اخطر بكثير من ازدواجية المعايير !!.. الطرق التي يسهم بها الغرب في محو المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - استنكرت وسائل اعلام عدم رد فعل الغرب على التصرفات الإسرائيلية وما تسببت فيه من قتل عشرات الآلاف من المدنيين، مؤكدا أن ذلك يتجاوز المعايير المزدوجة التي تم التنديد بها منذ أشهر، ويعد في الواقع تواطؤا نشطا في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها هذه الدولة المارقة.

ورأى الموقع الفرنسي -في تقرير مطول بقلم جوزيف كونفافرو- أن سرعة وعنف تفجيرات بيروت يخلقان نوعا من الدهشة في لبنان وفي الغرب، حتى أصبح لسلسلة الموتى المجهولين وغير المدفونين من المدنيين، الذين تساقطوا تحت الضربات الإسرائيلية، تأثير مخدر.

يقول المؤرخ فنسنت لومير "نحن لا نعرف قصص ووجوه الموتى في غزة. فما لا يقل عن 40 ألف قتيل، بينهم ما لا يقل عن 30 ألف امرأة وطفل في غزة، أبرياء بالطبع. وهذه الأرقام لها عمليا قدرة تخدير علينا، ولم تعد لها دلالة اليوم".

ولتقريب الصورة أكثر، فإن إسرائيل ظلت ترتكب على مدى عام ، ومع ذلك لم يهرع أي زعيم غربي إلى فلسطين ولا إلى بيروت للتعبير عن الرعب من هذه المذبحة، ولم يؤكد أي رئيس دولة أو حكومة غربية للشعبين الفلسطيني واللبناني دعمه الكامل في مواجهة الهجمات.

وبالتالي , تظل الحقيقة هي أن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة في المتوسط عن مقتل أكثر من 1200 شخص كل أسبوع على مدى العام الماضي، وأن القادة الغربيين مسؤولون عن الدعم السياسي والعسكري لهذه المذبحة التي لا نهاية لها والتي لا تميز ولا تفرق بين المدنيين والمقاتلين.

هذه الحرب التي تقودها إسرائيل - حرب للردع ولكنها أيضا انتقامية وتتسبب في تدفق أنهار من الدماء على أيدي القادة الغربيين والأميركيين قبل كل شيء، من الرئيس جو بايدن والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فهم جميعا ملوثون لأنهم يتقاسمون المسؤوليات مع المجرمين الذين يحكمون إسرائيل.

ولا يقتصر الأمر على أن الموتى والسجناء الإسرائيليين لديهم أسماء ووجوه وقصص، على عكس الجثث المتعفنة في المقابر الجماعية في غزة، أو المدفونة تحت أنقاض الضاحية الجنوبية، أو المحتجزين في سجون النقب التي يصعب الوصول إليها، بل إن الجسم الفلسطيني أو اللبناني لم تعد له أي قيمة في نظر الإسرائيليين خاصة، والغربيين عموما.

أن تقديرات لا مبالغة فيها كشفت أن ثمة نحو 120 ألف حالة وفاة في غزة، وهذا يعني أنه سيكون لدينا بالفعل حوالي 100 شهيد فلسطيني مقابل وفاة إسرائيلية واحدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهذه أرقام مذهلة، مقارنة بنسبة 7 إلى 1 خلال الانتفاضة الأولى و3 إلى 1 خلال الانتفاضة الثانية.

أن الغرب مسؤول عن محو المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين بأكثر من طريقة، أولها توفير الأسلحة والأموال اللازمة لهذه المذبحة، حيث أبدت الحكومة الإسرائيلية سرورها بأن تعلن عن مساعدة جديدة بقيمة 8.7 مليارات دولار من الحليف الأميركي في الوقت الذي كانت تضرب فيه بيروت، وتزعم الولايات المتحدة أنها لم تكن على علم بذلك.

وثانيها رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع بعض الاستثناءات النادرة مثل النرويج وأيرلندا وإسبانيا، علما أن الشرق الأوسط اهتز بعد اغتيال زعيم حزب الله، وهو ما دفع بالتحرك الإيراني لضرب اسرائيل .

وأخيرا بترك الغرب حليفته إسرائيل تحبس نفسها في المنطق الخبيث الذي يبرر الخلط بين الأمن والانتقام، فمن ذا يستطيع أن يصدق أن حكومة إسرائيل ليست مسؤولة عن مصير المحتجزين الذين ما زالوا أحياء في غزة، بعد أن أخرجت عدة جولات من المفاوضات عن مسارها، وقضت على زعيم حماس إسماعيل هنية الذي أشرف عليها بطريقة أقل تعنتا من خط خلفه يحيى السنوار؟

أن انتصار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التكتيكي لا ينبغي أن يخفي حقيقة أنه يستند إلى كارثة متوقعة، وكما قال ألوف بن رئيس تحرير صحيفة هآرتس فإن على إسرائيل "قبل تحويل لبنان إلى غزة أخرى" أن تدرك أن هناك "طريقة أخرى غير القوة الجامحة لإعادة المحتجزين من غزة والشماليين إلى موطنهم".

وأشار الكاتب إلى الدمار الذي لحق بقطاع غزة وعشرات الآلاف من القتلى والمبتورين والجرحى والأيتام هناك مما يشكل أرضا خصبة لهجمات مستقبلية، كما أن عملية الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله من الحجم والفعالية بحيث سقط القول بان ايران لن ترد على اسرائيل، أو إلى وضع راهن جديد لصالح إسرائيل، أو إلى إعادة تشكيل عميقة للخرائط السياسية وحتى الجغرافية للمنطقة بأكملها.

أن الاغتيالات المستهدفة التي ترتكبها إسرائيل قد جلبت في أغلب الأحيان أشخاصا أكثر تصميما إلى قيادة المنظمات التي تقاتلها، سواء داخل حزب الله أو مع انتخاب يحيى السنوار رئيسا لحركة حماس هذا الصيف.

أن انتصار نتنياهو الحالي لا يتعارض مع انتصار السنوار، فقد حقق السنوار انتصارا إستراتيجيا باقتحامه جنوب إسرائيل وسط عمى استخباراتي كامل، وانتصارا سياسيا لأنه قد نجح إلى حد كبير في تدمير ما يمكن أن يدمره من إسرائيل، وهو في النهاية انتصار أيديولوجي من خلال إعادة صياغة القضية الفلسطينية في منطق جديد.

أن العالم إذا فكر اليوم بمنطق الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن أو نتنياهو ، فلا يمكن أن يرى (العالم) إلا وفق محور الخير ومحور الشر، ولكن إذا كنا لا نزال نعتقد أن قوة القانون يمكن أن تتغلب على حق القوة، فمن الملح كبح جماح الذراع الانتقامية المجرمة التي تعمل خارج ما كان يسمى القانون الدولي !!

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology