واشنطن - افراسيانت - في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، انضمت مجموعة من الشباب الى فريق البيت الابيض، تدفعهم الحماسة والفخر لخدمة بلادهم في ظل الادارة الجديدة التي يتولى رئاستها دونالد ترامب.
بعد اربعة اشهر، يبدو ان مهمتهم التي كان يفترض أن تمنحهم خبرة مميزة يتباهون بها يوما ما أمام أحفادهم، باتت اقرب الى كابوس.
وترك ترامب لدى مغادرته واشنطن امس الجمعة في اول زيارة الى الخارج، البيت الابيض في اجواء متوترة ومستشارين شبابا تتراجع معنوياتهم اكثر واكثر.
ومساء الاربعاء كان لقرار تعيين مدع خاص للتحقيق في العلاقات بين مقربين من دونالد ترامب وروسيا في المكاتب الصغيرة المشتركة في الجناح الغربي الشهير، وقع الصاعقة.
وعلى شاشة تلفزيون معلقة على الجدار كانت تترد الى مسامع معاوني الرئيس المصدومين، تحليلات يتناقلها مذيعون في قنوات اخبارية تتحدث عن "تواطؤ" و"هيئة محلفين" و"إقالة الرئيس".
وكان العاملون في المكتب الاعلامي يعقدون الاجتماع تلو الاخر لايجاد طريقة ايجابية لتقديم هذا التعيين الذي قد يبقى نقطة سوداء في رئاسة ترامب.
ولاشهر عاش الموظفون في ادارة ترامب اجواء من الارهاق والتوتر والخلافات والازمات المنتظمة التي يشهدها البيت الابيض.
وحصل هذا التطور الاخير - الاهم في اسبوع شهد تسارع احداث قلما شهدها البيت الابيض - على مرأى العالم أجمع.
وفي الكواليس حاول مصور التقاط صور لهذه اللحظات التاريخية الصعبة جدا للعاملين في البيت الابيض، قبل ان يتم ابعاده.
ولم يطبق ترامب في البيت الابيض مزاياه القيادية التي كان البعض يتباهى بها، حيث اصبحت المفاجآت والشائعات اليومية بالاقالة هي القاعدة.
وبعيدا عن الاضواء، يشكو الموظفون من عدم كفاءة الادارة والنقص في عدد العاملين فيها. ويتساءل المستشارون الصغار ما اذا سيعودون الى عملهم في اليوم التالي ويعربون احيانا عن الرغبة في ان يقترب خلاصهم.
ويسخر البعض اذ يقولون ان سؤال "كيف حالك؟" الاعتيادي بات مسألة وجودية في حين يتناقل الجميع الشائعات الاخيرة عن إقالة الرئيس.
ويقول آخرون انهم يبحثون عن مخرج او يفكرون في تعيين محام.
وأخذ الجمهوريون الذين سئلوا ما اذا كان يهمهم منصب الرئاسة، مسافة متوخين الحذر.
ويقول شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الابيض، ان هذه الكارثة تتحول الى اذلال علني. فقد كان سبايسر موضع سخرية للممثلين الهزليين ومراسلي البيت الابيض الذي يناقض الرئيس اقواله بانتظام، حتى انه اضطر الى الاستماع الى زملائه يقولون لصحافيين انه ستتم قريبا إقالته.
واعلنت كيمبرلي غيلفويل لصحيفة محلية انها تتفاوض مع البيت الابيض لتولي منصب المتحدثة خلفا لسبايسر. وتم التداول بأسم المحامية السابقة وعارضة الازياء والمقدمة على قناة (فوكس نيوز) لتولي منصب المتحدث باسم البيت الابيض.
وقالت غيلفويل لصحيفة (مركوري نيوز): "اعتقد ان علاقتي بالرئيس جيدة جدا".
واضافت : "احب العلاقات المبسطة والمباشرة والحقيقية التي تقوم على الثقة والنزاهة واعتقد ان هذا اساسي لتحقيق نجاح في هذا المنصب".
وكان سبايسر الجمعة على متن الطائرة الرئاسية (اير فورس وان) مع المستشارين الاخرين الكبار - جاريد كوشنر وايفانكا ترامب وستيف بانون - في اول زيارة للرئيس الاميركي الى الخارج يشبهها البعض بحقل الغام، تقوده الى السعودية واسرائيل والاراضي الفلسطينية والفاتيكان وبروكسل وصقلية.
ولافراد فريق ترامب الذين ظلوا في واشنطن، قد يؤمن لهم الاسبوع المقبل فترة من الراحة.