افراسيانت - زكريا شاهين - لا تنفك محاولات العودة لطرح مسالة جزيرة القرم ودفعها الى المحافل الدولية من خلال محاولة ادراجها على جدول اعمال اجتماعات او هيئات دولية او اقليمية , سواء من قبل كييف او من يساندها في ذلك مستمرة.
اخر هذه المحاولات ما اعلن عن ان هنالك توجهات من قبل سلطات كييف مدعومة بتركيا , للحصول على عضوية منظمة التعاون الاسلامي, حيث تقدم بهذا الطلب وزير خارجية اوكرانيا بافلو كليمكين ، من خلال توجيه رسالة الى المنظمة "ديسمبر الماضي 2016" بهذا الخصوص, موجها الرسالة الى الامين العام حيث تتضمنت دراسة واقرار قبول اوكرانيا في عضوية المنظمة بصفة مراقب.
ورغم ان اجتماع المنظمة المرتقب في المملكة العربية السعودية " الدورة الأربعون للجنة الإسلامية للشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية- 27 أبريل 2017 , ذا طابع اقتصادي , الا انه من المحتمل وبضغوطات تركية ان يتم بحث هذا الامر. وهنالك احنمال ان يتم التصويت على رفض او قبول الطلب في اجتماع مقبل يعقد في مايو 2017.
الغريب هنا في الامر ان اوكرانيا شبه خالية من المسلمين الا اذا كانت لا تزال تعتبر ان مسلموا شبه جزيرة القرم يتبعون لها وهم الذين اختاروا العودة الى الوطن الام روسيا.
للتذكير , فان منظمة العمل الاسلامي سبق وان رفضت القبول بعضوية كل من الهند والفلبين رغم ان ملايين المسلمون في البلدين يشكلون نسبة كبيرة من المواطنين , فلماذا كل هذا الاهتمام بالطلب الاوكراني ؟ .
ببساطة فانه اذا ما حصلت اوكرانيا على القبول فان ذلك يعني تطوير التحالف التركي – الاوكراني في المنظمةلاستخدام موضوع تتار القرم ضد المصالح الروسية.
وللتذكير ايضا , فان المسلمون الذين تتحدث عنهم اوكرانيا هم المسلمون الذين يقطنون في شبه جزيرة القرم الروسية كمواطنون اصيلون.
لقد سبق وان ذكرنا بانه لطالما سعت الحكومة التركية من خلال نفوذها في عدة مؤسسات ومنظمات دولية من بينها منظمة التعاون الاسلامي على تمرير قضية تتار القرم ليكون جزءا مكوناتها او على الاقل بندا في جدول اعمالها.
ووفق تقارير ومعلومات اعلامية فان انقرة تريد استثمار سمعة المجلس الوهمي الخاص بـ تتر القرم الذي يتزعمه مستشار الرئيس الاوكراني مصطفى جميلوف لتكرسه ممثلا عن التتار على الرغم من ان هذا المجلس لا وجود له بالاساس وان جميلوف غالبا ما يفتي في الاتجاه المعاكس لمصالح الشعب التتري في القرم.
في المعلومات.. ان الوفد الاوكراني الذي سيتولى متابعة وبحث مسالة انضمام اوكرانيا الى المنظمة بصفة مراقب سيكون برئاسة جميلوف نفسه , رغم تصنيف مجلسه الوهمي ب"الارهابي".
علما انه لم يسمع احد بمجلس الشعب التتري بين عامي 1991 و2014 حيث همشته الحكومة الاوكرانية بسبب رائحة الفساد المنتشره حوله ، وقد استغلت رئاستة التمويل الاسلامي والدخل المالي لتحقيق اهدافا شخصية واثراء جيوب البعض.
طبعا فان الاعلان الاكراني عن تشكيل ما يسمى إدارة مسلمي القرم في أوكرانيا, يدل على استمرار لسياسة العبث التي تمارسها سلطات كييف. رغم ان السلطات الاوكرانية تعلم وتعي ان مثل هذا المجلس لا يمثل المسلمين في شبه الجزيرة , اذ ايد تتار القرم فكرة الإستقرار في المنطقة و لهم الآراء الودية لروسيا و هم دعموا إجراء الإستفتاء العام في القرم.
والواقع انه ومنذ اعلان برلمان شبه جزيرة القرم، في مارس/آذار 2014 عن قيام جمهورية القرم واستقلالها عن أوكرانيا، بموجب استفتاء عام أمّنته روسيا في شبه الجزيرة. تعددت المحاولت الحثيثة لمنع مواطنوا القرم من المشاركة في الاستفتاء . ان كان ذلك من خلال الترهيب او تلفيق المعطيات الكاذبة , او الدعوة المكشوفة لمقاطعة الاستفتاء كما طالب مصطفى جميليف بذلك , ومع كل هذه المخاولات الفاشلة , فقد صوت 96،77% من السكان لصالح العودة إلى قوام روسيا,وبعد الاستفتاء وقبول جمهوريتهم كيانا فدراليا جديدا في روسيا الاتحادية، تقدم برلمان الجمهورية إلى البرلمان والقيادة الروسيين بطلب عودة القرم إلى روسيا، وصادق مجلسا "الدوما" و"الاتحاد الروسي" في الـ18 من مارس/آذار 2014 على انضمام القرم واعتبراها جزءا لا يتجزأ من أراضي روسيا الاتحادية.
في كل الاحوال فان محاولة زج موضوع القرم في المحافل الدولية خاصة في منظمة التعاون الاسلامي لن يلقى رواجا او اهتمام. حيث ان من مصلحة منظمة التعاون الاسلامي عدم الزج بسياساتها لصالح اطراف لا تراعي مصالح اعضاء المنظمة بقدر ما تهتم بمصالحها الخاصة لتمرير اجندات مشبوهة ليس لها علاقة بالاهتمام بالمسلمون في هذا البلد او ذلك.