افراسيانت - زكريا شاهين - في استمرار لمسلسل الشد والجذب بين القوى العالمية حول الحرب في سوريا، صرح الجنرال الأمريكي المتقاعد جيمس ستافريديس القائد السابق لقوات التحالف بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أن الخطة “ب” التي تحدث عنها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في حال فشل اتفاق “وقف الأعمال العدائية” في سوريا قد تتضمن عملا بريا تستثنى روسيا منه.
وبحسب موقع “أورينت”، فقد أكد ستافريديس نقلا عن شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن الخطة باء ستكون حملة برية في سوريا دون مشاركة روسيا، واعتقد أنها في الأغلب ستتضمن في مرحلة من المراحل إقامة منطقة حظر للطيران في منطقة آمنة يمكن فيها بناء معارضة معتدلة.
لكن كل ذلك يدخل بحسب محللين فيباب التخيل وربما التمنيات ، ذلك ان الحالة السورية تجاوزت استبعاد اي طرف فاعل فيها وبلاتحديد الطرف الروسي.
من الجانب الروسي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا توجد أي خطة بديلة عن البيان الروسي الأميركي المشترك حول وقف إطلاق النار بسوريا، وأنه لن تظهر أي خطط أخرى من هذا القبيل مستقبلا.
في السياق ، طالب الكرملين الروسي، بتوخي الحذر عند التعليق على مزاعم انتهاكات اتفاق "وقف الأعمال العدائية" في سوريا، لحساسية الوضع، حسبما صرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف.
وقال بيسكوف: "موسكو طالبت سابقا بتوخي غاية الحذر عند اتهام شخص بانتهاك الهدنة، والتعليق بعناية فائقة، إذ أن الوضع ليس مستقرا بعد. ويمكن للمرء فقط أن يجدد مثل هذه الدعوات،" في تصريحات للصحفيين نقلتها وكالة الأنباء الروسية الرسمية "سبوتنيك"
وأكد بيسكوف تنفيذ الهدنة في سوريا، رغم عدم وجود أي توقعات منذ البداية بأن يكون الأمر سهلا، مضيفا: "رئيسا روسيا والولايات المتحدة، شددا منذ البداية على أن الطريق إلى هدنة مستقرة لن يكون سهلا، ولا يمكن أن يكون بسيطا بسبب تعقيد الوضع في سوريا."
وتابع بيسكوف: "ولكن من المهم في الوقت ذاته التوصل إلى الاتفاق، وتمت بالفعل الخطوات الرئيسية بما تفيد به الاتفاقات التي تم التوصل إليها. وقد بدأت العملية، وقيل بوضوح في وقت سابق أنه لن يكون سهلا. ولكننا نعلم من التقارير الواردة من جيشنا أن الهدنة سارية."
في المقابل ، كانت المعارضة السورية والسعودية قد وجهت اتهامات للنظام السوري ، وقوات الجيش الروسي باختراق الاتفاق، ولوح وزير الخارجية الأمريكي، بوجود "خطة ب" أو الخطة البديلة في حال لم تنجح الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.
الموقف السعودي جاء من خلال وزير الخارجية السعودي الذي رآى "إن الالتزام بالهدنة مؤشّرٌ مهم بالنسبة لجدية النظام السوري بالوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية" بموجب بيان جنيف-1 الصادر عام 2012، والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية واسعة، مجدداً التأكيد أن "لا مكان لبشار الأسد" في مستقبل البلاد.
إلا أن الوزير السعودي الذي تدعم بلاده المجاميع المسلحة بالمال والسلاح، أكد أنه في حال عدم التزام "النظام وحلفائه" بالهدنة "فهناك خيارات أخرى".
وبالتالي أوضح "كما ذكر السيد وزير خارجية الولايات المتحدة (جون كيري) هناك (خطة ب)، إذا اتضح أنه لا توجد جدية لدى النظام السوري أو لدى الحلفاء فالخيار الآخر واردٌ وسيتمُّ التركيز عليه".
ورد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف على اشارة وزير الخارجية السعودي إلى الخطة ب وقال كما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية إن "هذا التصريح يتنافى تماماً مع قرارات مجلس الأمن الدولي".
واضاف "قلنا جميعا إن لا وجود للخطة ب. علينا أن ننفذ معاَ ما قررناه جميعاَ.
الخطة "ب" تسريبات ام هذيان؟
بتزامن واحد ، تحدثت العديد من وسائل الاعلام العالمية والعربية ، عن الخطة " ب " الأمريكية ، في حال فشل هدنة وقف اطلاق النار ووقف الاعمال العدائية بسوريا . بعضها قال انه يكشف عن بعض تفاصيل الخطة البديلة التي ستتبناها واشنطن في سوريا.
ونقلت وسائل ااعلام عن مسؤول في البيت الأبيض لم تكشف عن اسمه بالتاكيد ، ، ما قالت انه أهم نقاط الخطة الأمريكية البديلة في سوريا ، والتي تتمحور حول اقامة منطقة حظر جوي بسوريا ،وزيادة عدد القوات الخاصة الأمريكية هناك .وان الخطة البديلة يجب أن تتضمن زيادة المساعدات والتدريب للقوات المحلية، وزيادة القوات الأمريكية الخاصة في سوريا ن علما ان تدريب المعارضة المسلحة من قبل امريكا قد فشل فشلا ذريعا حيث لم يبق من الذين تم تدريبهم اي عنصر ولا اي سلاح.
وأوضح أن الخطة تتضمن خيارات أخرى مؤثرة في سوريا ، مثل اقامة منطقة حظر طيران ، واقامة منطقة آمنة للنازحين السوريين ، والتي طالبت فيها تركيا مراراً ،لكن خيار إقامة منطقة حظر جوي سيكون مكلفا للغاية ويشمل خطوات عسكرية معقدة ومكلفة.
وفي تغافل كبير عن التغيرات في ميزان القوى في الأسابيع الأخيرة ظلت هذه التسريبات تاخذ مكانها في الاعلام رغم استئناف مفاوضات الوصول إلى وقف إطلاق النار.
هل تخطط امريكا للتقسيم إذا؟
سؤال لم يغب هو الاخر عن تحليلات المتابعين ،فاللجوء إلى اقتراحات التقسيم في مواجهة الأزمات الطائفية، ليس طرحا مستجدا للسياسة الأمريكية. غالبا ما تثبت الولايات المتحدة فشلا ذريعا في إعادة الاستقرار ما بعد الحروب ، فأثناء الاحتلال الأمريكي للعراق، اقترح نائب الرئيس الأمريكي «جو بايدن» مع عدد من النواب تقسيم العراق كحل للأزمة الطائفية التي اندلعت بعد الإطاحة بنظام «صدام حسين».
ما المنتظر بعد وقف إطلاق النار إذا؟ وفقا لتقرير نشرته مجلة «ذا ديلي بيست» الأمريكية فإن المعارضة السورية تمتلك القليل من الخيارات .
الازمة امريكية وليست اقليمية!!
وفقا لتقرير نشرته مجلة «فورين أفيرز» التابعة لمركز العلاقات الخارجية الأمريكية فإن الإدارة الأمريكية لا تتمتع برفاهية كبيرة في الخيارات خلال المرحلة المقبلة، خاصة إذا انهار وقف إطلاق النار، وسوف يعود خيار المنطقة العازلة من جديد على الطاولة. والمنطقة العازلة أو الآمنة هي منطقة في عمق الشمال السوري على الحدود التركية تمنع فيها العمليات القتالية وتخضع لسيطرة المعارضة المعتدلة المدعومة أمريكيا، ويتم حمايتها جويا من قبل حلف الناتو، وبريا من قبل القوى الإقليمية بقيادة تركيا. وسوف تهدف المنطقة العازلة إلى تحجيم القصف السوري على المعارضة في الشمال السوري، إضافة إلى تهدئة مخاوف تركيا بشأن توغل الأكراد، ويحظى خيار المنطقة الآمنة بتأييد كبير من قبل تركيا والعديد من دول الاتحاد الأوربي، وعلى رأسهم ألمانيا، إلا أنه يواجه بخطر الاصطدام المحتمل مع الطيران الروسي حال الإقدام على هذه الخطوة في غياب تفهمات روسية أمريكية. وهو ما يعيدنا إلى الاتفاق الأمريكي الروسي من جديد.
ولكن خيار المنطقة الآمنة لا يمكن أن يعتبر حلا نهائيا للأزمة في سوريا، حتى وإن نتج عنه تسكين بعض أعراضها. تبقى أمام القوى الكبرى عقبة الوصول إلى اتفاق نهائي.
يبقى الخيار الذي لايتحدثون عنه كثيرا ، وهو اعادة تجربة تسليح المعارضة المسلحة ، وهذا لا يكلف الولايات المتحدة ، فهنالك من هو مستعد للدفع من اموال النفط ، ويؤكد هذا الخيار ما تحدث عنه وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الذي رجح أنّ تكون الجماعات المسلحة في سوريا قد تسلّمت منظومات دفاع جوي من تركيا والسعودية.
وشدد، في حديث لصحافيين روس ، على أن أنقرة والرياض تستغلان الحرب في سوريا لصرف النظر عن القضايا الداخلية الحادة التي تواجههما.
كما انتقد الزعبي دور التحالف الدولي ضد الإرهاب، قائلاً: «كان مقاتلو داعش يتحركون بمئات السيارات من محافظتي الحسكة ودير الزور نحو مدينة تدمر للاستيلاء عليها، وذلك أمام أعين ما يسمى التحالف ضد الإرهاب، الذي تقوده الولايات المتحدة، ولكن هذا التحالف لم يفعل شيئا لمنعهم من اقتحام المدينة، وذلك يثير تساؤلات جدية بالنسبة إلينا».
وأعلن أن 8000 شاحنة نفط كانت تدخل يومياً إلى الأراضي التركية، متوجهة من المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش»، قبل أن تبدأ القوات الجوية الروسية بتنفيذ الضربات ضد التنظيم.
في الخلاصة ، لن تكون هنالك خطة بديلة ولا سبيل الا الحل السياسي فس سوريا لوقف نزف الدم السوري وهذا خيار تجمع علية كافة القوى الفاعلة في الازمة.