افراسيانت - قال محللون ان الاستفتاء الكردي على الانفصال واقامة دولة لهم في منطقة كردستان العراق، قد يدفع المنطقة الى مزيد من الحروب، وسط تضاؤل الفرص أمام الاكراد لتحقيق أحلامهم أمام حشود الدبابات الايرانية التركية والعراقية التي قررت المواجهة فور الاعلان عن الانفصال.
ويسعى الاكراد الذين يعيشون في اقليم كردستان العراق الى الاستقلال واقامة دولتهم القومية، وهو ما اثار مخاوف الدول التي تتواجد فيها اقليات كردية من تنامي نزعة الانفصال لديهم في هذه البلدان.
وقال المحلل السياسي، رائد نعيرات، "تاريخيا يطالب الاكراد الذي يقدر عددهم بنحو 30 مليون نسمة موزعين على اربعة دول اقليمية رئيسية، بالاستقلال في منطقة كردستان، وكانت هناك محاولات لاقامة الدولة الكردية القومية الا انه سرعان ما كان يتم اسقاطها".
ويرى نعيرات ان "هناك رفضا من قبل الدول المحورية، ايران وتركيا، والعراق، وسوريا لاستقلال الاكراد، خشية محاولة الاكراد الموجودين على اراضيها بالانفصال، مشيرا الى ان الرفض التركي نابع من مخاوف بمطالبة الاكراد بالانفصال ما يعني انفصال اجزاء من الاراضي التركية، وخشية من فشل مشروعها بدمج الاكراد بعد ادخالها اصلاحات مُنح بموجبها الاكراد ميزات وحقوق في الدولة التركية، كما ان هناك مخاوف من تقسيم العراق، وتحويله الى مناطق شيعية تابعة لايران، واخرى سنية تابعة للاكراد (الذين في غالبيتهم سنة)، اضافة الى ذلك فان هناك مخاوف من استقلال اكراد سوريا الذين تعتبرهم تركيا تابعين لحزب العمال الكردي المحظور لديها".
واشار الى ان "المنطقة مقبلة على حرب بدأت ملامحها بفرض حصار على الاقليم، واغلاق حدوده البرية والجوية، حيث ان هناك اتفاقا بين الدول الثلاث بالتدخل العسكري في اليوم الذي يعلن فيه اقامة الدولة الكردية".
واضاف "لا توجد امام الاكراد فرصة لاقامة الدولة، حيث خابت امالهم بعد ان رفض الامريكان دعم مشروعهم. اسرائيل هي الوحيدة التي اعلنت دعمها لتوجهاتهم، لاعتبارات سياسية وعسكرية متمثلة باضعاف المنطقة ورغبتها بالحصول على منطقة نفوذ قوية بجوار ايران وتركيا والعراق".
وقال المحلل السياسي اكرم عطالله"الاكراد ما زالوا غير موحدين في قضية الاستقلال في المناطق التي يعيشون فيها، حيث ان هناك أحزاب سياسية تفضل البقاء والاندماج بالمناطق التي يتواجدون فيها، وهناك اكراد يطالبون بالاستقلال والانفصال".
ويرى عطالله ان "الاكراد يرون انفسهم كالفسطينين محتلين من قبل الدول التي يعيشون فيها، ويحق لهم الاستقلال بالمناطق التي يتواجدون عليها، حيث ان هناك دعوات كردية بوجوب النظر الى القضية الكردية كالقضية الفلسطينية باعتبارههم شعوب محتلة ولهم حق تقرير المصير".
ويعتقد عطالله ان الاكراد الذين تجمعهم لغة وعادات وتاريخ واحد "لهم الحق باقامة دولتهم القومية اسوة بالشعوب الاخرى".
وبالمقابل، لا يرى المحلل السياسي، ناجي شراب، ان الحالة الفلسطينية متشابهة مع القضية الكردية، فالفلسطينيون يمتلكون دولة معترف بها لكن الاحتلال يعيق اقامتها، بينما الاكراد لا يحظون بتأييد دولي باقامة دولتهم.
وحذر الكاتب طلال سلمان، رئيس تحرير جريدة السفير التي توقفت عن الصدور امس، من تداعيات اقامة دولة كردية، وقال ان "قرار البرازاني، إذا ما تم تنفيذه، سيفتح جبهات حروب عدة على الاكراد. ليس في العراق وحده، بل من مجمل جيران العراق الذين طالما تعاملوا مع الكرد بعنصرية وفوقية، اولهم وأخطرهم تركيا، كذلك فان ايران لن ترحب بمثل هذه الخطوة التي قد تحرك اكرادها".
وكتب السياسي الفلسطيني، نبيل عمر، ان "الاستفتاء الكردي تجربة يجب على الفلسطينيين الالتفات اليها"، وقال "فعلها الاكراد... ولمَ لا يفعلها الفلسطينيون؟.. انجز اشقاؤنا الأكراد الخطوة الأولى في مسيرتهم التاريخية والراشحة بالدم، نحو الاستقلال وتأسيس دولة قومية لهم على أرض العراق".
وتابع قائلا"التصميم الكردي تغلّب على تهويل المحيط وتهديداته، فبينما كان الاكراد يصطفون طوابير طويلة أمام صناديق الاقتراع، كانت الدبابات التركية تنثر غباراً كثيفاً على الحدود، وعما قريب ستلتحم مع الدبابات الإيرانية".
وتابع مقالته بالقول "الفلسطينيون يواجهون معضلة استقلالهم مع أن كل عوامل الاستقلال المنطقية موجودة على أرضهم وفي مجتمعهم وفي عدالة هدفهم، شعب بالملايين يعيش فوق ارضه، وارض لا ينكر احقيته فيها الا المحتل، الذي لا يخجل من مفارقة تأييده لدولة كردية ومحاربته لدولة فلسطينية، واعتراف دولي ثمين وشامل، كل ذلك متوفر عندنا الا انه يقف امام جدار الرفض الإسرائيلي والمخاتلة الامريكية والعجز الدولي".
واختتم عمرو مقالته بالقول "لنفعلها اذا ولندخل الى زخم الاعتراف الدولي بحقنا في تقرير المصير عمقاً شعبياً متجدداً، لن نأتي بجديد فالشعب الفلسطيني عبر مؤسساته أكّد على ذلك بعطاء متواصل، الا ان استفتاءً شعبيا حول تقرير المصير، لا بد وان يكون محطة ورسالة على طريق الحرية والاستقلال."