حقّ العودة الأمريكيّ: الأحد القادم أوّل اجتماع بين الحمد الله والوزير كحلون بالقدس المُحتلّة منذ إعلان ترامب فهل تراجع عبّاس عن قراره “ضدّ” واشنطن؟
افراسيانت - كشفت مصادر سياسيّة وُصفت بأنّها مطلعة جدًا ورفيعة المُستوى في تل أبيب، كشفت النقاب عن أنّ رئيس الوزراء الفلسطينيّ، رام الحمد الله، سيجتمع يوم الأحد القادم، مع وزير الماليّة الإسرائيليّ، موشيه كحلون، وذلك في مقّر الأخير في القدس الغربيّة، على حدّ قول المصادر.
وقالت دانا فايس، مُراسلة الشؤون السياسيّة في القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ هذا هو اللقاء الأوّل من نوعه بين مسؤول إسرائيليٍّ رفيع المُستوى وموظفٍ فلسطينيٍّ كبيرٍ يجري بعد إعلان الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب في السابع من شهر كانون الأوّل (ديسمبر) من العام الفائت عن القدس عاصمةً لكيان الاحتلال الإسرائيليّ.
وشدّدّت المصادر نفسها على أنّ اللقاء هو اعتراف فلسطينيّ ضمنيّ بالدور الأمريكيّ في مواصلة إدارة ما يُسّمى بالعملية السلمية بين الطرفين، لافتةً إلى أنّ مبعوث الرئيس الأمريكيّ شؤون الشرق الأوسط، جايسون غرينبلاط، سيصل خلال الأيّام القليلة القادمة لإسرائيل، أيْ عشية اللقاء بين كحلون والحمد الله، مُشيرةً في السياق عينه إلى أنّ الإدارة الأمريكيّة كانت معنيّةً بترتيب اللقاء وإخراجه إلى حيّز التنفيذ، مُوضحة في الوقت نفسه، أنّ اللقاء بين المسؤولين، الإسرائيليّ والفلسطينيّ، هو عمليًا رسالة من إسرائيل إلى السلطة الفلسطينيّة مفادها أنّه إلى جانب العصا يوجد الجزر أيضًا، على حدّ وصف المصادر.
وكان وزير المالية موشيه كحلون قد أجرى في تشرين الأوّل (أكتبور) من السنة الفائتة محادثات مباشرة نادرة مع الحمد الله في رام الله، ناقش خلالها الطرفان العلاقات الثنائية الاقتصادية، بالإضافة إلى سياسة إسرائيل الاستيطانية.
اللقاء جاء وسط جهود أمريكية لتحسين العلاقات الاقتصادية بين الفلسطينيين وإسرائيل في إطار خطة أكبر للتوصل إلى اتفاق سلام في نهاية المطاف. وأتي ذلك في الوقت الذي تتواجد فيه حركة فتح، التي تسيطر على السلطة الفلسطينية، في خضم عملية مصالحة مع منافستها حركة “حماس″، التي تسيطر على قطاع غزة. وكانت إسرائيل قد تعهدت بعدم إجراء محادثات سلام مع السلطة الفلسطينية حتى تقوم “حماس″ بنبذ العنف والاعتراف بالدولة اليهودية.
وشارك في الاجتماع أيضًا وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، ماجد فرج، ووزير المالية في السلطة الفلسطينية شكري بشارة، ومن الجانب الإسرائيلي، شارك في الاجتماع منسق أنشطة الحكومة في الأراضي، الجنرال يوآف مردخاي، المسؤول عن الوحدة المكلفة بالتواصل مع الفلسطينيين في وزارة الأمن، وكان اللقاء هو اللقاء الثاني الذي يجمع بين كحلون ورئيس الوزراء الفلسطيني العام الماضي.
وقال مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، جيسون غرينبلات، في تغريدة له إنّه تم تحقيق تقدم هام واتخاذ خطوات جادة في مواضيع اقتصادية هامة – العائدات والجمارك والاستثمار – التي تساعد في دعم البحث عن السلام. ورفض مكتب كحلون التعليق على اللقاء، الذي ذكرت وسائل إعلام عبرية أنّه عُقد بضغطٍ أمريكيٍّ.
من الجانب الآخر، نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” تقريرًا مفصلاً عن اللقاء، بحسبه ناقش الطرفان سلسلة من القضايا الهامة، أبرزها الإعلانات الإسرائيلية الأخيرة عن بناء وحدات استيطانية، والجهود الفلسطينية الرامية إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، ومسائل مالية.
وناقش الفلسطينيون بحسب التقرير القرار الإسرائيلي مؤخرًا بالسماح ببناء آلاف الوحدات السكنية في الضفة الغربية والقدس، وجاء في التقرير أنّ الفلسطينيين احتجوا خصوصًا على بناء مستوطنة جديدة في شمال القدس بالقرب من بلدتي كفر عقب وقلنديا الفلسطينيتين، والتي من المتوقع أن يضم 10,000 وحدة سكنية يهودية جديدة.
الطرفان ناقشا أيضًا اتفاقيات تجارة جديدة لتنظيم بيع الماء والكهرباء من إسرائيل للسلطة الفلسطينية، بما في ذلك زيادة الطاقة وأسعار جديدة، بحسب التقرير.
وناقش الفلسطينيون أيضًا بحسب التقرير سلسلة من التنازلات المالية التي قدّمتها إسرائيل في شهر أيّار (مايو) بطلب من الإدارة الأمريكية، من ضمنها السماح بأعمال بناء فلسطينية أكثر في المنطقة C في الضفة الغربية، وتوسيع البلدات الفلسطينية في مواجهة الاكتظاظ السكانيّ، وتوسيع المنطقة الصناعة في ترقوميا، جنوب الخليل، وعمل المعبر بين السلطة الفلسطينية والأردن على مدار الساعة.
بعد الإعلان عن هذا اللقاء يُطرح السؤال المفصليّ والجوهريّ: هل القرار الفلسطينيّ باعتبار أمريكا راعيّة ليست نزيهةً لعملية السلام، بات في خبر كان، وهل التهديدات الأمريكيّة بقطع المُساعدات عن الفلسطينيين دفعت أركان السلطة الفلسطينيّة إلى التراجع عن قرارها القاضي بعدم السماح لواشنطن بإدارة ما يُطلق عليها العملية السلميّة؟، وغنيٌ عن القول إنّ اللقاء ما كان ليُعقد بدون حصول الحمد الله على ضوءٍ أخضرٍ من عبّاس