افراسيانت - شهدت العلاقات بين واشنطن وموسكو مراحل عديدة من التوتر تخللتها محاولات لتخفيف الحدة السياسية بينهما.
فقد عرفت العلاقات الروسية – الأمريكية مراحل مختلفة من التوتر، فبعد انتهاء الحرب الأيديولوجية بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي، تشكلت مراحل جديدة من الشد والجذب بين القطبين الروسي والأمريكي، تلتها حرب القوقاز واستقلال كوسوفو وتجارب روسيا الناجحة للصواريخ العابرة للقارات.
وفي عام 2009 عقدت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون اجتماعا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مقدمة له هدية تمثل زر إعادة تشغيل العلاقات التي وصلت لأسوأ مراحلها زمن جورج بوش الابن، لكن ذلك الزر لم ينتج سوى جهد ضغطه من كلا الطرفين.
وفي عام 2010 وقع رئيسا البلدين معاهدة للتقليص من الأسلحة النووية بنسبة 30% لتشتعل في العام نفسه ما سميت بحرب الجواسيس إذ كشفت أجهزة الأمن الروسية عن شبكة من عملاء واشنطن وتم ترحيلهم، وردت واشنطن بالقبض على ما قالت إنهم جواسيس روس، وقد قوبل سعي واشنطن للاستئثار بالساحة الدولية، بسياسة روسية رادعة.
وصبت أحداث ليبيا الزيت على النار بينهما، إذ استغلت واشنطن ومن خلفها عواصم غريبة تحفظ روسيا على قرار مجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي فوق ليبيا ليتم تدمير البلد بحجة حماية المدنيين وهو ما عارضته روسيا واعتبرته التفافا على القرار.
وفي سوريا ظهرت حدة العداء بين الطرفين فروسيا تدعم الحكومة السورية وتصر واشنطن بألا مكان للأسد في مستقبل سوريا، وما الحرب الدائرة هناك وظهور الإرهاب المتنقل إلا دليل على تقاطعات المصالح الدولية واختلافها على ما بات يعرف بحروب الوكالة بين الدول، كما شكلت إيران أيضا بملفها النووي خط تماس بين روسيا والغرب.
هذا وكشفت الحرب في أوكرانيا والاصطفافات المتناقضة بين موال للغرب وداع إلى التمسك بروسيا حليفا استراتيجيا وتاريخيا، عمق الهوة بين موسكو وواشنطن التي لم تستوعب الخطوة الروسية بعودة القرم والتي كان من المخطط أن تكون القاعدة الأساسية والأقرب لصواريخ الناتو، وتطويق روسيا بالدرع وهو ما تعتبره موسكو تهديدا مباشرا لأمنها القومي.
كل ذلك عجل باحتدام المواجهة على مستويات مختلفة، ففرضت واشنطن عقوبات اقتصادية ردت عليها روسيا بخطوات مماثلة.
اليوم يبدو أن اللقاء قد يكون جراحة تجميلية ربما تنجح أو تفشل في رتق تشوهات العلاقة بين البلدين بعد أن أدركت واشنطن، وفق أوساط كثيرة، أنها لم تعد وحيدة في المضمار الدولي.