واشنطن - افراسيانت - أعلن رئيس غواتيمالا جيمي موراليس الأحد، أن بلاده ستنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، لتكون الدولة الثانية التي تعلن ذلك بعد تصريح الرئيس الأميركي ترامب 6 كانون الأول الجاري.
وكانت غواتيمالا قد صوتت الخميس الماضي، هي وخمس دول أخرى : هندوراس ، مايكرونيجا، جزر مارشال ، بالاو وناورو ، على جانب إسرائيل والولايات المتحدة ، في الجمعية العامة ضد قرار يعتبر إعلان ترامب ملغي وباطل، مقابل تصويت 128 دولة لصالح القرار.
وسرعان ما رحب رئيس وزراء إسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرار غواتيمالا نقل سفارتها الى مدينة القدس، واصفا إياه بـ "المهم"، مؤكداً أن دول أخرى مؤكداً أن دولا أخرى ستحذو حذوها.
وكتب موراليس على صفحته في موقع فيسبوك بعد إجراء محادثة مع نتنياهو إن "احد المواضيع الأكثر أهمية كان عودة سفارة غواتيمالا الى القدس" من تل ابيب حيث هي موجودة اليوم.
يشار إلى أن موراليس ينتمي إلى "اليمين المسيحي التبشيري" ويحتفظ بعلاقات حميمة مع "اليمين التبشيري المسيحي" في الولايات المتحدة مثل بيلي غراهام، وجيري فولويل ، وسارة بيلين (مرشحة نائب رئيس عام 2008) ونائب الرئيس ألأميركي الحالي، مايك بينس حيث تزود الكنائس التبشيرية الأميركية موراليس وحزبه بالأموال والدعم بعد أن كانت قد وضعته في قصر الرئاسة في انتخابات عام 2015.
ومثل نتنياهو، يواجه موراليس اتهامات بالفساد وتبييض أموال ويواجه معارضة شديدة تطالب بتنحيته وإيداعه السجن، إلا أن علاقاته مع العسكر ووكالات الاستخبارات الأجنبية ( سي.آي.إيه والموساد) توفر له الحماية الشخصية والرئاسية.
يشار إلى إن غواتيمالا لها تاريخ طويل من العلاقات الخاصة مع إسرائيل، فهي أول دولة كان لها سفارة في القدس، عملت هناك لنحو 30 عاما، بل وامتدت روابطها بالحركات الصهيونية إلى ما قبل قيام إسرائيل، حيث كانت غواتيمالا من بين أولى الدول التي اعترفت بإسرائيل، وقد أقامت لها سفارة في القدس عام 1955، وفي ثمانينيات القرن الماضي نقلت البعثة الدبلوماسية الغواتيمالية إلى تل أبيب.
واعتبرت الحكومة الإسرائيلية برئاسة دافيد بن غوريون في عام 1950 أن "غواتيمالا هي مدخل إسرائيل إلى أميركا اللاتينية" حيث كانت ضمن 33 مندوب دولة لصالح خطة التقسيم في 29 تشرين الثاني 1947، وأنه "لا بد من مكافئتها حيث أجرى مندوبها مباحثات حثيثة مع مندوبي دول أميركا الجنوبية في الأمم المتحدة كي يصوت الجميع في كتلة واحدة لصالح هذا القرار".
وكثيراً ما لعب الموساد دوراً محوريا في تعزيز التعاون العسكري بين إسرائيل وغواتيمالا منذ خمسينات القرن الماضي ولكنه كان بحماس ملحوظ عام 1971، وبلغ ذروته عام 1977، حين جمّد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر المساعدات العسكرية لغواتيمالا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
كما زودت إسرائيل غواتيمالا عبر ثمانينات القرن الماضي بالأسلحة والتدريب .
وشهدت غواتيمالا العديد من الانقلابات العسكرية ( التي دبرت بعضها الاستخبارات المركزية، والبعض الآخر الموساد)، مثلها مثل جاراتها في هذه المنطقة التي تعرف بـ"الحديقة الخلفية للولايات المتحدة" بحسب مبدأ الرئيس الأميركي الخامس جيمس مونرو".
كما شهدت غواتيمالا حربا أهلية طاحنة في الثمانينات وأوائل تسعينيات القرن الماضي، قتل خلالها أكثر من 200 ألف شخص معظمهم من السكان الأصليين "المايا".
وقد استعملت الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل خلال تلك الحرب المأساوية ما يعرف بفرق الموت للتخلص ممن تعدهم خصومها ، إلا أن الرئيس الأميركي بيل كلينتون أعلن عام 1999 أن بلاده أخطأت حين دعمت الجيش الغواتيمالي الذي ارتكب مجازر وحشية في حق المدنيين.