افراسيانت - قلقيلية - مصطفى صبري - طرقات الضفة الغربية ليست مسرحا لاعتداءات المستوطنين على المواطنين وحسب ، وانما الشرطة الاسرائيلية ايضا لها نصيب باتمييز والعنصرية ضد الفلسطينين، من خلال استهداف مركباتهم العمومية والخصوصية وملاحقتخ=ها ونصب الكمائن لها بسيارات مدنية للتمويه على الفلسطينيين، وتحرير مخالفات بمبالغ طائلة تصل لحد 5 آلاف شيكل مع حجز المركبة ورخص السياقة وتحويل السائق الى المحكمة .
محافظة قلقيلية تكثر فيها الطرق الالتفافية التي تستخدم من قبل الفلسطينيين والمستوطنين معا، وتنتقم الشرطة الاسرائيلية من المركبات الفلسطينية بالمخالفات الباهظة على هذه الطرق، بينما لوحة التسجيل "الصفراء" محمية من المخالفات المرورية.
اصطياد ..للمركبات
المواطن عادل تيسير يعمل في مجال التدريس في مدارس مدينة قلقيلية ، اصطادته الشرطة الاسرائيلية بسيارة مدنية قرب قرية جيت 20كم شرق قلقيلية والمقابلة لكبرى مستوطنات الضفة الغربية وهي مستوطنة قدوميم يقول للقدس :" يوم السبت الماضي توجهت مع عائلتي لزيارة مدينة نابلس للتسوق، وخلال السفر فوجئت بسيارة مدنية تلاحقني ، وطلبت مني التوقف، ونزل منها مسلحون بلباس مدني واقتادوني خارج سيارتي بطريقة مرعبة جدا ، واوقفوني جانبا ، عندها ظننت أنني وقعت في كمين لقوات خاصة بهدف الاعتقال ، فأنا أسير محرر أمضيت في السجون أكثر من خمس سنوات ".
وأضاف :" هذا المنظر ارعب صغاري وزوجتي ، وعند حضور سيارة الشرطة بادر الشرطي بتحرير مخالفة قيمتها 1700 شيقل وحجز الرخص لمدة تزيد عن السبعين يوما ، وتحديد موعد محكمة في مستوطنة اريئيل في محافظة سلفيت ".
ويستطرد قائلا :" هذا الانتقام لم يكن له سبب سوى أنني تجاوزت عن سيارة للمستوطنين، كانت تسير بسرعة بطيئة، وتذرع الشرطي أنني تجاوزت عن خط متواصل ، وعند الجدل معه ، هددني بزيادة قيمة المخالفة الى خمسة آلاف شيقل ، وغرامة باهظة ، عندها آثرت السكوت خوفا من مضاعفة العقاب الصهيوني الذي لا يرحم ".
تقاسم دخل شهري
أما سائق المركبة العمومية خالد عواد يقول :" شرطة الاحتلال تقاسمنا دخلنا الشهري ، فنحن ندفع مخالفات باهظة لأننا نشارك المستوطنين السير في الطرق الالتفافية، فهذه المخالفات تدفعنا الى عدم الاقتراب من هذه الطرق، والسير في طرق طويلة ووعرة لا تتواجد عليها الشرطة الاسرائيلية تجنبا لهذه المخالفات، فافراد الشرطة الاسرائيلية قطاع طرق بلباس رسمي، واوراق رسمية صادرة عن دولة عنصرية تخالفنا بانتقام كوننا فلسطينيين نعيش على هذه الارض ونسير على طرقاتها ".
ويروي السائق خالد قصة زميل له أمسكت به الشرطة الاسرائيلية على طريق قلقيلية نابلس، وعندما احتج على المخالفة الباهظة، تم تحرير مخالفة بقيمة خمسة آلاف شيقل ، واحضار شاحنة مخصصة لنقل السيارات وأجرتها على سائق المركبة ونقلها الى مركز مستوطنة اريئيل ودفع أجرة أرضية طوال حجز المركبة ، وكانت الفاتورة جراء هذه المخالفة 12 ألف شيقل من قيمة مخالفة، وهذا الأمر لا يحدث في أي دولة في العالم ، فقط علي هذه الارض، ونحن تحت الاحتلال يقول السائق خالد ".
محاكم داخل مستوطنة
المحامي نضال توبة المختص بمتابعة قضايا المخالفات في مستوطنة اريئيل يقول : المخالفات المرورية اليومية للسائقين الفلسطينيين كثيرة وبمبالغ طائلة، وتعقد المحاكم للسائقين في مستوطنة اريئيل ، ويقضي السائق يوما كاملا لهذا الغرض ويتم في بعض الاحيان تخفيض المخالفة و في الاغلب يتم الابقاء عليها دون تغيير، بينما المستوطن يعفى من المخالفة على الطرقات وفي حال تحرير مخالفة له يتم شطبها من قبل قاضي المحكمة داخل المستوطنة ".
وتقدر قيمة المخالفات المرورية المدفوعة من قبل السائقين جراء مخالفتهم من قبل الشرطة الاسرائيلية بملايين الشواقل .