افراسيانت - زكريا شاهين - لطالما سعت الحكومة التركية من خلال نفوذها في عدة مؤسسات ومنظمات دولية من بينها منظمة التعاون الاسلامي على تمرير قضية تتار القرم ليكون جزءا مكوناتها او على الاقل بندا في جدول اعمالها.
ووفق تقارير ومعلومات اعلامية فان انقرة تريد استثمار سمعة المجلس الوهمي الخاص بـ تتر القرم الذي يتزعمه مستشار الرئيس الاوكراني مصطفى جميلوف لتكرسه ممثلا عن التتر على الرغم من ان هذا المجلس لا وجود له بالاساس وان جميلوف غالبا ما يفتي في الاتجاه المعاكس لمصالح الشعب التتري في القرم.
وسائل اعلام تركية كانت قد صنفت ما يسمى بمجلس التتر باته تابع لفتح الله غولن المتهم بتدبير الانقلاب التركي الفاشل , ومع ذلك لا ينقطع التوجه التركي عن العبث في مسالة شبه جزيرة القرم التي عادت لاحضان الوطن.
تصنيف المجلس المذكور كارهابي لم يات من فراغ . فوفق اخر التصريحات لزعيم مصطفى جميلوف فقد دعا الى قطع المياة والكهرباء عن القرم ، رغم ان اوكرانيا لا تقدم أي خدمات لسكان شبه الجزيرة وهي العاجزة اصلا عن تقديم الخدمات لشعبها.
وفيما تم الكشف عن اتصالات بين شخصيات تابعة لحزب التحرير ومنظمات متطرفة من جهة وجميلوف من جهة ثانية فقد اقدم الاخير على اطلاق دعوة لمحاربة المسلمين في القرم وقتل المفتي ابلايف Ablaev بحجة دعمهم لروسيا.
ويزعم هذا المجلس ان التتر كانو يعيشون في بحبوحة كبيرة خلال الحكم الاوكراني، على الرغم من انه (المجلس) كان مهمشا وغير معترف بقراراته نظرا لحجم الفساد والسمعة السيئة التي رافقت اعضاءه ورئيسه ايضا.
لكن في الحقيقة والواقع فان المجلس باشراف رئيسه اخذ تمويل من شخصيات وحكومات لبناء مساجد ومراكز اسلامية دون ان يتم بناء اي من المساجد الـ 87 الموجودة في البلاد الا من خلال التبرعات الفردية بعد ان اختفت اموال الدعم الخارجي.
لم يسمع احد بمجلس الشعب التتري بين عامي 1991 و2014 حيث همشته الحكومة الاوكرانية بسبب رائحة الفساد المنتشره حوله ، وقد استغلت رئاستة التمويل الاسلامي والدخل المالي لتحقيق اهدافا شخصية واثراء جيوب البعض.
وفد تركي في القرم
الكيل بمكيالين وفق المعايير المزدوجة وفي إشارة جديدة إلى تقارب مواقف موسكو وأنقرة حول مختلف القضايا، لوح وفد تركي رفيع زار شبه جزيرة القرم، 25.11.2016بإمكانية مشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في افتتاح جامعة سيمفيروبول.
ويرى محللون أن أي زيارة مستقبلية يقوم بها الرئيس التركي إلى القرم، تعني اعترافا رسميا بتبعية شبه الجزيرة لروسيا.
وضم الوفد عددا من السياسيين ورجال الأعمال الأتراك، بينهم ابراهيم يريلي ممثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأحمد تونتش نائب عمدة أنقرة، وحسن جنغيز رئيس جمعية الحكومات الأوراسية الذي يعد من المقربين لقيادة مديرية الأمن العامة في تركيا.
وقال جنغيز في تصريحات صحفية خلال زيارة الوفد لجامع قيد الإنشاء في سيمفيروبول، عاصمة القرم: "نراقب عمليات البناء منذ البداية. وكان الجانب التركي يقدم كافة المساعدات وسنواصل تقديمها، لأن هذا الجامع قد يصبح رمزا لحسن الجوار بين شعبي روسيا وتركيا".
هذا من المتوقع أن يفتتح جامع سيمفيروبول الذي يرعى الرئيس الروسي شخصيا عمليات بنائه، أبوابه في عام 2019. وكانت عمليات البناء قد بدأت بوتائر متسارعة عام 2014، وذلك بعد أن كانت السلطات الأوكرانية تؤجل الشروع في تشييده لسنوات طويلة.
وسيتسع الجامع الجديد لـ5 آلاف مصل. وسيبلغ ارتفاع قبة الجامع 28 مترا، وارتفاع مآذنه 50 مترا. وبذلك سيصبح الجامع الأكبر في القرم، علما بأن المسجد الأكبر في الوقت الحالي يقع في مدينة إيفباتوريا ويتسع لألفي مصل. ويعود هذا المسجد التاريخي الذي يحمل اسم "جامع الجمعة" إلى القرن السادس عشر، وصممه المعماري العثماني الشهير معمار سنان.
كما اجتمع أعضاء الوفد التركي، الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني، مع ممثلين عن برلمان جمهورية القرم، وشاركوا في التقاط صور تذكارية مع علم الجمهورية ورمزها. وكان الوفد الذي يضم 22 شخصا، قد اجتمع، الخميس، مع ممثلين عن أوساط الأعمال في شبه الجزيرة.
في كل الاحوال فان محاولة زج موضوع القرم في المحافل الدولية خاصة في منظمة التعاون الاسلامي لن يلقى رواجا او اهتمام.
ايضا فان السياسة التركية التي شعرت بان سياساتها تلك ادت الى ما آلت اليه تركيا اليوم حين اصبحت في فوهة الاضطرابات والتوتر , نحاول ان تدفع بسياسة اخرى من خلال علاقاته خاصة مع روسيا.
واذا كانت تركيا قد استشعرت الخطر من سياساتها القديمة فان من الاجدى ان يقرا الحاضرون في مؤتمرات منظمة التعاون الاسلامي هذا الاتجاه ليناون بانفسهم عن استخدام ازدواجية المعايير في العلاقات مع الاخرين وللفهم بانه لا يجوز التدخل في شؤون الدول الاخرى مع ما احدثه ذلك من مصائب لم تزل تضرب استقرار المنطقة وامان العالم.