واشنطن - افراسيانت - اثارت تصريحا السفير الاميركي في اسرائيل ديفيد فريدمان واداعائه بان أعضاء الكونغرس من الجمهوريين يدعمون إسرائيل أكثر من الديمقراطيين، الغضب بين المشرعين الديمقراطيين، ودفعتهم العديد منهم الى تجديد التاكيد على دعمهم لاسرائيل والدخول فيما يشبه سباقا في الاعلان والتاكيد على مركزية مناصرتهم لاسرائيل وحرصهم على ذلك.
وابدى المشرعون الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي غضبهم تجاه السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان بسبب تصريحاته التي قال فيها بأن المسيحيين التبشيريين والجمهوريين يؤيدون إسرائيل أكثر من "اليهود الأميركيين" وأكثر من أعضاء الحزب الديمقراطي، حيث سارع المزيد من الديمقراطين من اعضاء الكونغرس للتحرك عبر البرامج التلفزيونية ذات المشاهدات العالية، للدفاع عن سجلهم التاريخي في مناصرة اسرائيل، واتهام فريدمان بأنه يسعى إلى جعل مسألة تأييد إسرائيل مسألة حزبية (حكر على الحزب الجمهوري) وأنه يضرب إسفينا في التأييد الذي يوفره الكونغرس الأميركي لإسرائيل.
وكان فريدمان قال في مقابلة مع صحيفة إسرائيلية هذا الأسبوع "الحجة التي أسمعها من بعض الديمقراطيين أن الجمهوريين يستولون على عباءة تأييد إسرائيل، وهذه هي حقيقة إلى حد معين، حيث لا يوجد شك في أن الجمهوريين يدعمون إسرائيل أكثر من الديمقراطيين".
ورد السناتور كريس كونز الديمقراطي من ولاية ديلاوير، وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ على السفير الاميركي فريدمان بالقول "أشعر بخيبة أمل كبيرة من تصريح السفير فريدمان بأن الجمهوريين يدعمون إسرائيل أكثر من الديمقراطيين؛ فدعم الولايات المتحدة لإسرائيل كان دائما وما يزال ذا طبيعة ثنائية الحزبية (تشمل الديمقراطيين والجمهوريين) ".
وأضاف "بصفتي سيناتوراً، فأنا فخور بعملي مع الديمقراطيين والجمهوريين، مع إدارة أوباما وإدارة ترامب، لدعم إسرائيل المتفاني. العلاقة الأميركية مع إسرائيل تتجاوز السياسة الحزبية وعمل القادة الأميركيون والإسرائيليون لعقود طويلة من الزمن للحفاظ على هذا الواقع".
واحتج السيناتور على تصريحات فريدمان، مقدما مؤهلاته في دعمه المتفاني لإسرائيل بالقول، أنه يعمل حاليًا على تشريع يتعلق بالمساعدة الأمنية الأميركية لإسرائيل مع زميله الجمهوري السناتور ماركو روبيو (من فلوريدا) ، وأن هذا لتشريع "يضم حاليًا 50 مشاركًا لرعاية هذا التشريع، منهم 23 ديمقراطيًا و 27 جمهوريًا".
واضاف "يجب على السفير فريدمان تجنب هذه الأنواع من التصريحات الحزبية، والعمل مع الجمهوريين والديمقراطيين لتعزيز تحالفنا الهام مع إسرائيل".
كما وانتقد السناتور بن كاردن من ولاية ماريلاند، وهو ديموقراطي بارز في لجنة العلاقات الخارجية، فريدمان، قائل،اً إن تعليقاته كانت "خاطئة، وغير حساسة، وتدل على عدم استعداده ليكون دبلوماسيًا مناسبًا لأحد أهم حلفائنا".
واضاف "تصريحات فريدمان تضر بمحاولات إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط"، فيما قفز السناتور كريس ميرفي الديمقراطي من ولاية سينسيناتي رداً على تصريح فريدمان "عندما وصلت إلى الكونغرس، كان الدعم لإسرائيل أحد القضايا القليلة التي لم تكن حزبية. لقد خاضت عناصر رئيسية في الحزب الجمهوري حملة متعمدة لتغيير ذلك الآن. وللأسف فان لديهم مساعدة من السفير الأميركي". وأصدرت النائبة نيتا لوي من ولاية نيويورك، وهي مشرعة يهودية أميركية مخضرمة بيانا يوم الجمعة تحذر فيه فريدمان من الإضرار بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لأغراض سياسية.
وقالت "يجب على السفير الأميركي في إسرائيل أن يعرف مدى خطورة تقديم الدعم لإسرائيل كقضية حزبية، فالعلاقة الأميركية - الإسرائيلية غير القابلة للكسر ترتكز أساسًا على التعاون بين الحزبين، حيث يتقاسم الطرفان التزامًا طويل الأمد بأمن وشرعية إسرائيل".
وأضافت "بدلاً من محاولة إثارة مزيد من الانقسامات السياسية في واشنطن ، ينبغي على السفير التركيز على تمثيل الأولويات الدبلوماسية للولايات المتحدة".
بدوره أصدر النائب الديمقراطي اليهودي يان شاكوسكي (إيلينوي) بيانًا مضادًا، قال فيه، ان فريدمان أساء للسياسة الخارجية الأميركية، وأن "تعليقات ديفيد فريدمان الأخيرة تؤكد على حقيقة أنه غير صالح للخدمة في هذا الموقف الحاسم. من خلال محاولة تحويل الدعم الساحق من الحزبين لدولة إسرائيل إلى قضية سياسية حزبية، ومن خلال تصريحات تُقوض سياسات الولايات المتحدة طويلة الأمد في المنطقة. إنه عار على الدبلوماسية الأميركية".
ويعتبر شكاوسكي حليفا لجماعة يهودية يسارية يهودية، وقاد مؤخرا مجموعة من 76 عضواً في الكونغرس في كتابة رسالة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وفي قضية متعلقة فقد أثارت تصريحات سفير ترامب في إسرائيل فريدمان الاثنين (4/6:2018) التي هاجم فيها وسائل الإعلام الأميركية جدلا إعلاميا في واشنطن، بسبب ما وصفه (فريدمان) "فشل الإعلام الأميركي في تغطية الاحتجاجات العنيفة على حدود غزة في الأشهر القليلة الماضية بشكل منصف (منحازا للفلسطينيين)، وطالب الصحفيين ب"إغلاق أفواههم" .
وقال فريدمان إن بعض الانتقاد لإسرائيل قد يكون مشروعا، لكنه أضاف أنه يجب على الصحافيين بذل جهود أكبر لايجاد بدائل لاستخدام إسرائيل للقوة الفتاكة، التي أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين، قبل اتهامها بارتكاب خطأ.
وقال فريدمان خلال حديث للصحافة الأجنبية "يبدو لي أنه في بيئة صحفية تنتقد فيها (الصحافة) إسرائيل في تسعة من أصل عشر مقالات بخصوص غزة إسرائيل، فإن هؤلاء الصحفيين لا يأخذون بعين الاعتبار اقوال الخبراء أو محاولة فهم ما الذي يمكن فعله بصورة أفضل قبل أن يوجهوا انتقاداتهم لإسرائيل".
واضاف فريدمان أنه قضى كثيرا من الوقت في الحديث مع خبراء عسكريين في الولايات المتحدة وفي إسرائيل وفي بلدان أخرى حول قواعد الاشتباك الصحيحة – وهو ما كان على الصحافيين فعله كما قال – ورأى أن الانتقادات الموجهة لإسرائيل "لا أساس لها من الصحة في معظمها" ملمحا إلى أن انتقاداته موجهة في الأساس إلى صحيفة "نيويورك تايمز".
ويدافع فريدمان كما تدافع الإدارة الأميركية من خلال سفيرتها في الأمم المتحدة والناطقين الآخرين بوزارة الخارجية الأميركية فيما تعتبره "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" وعن استخدامها للغاز المسيل للدموع، وكذلك استخدامها للقوة الفتاكة، كـ"وسائل للدفاع عن حدودها مع غزة " خلال مظاهرات العودة الفلسطينية السلمية التي بدأت في 30 آذار الماضي ووصلت ذروتها يوم 14 أيار الماضي ، بالتزامن مع نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
وتجددت الانتقادات لإسرائيل في الإعلام الأميركي يوم الجمعة بعد أن قتل قناص إسرائيلي المسعفة الفلسطينية في غزة رزان النجار أثناء تقديمها العلاج لأحد المصابين.