- دعوات تتصاعد سياسيا وإعلاميا وبمنصات التواصل لعودة سوريا لمقعدها المجمد منذ 2012
-خبير بارز يؤكد أن العالم العربي يعيش تيه سياسيا ليس بمقدوره اتخاذ موقف أو إصدار رؤية
افراسيانت - عودة سوريا لمقعدها العربي المجمد منذ 2012، يلوح في أفق اجتماعات كافة المستويات واري طارئ بالجامعة
و"سيبقي التلويح بالعودة السورية حاضرا" حتى ولو سمحت الجامعة بحضور دمشق الاجتماع استثنائيا، وفق خبير بارز معني بالشرق الأوسط يرى أن الحسابات لإتمام ذلك "معقدة".
والاجتماع الوزاري الطارىء، الذي جرى بناءً على طلب مصر، التي لديها تباينات مع تركيا، وتأييد عدة دول (لم يسمها) والتشاور مع العراق رئيس مجلس الجامعة في دورته الحالية لبحث عملية "نبع السلام" التركية شرق الفرات، شمالي سوريا.
وحديث الخبير ، عن التلويح المؤقت بعودة سوريا لمقعدها العربي، في ظل العملية التركية، يأتي تأكيد قريب نقلته تقارير محلية بمصر عن مصدر عربي مسؤول لم تسمه.
يقول المصدر ذاته إن "عددا من وزراء الخارجية (لم يمسهم) سيطرحون بالتأكيد خلال كلماتهم فى عودة المقعد السورى المُجمد فى الجامعة، مضيفا "سيكون فعليًا محل نقاش واسع من وزراء الخارجية".
هذا النقاش الواسع المحتمل، جاء في حديث المصدر بعد يوم من تأكيد المصري، حسام زكي الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد للجامعة العربية يوم عملية "نبع السلام"، أن الجامعة تقف بوضوح ضدها باعتبار أن هذه الأعمال تمس سيادة دولة عضو في جامعة الدول العربية وهي سوريا.
وأضاف: "الجامعة العربية تكتفي بالتعبير عن موقف سياسي ولا نستطيع أن نقول أننا فاعلون في هذه الأزمة ، أو لدينا القدرة على التأثير على الدولة التي تهدد سيادة دولة عضو بالجامعة العربية وهي تركيا".
** عودة سوريا لمقعدها.. تلويح ينطلق من مصر بقوة
و"الموقف السياسي" بحسب زكي، لم يطرح عودة سوريا لمقعدها بشكل واضح، أو يقترب منها في ظل تباينات عربية غير أن تصعيدا كلاميا، في هذا الاتجاه بدأ في مصر بخلاف التوجه الرسمي الذي دعا لاجتماع وزاري طارئ للجامعة العربية.
ودعت أحزاب موالية للنظام المصري منها الناصري والوفد والجيل لعودة سوريا لمقعدها، وعبر منصات التواصل بمصر، راجت تغريدات مصرية تدعو للأمر ذاته.
ودعا الإعلامي المقرب للسلطات بمصر، أحمد موسي، يوم انطلاق العملية التركية في شمال سوريا إلى عودة دمشق لمقعدها بالجامعة العربية في برنامجه المتلفز آنذاك.
وهذه الدعوة تأتي بعد نحو شهر من حديث وزير خارجية مصر أن "سوريا دولة عربية مهمة وهناك مشاورات بين الدول العربية للتوافق حول التوقيت الملائم والمناسب لعودتها إلى الجامعة العربية".
ومن فلسطين، قال حسن عصفور المفاوض الفلسطيني السابق، في مقاله بأحد المواقع الإلكترونية إن "القرار الذي كان منذ 8 سنوات ضد سوريا، يجب أن ينتهي فورا ، وتعلن الدول العربية الغاء كل قرارات نالت من مكانة سوريا".
وبسؤال عن كون العملية التركية ستكون "قميص عُثمان" الذي يُعيد دِمشق إلى الجامعة العربيّة، تساءل الكاتب عبد الباري عطوان، في اليوم التالي للعملية التركية في مقال له أورده بحسابه الموثق بتويتر، بعد يوم من استغرابه كيفية مناقشة تخص سوريا بالجامعة وهي غائبة عن مقعدها العربي.
وعادة ما تطالب بغداد بعودة سوريا لمقعدها العربي، وكان أبرزها ، بدعوة مندوب العراق لدى الجامعة العربية، أحمد نايف الدليمي، لإعادة عضوية سوريا للجامعة، في كلمة له باجتماع بالجامعة .
من نهاية 2018، اتخذت دول عربية خطوات لإعادة العلاقات مع نظام الأسد، منها زيارة الرئيس المعزول عمر البشير لدمشق، وإعلان الإمارات والبحرين عودة العمل في سفارتيهما لدى سوريا، وسط اهتمام دول عربية بملف إعمار سوريا، وهو ما يستلزم تطبيع مسبق للعلاقات.
والآونة الأخيرة، طفت على سطح الأحداث العربية مصافحة حارة نقلت تلفزيونيا من أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط مؤخرا للوفد السوري في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أن يؤكد المسؤول العربي في تصريحات صحيفة أن الموقف بشأن عودة سوريا للجامعة لم يحسم.
** الحضور الاستثنائي والتلويح بالعودة السورية وارد
من جانبه، يقول مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية (غير حكومي) ، إن "كثيرا من الأمور كانت توحي بعودة سوريا من قبل العملية التركية وأبرزها المصافحة الحارة لأبو الغيط للوفد السوري".
وأضاف: "وارد أن تدفع العملية لإعادة النظر في عودة سوريا لمقعدها خاصة أن الداعي لها مصر ، ووارد أن تعلن الجامعة تضامنها مع سوريا وتبدأ خطوات إعادة سوريا للمنظومة العربية".
"الحديث عن عودة سوريا لمقعدها سيبقي وسيكون اليوم وغدا وبعد غد، فهو حديث متواصل، ولكن صعوبات تواجهه أبرزها التيه السياسي الذي يعيشه العالم العربي الذي ليس لديه موقفا أو رؤية".