القدس - افراسيانت - في سباق مع الزمن ، تحاول إسرائيل فرض وقائع جديدة على الأرض، وبخاصة في القدس الشرقية العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية، لقطع الطريق أمام أي تسوية سلمية تؤدي لقيامها، وما افتتاح كنيس في وسط حي عربي إسلامي في حي بطن الهوى بسلوان، إلا ترجمة عملية للأمر، فأًيً تداعيات سيتركها على سكان الحي؟ وهل سيتم الاكتفاء بالكنيس؟ أم يعد مقدمة لبناء كُنس جديدة ؟
فرض واقع جديد ....
يقول الخبير في شؤون القدس والأقصى جمال عمرو، بشأن توقيت افتتاح الكنيس، إن " الإسرائيليين يريدون إرسال رسالة للقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، من خلال تزامن افتتاحه مع زيارة الوفد الأميركي، عليكم عدم التعويل على الإدارة الأميركية والوفود التي ترسلها، بتحقيق سلام، يؤدي لقيام دولة فلسطينية".
وشدد على أن الاحتلال بتسهيله وسماحه للمستوطنين، بافتتاح كنيس في الجزء الشرقي من مدينة القدس في منطقة سلوان في حي بطن الهوى، يحاول فرض وقائع جديدة على الأرض، تحول دون تحقيق حلم العاصمة المستقبلية للفلسطينيين، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وبشأن أعداد الكُنس المقامة في القدس الشرقية ، أكد عمرو في مقابلة مع وكالة "قدس نت" للأنباء"، أن " حوالي 101 كنيس ، تحيط بالأقصى، من كل الجهات تحته وفوقه".
ونوه بأن إقامة كُنس وسط أحياء عربية مكتظة بالسكان، ستحول حياة المواطنين إلى جحيم، عبر توظيفها وفق البرنامج الزمني اليهودي، ما يفرض احاطتها بالكم الهائل من رجال الأمن لتأمين دخول وخروج المستوطنين إليها.
هدم 81 منزلا... لاستكمال الكنيس ...
من جهته أكد رئيس لجنة حي بطن الهوى زهير الرجبي، أن الكنيس الذي تم افتتاحه في حي بطن الهوي، يعود إلى كايد جلاجل، وقامت باستئجاره منه عائلة " أبو ناب" منذ العام 1950، حتى الاستيلاء عليه في شهر ايار من العام 2015.
وأضاف أن المستوطنين أدعوا، بأن العقار المستولى عليه بالأصل، كان كنيس يهودي عام 1892، ليتم افتتاحه من جديد بمساعدة الحكومة وأعضاء الكنيست، ، وبمسيرة مكونة من 300 إلى 400 مستوطن بعد إغلاق منطقة سلوان وحي بطن الهوى.
ونوه الرجبي بأنه أول كنيس يتم افتتاحه في منطقة سلوان ، مؤكدا على وجود ما بين 500 إلى 600 مستوطن في منطقة سلوان.
وشدد على أن الأمر لن يقتصر على عقار عائلة " أبو ناب"، مع تهديد 81 عائلة في الحي بإخلاء منازلها، لاستكمال بناء الكنيس، لادعائهم أنه مقام على 5 دونمات و200 متر، استنادا لأوراق تركية.
ونوه بأن عائلة الرجبي لديها أوراق ثبوتية، تؤكد أن ملكيتها لمنازلها تعود للعام 1966م.
وشكك الرجبي في أهلية المحاكم الإسرائيلية في البت في قضيتهم، لكنهم رغم ذلك مضطرون للجوء اليها، بحكم خضوعهم للحكم الإسرائيلي.
وتًمنى من الجميع النظر لقضيتهم باهتمام، وبخاصة مع سعي الاحتلال لإخلاء ما يقارب من 1500 مواطن، لن يجدوا مأوى لهم، إلا العراء.
وكان وزراء وأعضاء كنيست وحاخامات إسرائيليون افتتحوا يوم الخميس الاخير ، كنيسًا يهوديًا في حي بطن الهوى في بلدة سلوان وسط إغلاق وحصار مشددين فرضا في شوارع وأحياء البلدة.