افراسيانت - سيد المختار - قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن قوات أمريكية تعمل على الأرض في ليبيا لمساعدة "عملية البنيان المرصوص" في تحرير مدينة سرت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن هناك قوات خاصة تتدخل بشكل مباشر في المعارك الدائرة داخل مدينة سرت، التي تقع على بعد 450 كيلومترا من العاصمة طرابلس.
مركز للعمليات
وتعدُّ هذه - هي المرة الأولى التي تقدم فيها الولايات المتحدة دعما عسكريا مباشرا للجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني في حربه ضد تنظيم "داعش"، الذي يسيطر على مدينة سرت منذ نحو عام وثلاثة أشهر.
ونسبت "واشنطن بوست" إلى مسؤولين عسكريين غربيين قولهم إن التدخل المباشر في معركة سرت يتم عبر مركز عمليات أقيم خصيصا لهذا الغرض في محيط المدينة. وشوهد عسكريون من الولايات المتحدة وبريطانيا، يرتدون سترات واقية من الرصاص، وهم يتحركون داخل مدينة سرت لتقديم الدعم للمقاتلين على الأرض.
وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الأمريكية امتنعت عن التعليق على هذه المعلومات، فإنها أكدت سابقاً وجود مجموعة صغيرة تنشط على الأرض لمساعدة الليبيين عبر جمع المعلومات الاستخبارية وتقديمها إلى قوات "عملية البنيان المرصوص". وتقول المتحدثة باسم البنتاغون هنريتا ليفين إن هذه المجموعة من المخبرين تدخل ليبيا من وقت لآخر بهدف جمع معلومات استخبارية، وستواصل مهمتها إلى حين التأكد من تعزيز الحرب ضد المجموعات الإرهابية.
شكوك ومخاوف
وكان البنتاغون قد أعلن الأسبوع الماضي عن بدء عمليات عسكرية جوية في سرت ضد التنظيم الإرهابي بناء على طلب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا؛ وهو التدخل الذي أثار حفيظة بعض الأطراف الداخلية والخارجية.
وجاءت المعلومات التي أوردتها "واشنطن بوست" لتؤكد الشكوك، التي تحوم حول وجود قوات أجنبية مقاتلة على الأراضي الليبية. وهو ما نفاه رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، اليوم الأربعاء (10/08/2016)، في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية.
وأكد السراج أنه طلب من الأمريكيين تدخلا جويا محدودا، وبالتنسيق المستمر مع الجيش الليبي، قائلا إنه "لا حاجة إلى وجود قوات أجنبية على الأرض؛ لأن مقاتلي "عملية البنيان المرصوص" قادرون على القيام بالمهمة على الأرض بمجرد توفير غطاء جوي".
ويخشى عدد من الليبيين من أن تؤدي ضراوة المعارك وطول أمدها في مدينة سرت ضد "داعش" إلى توسيع دائرة التدخل الأمريكي والغربي في بلادهم؛ خاصة بعدما صرح عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق محمد عماري بأن حكومة الوفاق تقدمت بطلب آخر إلى إيطاليا لإقامة مستشفى ميداني لتغطية الاحتياجات الطبية للمقاتلين الليبيين.
وقد لا يقتصر التدخل الغربي على مرحلة القتال، بل إن عسكريين غربيين لم يخفوا قلقهم من احتمال عودة الإرهاب من جديد إلى مناطق في ليبيا؛ وهو ما قد يدفع إلى التفكير في إرسال قوات عسكرية مقيمة بشكل دائم لمراقبة الوضع.
معركة طويلة
هذا، وتواصل قوات "عملية البنيان المرصوص" تقدمها وسط مدينة سرت ببطء شديد نتيجة ضراوة القتال والمقاومة الشديدة من تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك على الرغم من التدخل الأمريكي في المعارك منذ مطلع الشهر الجاري.
وحددت واشنطن مبدئيا تدخلها في ليبيا بشهر واحد؛ لكن استكمال تحرير مدينة سرت من قبضة مقاتلي "داعش" قد يتطلب وقتا أطول مما كان متوقعا، حيث صرح المتحدث باسم غرفة عمليات تحرير مدينة سرت العميد محمد الغسري بأن "تطهير مدينة سرت من المقاتلين يتطلب عدة أسابيع".
وفي تطور وُصف بأنه مرحلة جديدة في الحرب ضد "داعش"؛ كثفت الطائرات الأمريكية ضرباتها الجوية ضد أهداف تابعة للتنظيم بوسط مدينة سرت، وشنت المقاتلات الأمريكية اثنتي عشرة غارة يوم الثلاثاء، استهدفت إحداها سيارة مفخخة كانت مركونة أمام بوابة أحد البنوك، التي يسيطر عليها التنظيم وفقا لعميد محمد الغسري.
وعلى الرغم من أن الجيش الليبي بات يسيطر على النقاط الاستراتيجية كافة في المدينة، فإن قوة المقاومة لدى التنظيم الإرهابي تشتد في حي المجمع الذي يضم قاعة المؤتمرات "واغادغو" وعددا من الفنادق.