأنها تحيي القوات المسلحة والمقاومة الوطنية الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل التصدي لعدوان الانقلابين على الشرعية وكافة مؤسسات الدولة".
وفي ظل حديث على توافق المتحاربين على عقد جولة جديدة من المباحثات في الثالث عشر من الشهر القادم فإن بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة أعاد تأكيد حرص المنظمة الدولية على إيقاف الحرب في اليمن والعودة للمسار السياسي بصورة سليمة تضمن حقوق أبناء الشعب في المشاركة. وقال إن المنظمة لن تألوا جهدا في سبيل الوصول إلى حل دائم وخلق سلام بين كافة الأطراف، وإيجاد آلية مناسبة لتنفيذ كافة القرارات الدولية الخاصة باليمن.