افراسيانت - في ظل تباين المعطيات بشأن أسباب تحطم الطائرة إيرباص 320، يبقى لغز "المصرية" يثير ألف سؤال، في انتظار ما ستكشفه التحقيقات المصرية والدولية في معرفة ما إذا كان سقوطا أم انفجارا.
فمنذ سقوط طائرة "مصر للطيران" الخميس 19 مايو/أيار في مياه المتوسط، تقود مصر عمليات بحث بمساعدة عدة دول، من أجل التوصل إلى الحقائق الخفية، التي ستكشف عما حدث في اللحظات الأخيرة للرحلة MS804.
إلا أن الإعلان عن النتائج النهائية للتحقيق بشأن الحادث، ربما سيطول لشهور، علما أن التقرير المبدئي في الحادث سيصدر بعد شهر وسيتضمن جميع المعلومات والبيانات التي تم جمعها حتى تاريخ صدوره، بحسبما أفاد رئيس لجنة التحقيق المصرية في الحادث أيمن المقدم.
في التقرير الأولي حول حادثة طائرة مصر للطيران في رحلتها رقم MS804، الذي أصدرته وزارة الطيران المدني المصرية السبت 21 مايو/أيار، ذكرت الوزارة أن فريق التحقيق جمع على الفور المعلومات من مختلف المصادر، كوثائق الطائرة ووثائق طاقمها ومراقبة الحركة الجوية والأنظمة الأخرى لإدارة البيانات، بما في ذلك نظام الـAirman، وهو نظام لتحليل بيانات الصيانة، ونظام الـACARS وهو نظام اتصالات وتقارير الطائرة.
وفي تأكيدها أن كل الفرضيات مطروحة في حادث المصرية، مثلما أعلن في وقت سابق وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك ايرولت، قالت الوزارة، إنه "من المبكر جدا إصدار الأحكام أو الاعتماد على مصدر وحيد للمعلومات، مثل رسائل الـACARS، وهي بمثابة إشارات أو مؤشرات قد يكون لها أسباب مختلفة، وبالتالي فهي تحتاج إلى المزيد من التحليل كجزء من التحقيق الشامل".
انبعاث دخان من الطائرة..القاهرة تنفي
في أول رد رسمي، على معلومات أكدها مكتب التحقيقات الفرنسي حول انبعاث دخان من داخل الطائرة قبل سقوطها، أوضح وزير الطيران المصري، شريف فتحي، أنه من الطبيعي أن يخرج دخان من الطائرة قبل السقوط، لافتا إلى أن القاهرة لم تتأكد من ذلك بعد، وأنهم في انتظار نتائج التحقيقات.
وقال فتحي، خلال تصريحات إعلامية مساء السبت 21 مايو/أيار، إنه لا ينفي أي فرضية وليس لدى الوزارة أو شركة مصر للطيران مانع للاعتراف بالخطأ في حال وجوده.
وأشار إلى أن القوات المسلحة المصرية لم تبلغه حتى الآن بالعثور على الصندوقين الأسودين، مطالبا وسائل الإعلام الأجنبية وكذلك المصرية بأن تكون على مستوى المسؤولية، وعدم التعرض لسمعة الضحايا وطاقم الطائرة.
وكان محققون في هيئة سلامة الطيران الفرنسية أشاروا في وقت سابق، إلى أن طائرة إيرباص 320 التابعة لـ"مصر للطيران"، قد وجهت رسائل أوتوماتيكية تفيد بوجود دخان على متنها.
ونقل مصدر لوكالة فرانس برس، قوله إن مكتب التحقيقات والتحليل أكد أن الطائرة أطلقت رسائل آلية (أوتوماتيكية) تفيد بوجود دخان على متنها، قبيل انقطاع بث البيانات، مضيفا أن الأمر لا يزال مبكرا جدا لتفسير وفهم ملابسات الحادث، ما لم يتم العثور على الحطام والصندوقين الأسودين، مشددا على أن أولوية التحقيق هي العثور على الصندوقين الأسودين.
وذكر مصدر لوكالة فرانس برس-طلب عدم كشف اسمه- أن نظام إرسال التقارير عن وضع الطائرة أطلق إنذارا تلقائيا(أوتوماتيكيا) بوجود دخان في آخر الطائرة، ثم في مقدمتها، حيث الأجهزة الإلكترونية.
بدوره، يشرح جان بول تراديك الخبير في شؤون الطيران والمدير السابق لمكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي قائلا إن "نظام الأجهزة الإلكترونية يقع تحت قمرة القيادة، ويتم بواسطته التحكم بالطائرة، وإذا اندلع حريق ووقعت كارثة لا يمكن التحكم في الطيران ولا في أجهزة الملاحة ولا في أي شيء إطلاقا".
المصدر: وكالات