افراسيانت - إيهاب نافع - أعلنت القوات المسلحة المصرية عن تمكنها من القضاء على 60 إرهابيا أمس الجمعة، (26 03 2016)؛ وذلك في جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد.
العمليات العسكرية نُفذت بالتعاون بين قوات مكافحة الإرهاب والقوات الجوية. وتأتي الجهود، التي تقوم بها القوات المسلحة، بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية المتعاقبة في العريش ورفح والشيخ زويد، والتي أسفرت خلال الأسابيع الأخيرة عن سقوط أكثر من 60 شهيدا في عمليات متفرقة.
وربما كانت عملية "كمين الصفا" جنوب العريش أشدها قوة وتأثيرا، والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 18 شخصاً بين ضباط وأمناء شرطة وجنود. الأمر، الذي أعاد إلى الواجهة حقيقة أن مصر ما زالت في معركة مستمرة مع الإرهاب، تسعى في إطارها لتوحيد الجهود الدولية لمكافحة هذه الظاهرة سياسيا وفكريا وعسكرياً.
وﻻ تزال مساعي مصر مستمرة في الحشد الدولي لمكافحة الإرهاب. ففي الوقت، الذي تسخِّر فيه قواتها في سيناء لخوض حرب ضروس في مواجهة الجماعات الإرهابية، وبؤرها المتناثرة في بعض مناطق مثلث العريش - رفح - الشيخ زويد، استطاعت مصر أن تمرر اقتراحها لتجمُّع دول الساحل والصحراء، لإنشاء مركز دائم لمكافحة الإرهاب مقره القاهرة.
هذا، فيما تواصل مساعيها لإنشاء مجلس للسلم واﻷمن لدول التجمع، وإنشاء تكتل لقوات عسكرية مشتركة من تجمع دول الساحل والصحراء الـ 27؛ وهو الاقتراح، الذي ﻻ يزال هدفاً يجري الإعداد له.
غير أن النقاش لا يزال متواصلا بشأن مسألة التعاون الاستخباري بين دول التجمع كجزء مهم من أدوات مكافحة الإرهاب إفريقيًا؛ هذا، إلى جانب ضبط التحركات على الحدود بين الدول الأعضاء.
وقد اختتم مؤتمر وزراء دفاع الساحل والصحراء أعماله في شرم الشيخ بتأكيد من مصر بأن المنطقة يدفعها الأمر الواقع إلى العمل لمواجهة الإرهاب؛ ما يتطلب توحيد جهودها الفكرية والعسكرية من أجل مواجهة خطر لم تعد أي دولة بمنأى عنه، ووضع خطة استراتيجية موحدة للقضاء عليه، كضرورة آنية لتحقيق الاستقرار والتنمية.
ووَفق الأمين العام لتجمع دول الساحل والصحراء إبراهيم ثاني أفاني، فإن الهدف الأهم، الذي تسعى دول التجمع لإقراره، يتمثل في إنشاء قوة عسكرية إفريقية مشتركة، لتنفيذ مهمات مكافحة الإرهاب، ومواجهة الهجمات الإرهابية.
وأشار أفاني إلى أن الإرهاب يضرب القارة الإفريقية بشكل عشوائي يستوجب مواجهة شاملة. ولذا تم برأيه التصديق على تنظيم مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة.
وشدد الأمين العام للتجمع على أن للتجمع رؤيته الخاصة لمواجهة الإرهاب في مناطق الصراعات في ليبيا ونيجيريا وتشاد ومالي، وأن الدول الأعضاء تدعم بشكل قوي حكومتي نيجيريا وليبيا في مواجهة الجماعات الإرهابية.
أما القاهرة، التي اقتَرحت من قبلُ تشكيل قوة عسكرية مشتركة، وكُلفت من قبل الاتحاد الإفريقي بتشكيل هذه القوة لدول شمال أفريقيا، فتسعى بشكل حثيث لمحاصرة الإرهاب، وبخاصة في مناطق مجاورة؛ في ليبيا وسوريا والعراق ونيجيريا. وهي تؤكد دوما أن الإرهاب خطر يهدد كل دول العالم. ولذا، فهي تأمل في أن تساعدها الدول العظمى في ذلك، موظفةً عضويتها غير الدائمة في مجلس اﻷمن الدولي لهذا الغرض، وكذلك عضويتها في مجلس السلم والأمن الأفريقي.
من جهته، شدد الخبير العسكري ومساعد مدير الاستخبارات العسكرية الأسبق اللواء أحمد إبراهيم كامل على ضرورة إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب، يكون من بين مهماته: تبادل المعلومات، وتنسيق الجهود، ومحاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، كتجارة البشر وغيرها.
وقد استبعد الخبير العسكري القدرة على إنشاء قوات عسكرية مشتركة بمنأى عن الأمم المتحدة. فيما نوه الخبير في الشؤون الإفريقية عطية عيسوي بالتنسيق المعلوماتي، وقال إنه أمر في غاية الأهمية.